بعدما بدأت جرثومة "شيغيلا" بالتفشي مرة أخرى في تونس -انتشرت في الثمانينيات والتسعينيات ثم اختفت- أثارت حالة من القلق في البلاد.
وكشفت وزارة الصحة التونسية عن تسجيل 96 إصابة بالجرثومة، أخطرها لدى الأطفال، يلي ذلك خبر وفاة طفلة ودخول 6 آخرين العناية المركزة متأثرين جميعهم بمضاعفات الجرثومة.
حالة من الهلع
تعرض الأهالي لحالة من الهلع وتخوفوا من إرسال أطفالهم إلى المدارس، خشية إصابتهم بالجرثومة التي تضرب الجهاز الهضمي مخلفة آلام البطن وإسهالًا دمويًا، علاوة على ارتفاع درجات الحرارة، ما يتسبب في جفاف الجسم وهبوط الدورة الدموية.
ونتيجة لذلك شددت الصحة التونسية على الالتزام بالإجراءات الوقائية من غسل الأيدي وتنظيف بيوت الراحة، والحرص على استعمال ماء نظيف صالح للشرب وللاستعمال اليومي.
كما بدأت الصحة من ناحيتها بتكثيف البحث الميداني لرفع عينات من الأغذية والمياه، بهدف التثبت من مصادر الجرثومة في مختلف مناطق البلاد، لسرعة التصدي لها.
كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في مارس الماضي، من ارتفاع أعداد الحالات المصابة بالجرثومة المقاومة للأدوية، في كل من المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، وعدة بلدان أخرى في أوروبا، منذ أواخر 2021، مثل النمسا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا والنرويج وإسبانيا.
عدوى الـ "شيغيلا"
وفقًا لموقع Mayo Clinic، فإن جرثومة "شيغيلا" هي عدوى معوية تصيب الأشخاص عند ملامسة كميات صغيرة من البكتيريا من براز شخص مصاب بالشيغيلا وابتلاعها، أو عبر الأطعمة الملوثة، أو شرب مياه ملوثة والسباحة فيها.
الأطفال دون الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة بجرثومة "شيغيلا"، ويشفون دون تدخل طبي غالبًا إذا كانت الحالة المرضية خفيفة، لكنه أيضًا يصيب الكبار ويحتاج تدخلًا طبيًا يكون عادة بوصف مضادات حيوية.
أعراض عدوى الـ "شيغيلا"
تظهر الأعراض غالبًا بعد يوم أو يومين من الإصابة، فيما يتمكن المرض من الشخص بشكل كامل بعد أسبوع من التعرض للجرثومة، وتكون الأعراض على النحو التالي:
- الإسهال المختلط بدم أو مخاط.
- آلام في المعدة.
- الحمى.
- الغثيان أو القيء.
- جرثومة الشيغيلا تدخل الجسم من خلال الابتلاع.
وغالبًا ما يحدث ذلك بأحد الطرق التالية:
- مس الفم دون غسل اليدين جيدًا بعد تغيير حفاضات طفل مصاب بعدوى الشيغيلة.
- تناول أطعمة ملوثة أو فيها نبات نمى في حقل يُروى بمياه الصرف الصحي.
- شُرب المياه الملوثة التي اختلطت بمياه الصرف الصحي، أو سبح فيها شخص مصاب بعدوى الشيغيلة.
الوقاية من عدوى الـ "شيغيلا"
حتى الآن لا يوجد أي لقاح مضاد لعدوى الـ "شيغيلا"، لكن يمكن الالتزام بالتالي:
غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
مراقبة الأطفال أثناء غسل أيديهم.
التخلص من الحفاضات المتسخة بطريقة صحيحة.
تطهير مناطق تغيير الحفاضات بعد الاستخدام.
تجنب تجهيز الطعام لأشخاص آخرين إذا كنت مصابًا بالإسهال.
إبقاء الأطفال المصابين بالإسهال في المنزل بعيدًا عن مناطق رعاية الأطفال، أو مناطق اللعب، أو المدرسة.
تجنب ابتلاع الأطفال مياه البرك، أو البحيرات، أو حمامات السباحة غير المعالجة.
عدم ممارسة السباحة حتى تمام شفائك.
