تتواصل فاعليات المعرض الجماعي العشرين "تقاسيم"، الذي نظمه نادي الفنون، التابع لجمعية القطيف الأهلية لجماعة الفن التشكيلي، بالتعاون مع بلدية المحافظة، بصالة علوي الخباز بحي المجيدية، ويستمر حتى 16 نوفمبر الجاري، بمشاركة 80 فنانًا وفنانة، يقدمون لوحات وأساليب مختلفة تعكس التطور الكبير لهذا القطاع الإبداعي.
تناغم مجموعة من اللوحات
وقالت إحدى منظمات المعرض الفنانة التشكيلية نسرين الشاخوري إن " تقاسيم" هو تناغم مجموعة من اللوحات بأساليب مختلفة تشكل مقطوعة واحدة، إذ إن ما يميز التقاسيم في الموسيقى العربية، هو عنصر المفاجأة في الألحان والإيقاع، لذا وقع الاختيار على اسم "تقاسيم " بالمعرض العشرين، الذي افتتح يوم الخميس 7 نوفمبر، على شرف الفنان زمان جاسم.
وتابعت: المعرض يضم أسماء واعدة وفنانين ينتمون لأساليب وألوان ومدارس متنوعة، منها الواقعية والتكعيبية، وكذلك التأثيرية والتجريدية والكلاسيكية وغيرها.
وأضافت: سعدت بوجود كل المشاركات الجميلة، والحضور رائع جداً، والمكان أشبه بحديقة غناء تتنوع فيها المشاركات الإبداعية، مشيرة إلى أنها شاركت بعمل "امرآة الجليد" وهو عمل تجريدي بأسلوبها الخاص، يمتاز بهدوء اللونين الأزرق والأبيض.
التباين بين لونين
تحدثت الفنانة التشكيلية منى الشيخ، حول مشاركتها بعمل مكون من قطعتين؛ "التنقيطية"، وهو الأسلوب الذي عُرِفت به، واستخدمت اللونين الأبيض والأسود فقط، وتظهر تفاصيل العمل، بالتباين بين اللونين، وهو يعبر عن الجانب الآخر للإنسان، الذي يجهله الآخرون عنه، وقد يجهله هو أيضاً عن نفسه .
ويظهر في اللوحة وجه لامرأة، وآخر لرجل بشكل انطباعي في حالة خاصة، وهي رحلة روحية إلى الداخل؛ لاكتشاف الذات وفهم أغوارها والتصالح معها.
فرص حياة بعيدًا عن الألم
وتقول الفنانة التشكيلية يسرى الحماقي: كان لي شرف المشاركة بالمعرض الجماعي العشرين "تقاسيم"، وهي المشاركة الأولى لي.
وأضافت: شاركت بلوحة "فرصة حياة" مقاس "100× 100"، و أطلقت عليها هذا الاسم، لأني رسمتها في شهر أكتوبر؛ شهر التوعية بسرطان الثدي، وبدأت العمل باللون الأسود الذي يعني لي الغموض، وهو ما يتميز به هذا المرض الشرس، ثم تدرجت بإدخال اللون الأبيض والخوخي المائل الى اللون الوردي، وهو يعني السلام والخروج من دائرة المرض بكل قوه وشجاعة، والبحث عن فرصة حياة جديدة بعيدا عن معاناة الألم، وكانت المفاجأة الأجمل في المعرض، هي أن يقتني الفنان العالمي زمان جاسم، إحدى لوحاتي التشكيلية.
المدرسة الرمزية والسريالية
وتقول الشاعرة والفنانة التشكيلية زهرة الشوكان إنها تشارك في معرض "تقاسيم"، بلوحة "حلم على سبيل المجاز"، عرض 75 سم في طول 90 سم ، والخامات المستخدمة ألوان أكريليك على لوحة كانفاس انتجتها عام 1444.
وتضيف أن لوحتها الفنية تدور ما بين المدرسة الرمزية والسريالية، وتتحدث عن آمالنا الكبيرة والصغيرة التي تلتف بنا، كما تلتف الأغصان والأفنان الصغيرة بساق الشجر، وتحاصرنا في أحلامنا، وتتلاشى معظمها حين يوقظنا الواقع، بيد أن هذه الأماني الحالمة ولو أرقتنا تبقى جميلة، مغرية، مليئة بالعنفوان، كطائر مليء بالألوان الزاهية.
وتضيف الشوكان: معرض "تقاسيم" زاخر بلوحات فنية متنوعة غاية في الجمال والإلهام، وتتنوع اللوحات الفنية فيه ما بين المدرسة الكلاسيكية والتجريدية والتكعيبية والسريالية والتأثيرية والتنقيطية والرمزية، وغيرها، امتدت على جدران المعرض بأناقة مرهفة نفذتها ريشة 80 فنانا وفنانة من فناني القطيف. وتابعت: "الأرض زاخرة بالإبداع والجمال، فطوبى لقطيفنا الحبيبة بهذه الطاقات الفنية الإبداعية المحلقة".
تطور الفن التشكيلي
ويقول الفنان التشكيلي حسن سالم: شاركت بلوحة تحمل الذكريات الجميلة، وأحببت أن أرسم لوحة تنتمي إلى بيئة المنطقة، وصورة من حضارات الخليج العربي، وربما تكون الصورة في عدة مناطق بالخليج ؛ وهي عين "الدبابية" بالقطيف بالقرب من سوق مياس، مشيرًا إلى أنها عين كانت تنبض بالحياة، يتجمع حولها الأهالي.
ويتابع: المعرض هذا السنة جميل في تنوعة ومدارسه الفنية، وأيضًا، هناك تقدم ملحوظ في في إبداعات الفنانين، الذين قدموا مجموعة من اللوحات الرائعة ، تعكس مدى تطور الفن التشكيلي.
