DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بوركينا فاسو.. انهيار «ديمقراطية هشة» تحت وطأة الإرهاب

النخب الحاكمة فشلت في توفير الأمن والاحتياجات الأساسية

بوركينا فاسو.. انهيار «ديمقراطية هشة» تحت وطأة الإرهاب
أكدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن الديمقراطية في بوركينا فاسو انهارت تحت وطأة ضغوط التمرد والإرهابيين.
وبحسب تقرير للصحيفة، يعكس حماس المواطنين في البلاد للانقلاب العسكري استياءً أوسع نطاقا في دول غرب أفريقيا من القادة المدنيين الذين أثبتوا عدم قدرتهم على كبح جماح العنف المتضخم.
ونقل عن فهيرامان رودريغ كوني، الباحث في معهد الدراسات الأمنية، قوله: هناك خيبة أمل عميقة من النظام الديمقراطي، ويرى الناس إلى حد ما بصيص أمل في الجيش.
وتابع كوني بقوله: يعتقد الناس أن النخب المنتخبة ديمقراطيا قد فشلت في تلبية احتياجاتها الأساسية، لا سيما الحاجة إلى الحماية من الغارات العنيفة المتزايدة التي تشنها الجماعات الإرهابية التي سيطرت على مساحات واسعة من شمال بوركينا فاسو.
آخر الحكومات
ومضى التقرير يقول: في ظل وجود عدد كبير من الشباب في أفريقيا يركبون موجة وسائل التواصل الاجتماعي من المشاعر الأفريقية المناهضة لأوروبا، يعتقد بعض المحللين أن بوركينا فاسو لن تكون آخر حكومة مدنية في المنطقة تسقط.
وأردف: مر ما يزيد قليلا على 7 سنوات منذ أن أطاحت الانتفاضة الشعبية بآخر حاكم عسكري للبلاد وهو بليز كومباوري، وهتاف الشباب برحيل الجيش.
وتابع: لكن روش مارك كريستيان كابوري، الرجل الذي انتخب رئيسا في 2015 ومرة أخرى في 2020، لم يتمكن من وقف عنف المتطرفين.
وبحسب التقرير، فإن جيل «الرجال الأقوياء في أفريقيا»، الذين استولوا على السلطة عبر الانقلابات، أصبح إلى حد كبير شيئًا من الماضي، لكن يخشى كثيرون من بزوغ فجر عصر جديد من الحكم العسكري أو تمديد حدود الولايات الدستورية.
ولفت إلى أن الإطاحة بكابوري تمثل المرة الثالثة التي يستولي فيها الجيش على السلطة في دولة تقع في غرب أفريقيا في الأشهر الـ8 الماضية.
وأضاف: في تشاد المجاورة أدت وفاة الرئيس، العام الماضي، إلى تولي نجله، الضابط في الجيش، السلطة، وفي غينيا، أطاح أحد أفراد وحدة النخبة من القوات الخاصة بألفا كوندي بعد محاولته تغيير حدود الولاية الرئاسية.
وأردف: يبدو أن هنري داميبا، زعيم الانقلاب في بوركينا فاسو، قد تشجّع بشكل خاص بفعل استيلاء رجال النخبة العسكريين الشباب المدربين في الغرب على السلطة في مالي، العام الماضي.
وتابع: كان هناك أيضًا قبل الانقلاب عنف متصاعد من الإرهابيين وقمع عنيف للمتظاهرين.
استغلال مظالم
ويواصل التقرير: يستغل المتمردون المظالم المحلية والاستياء من الحكومات الإقليمية منذ أكثر من عقد، ويهاجمون مؤسسات الدولة المحدودة بالفعل في أنحاء مساحات شاسعة من منطقة الساحل، وهي منطقة شاسعة من الأراضي شبه القاحلة جنوب الصحراء الكبرى.
وأردف: لسنوات، نجت بوركينا فاسو إلى حد كبير من العنف الذي أزعج جيرانها، وبحسب ما قيل كان كومباوري، الحاكم العسكري السابق، يتمتع بصلات وثيقة مع بعض الجماعات المتمردة، والإرهابية وغيرها، وقد مكّنه ذلك من إبعادهم عن حديقته الخلفية وغالبًا ما جعله يلعب دور الوسيط في نزاعات المنطقة المتعددة.
وأضاف: مع رحيل كومباوري، سرعان ما وجد المتطرفون أرضًا خصبة جديدة في بوركينا فاسو، منذ أن تولى كابوري منصبه في 2015، تسبب عنف التمرد في نزوح 1.5 مليون شخص، وقتل الآلاف.
وبحسب التقرير، فإن الطريق إلى ديمقراطية مستقرة في منطقة الساحل لا يزال محفوفًا بالمخاطر، حيث يعمل عنف المتطرفين على وصول الديمقراطيات الهشة في المنطقة إلى نقطة الانهيار.
ونقل عن كوني، قوله: لقد استغلت الجماعات الإرهابية أوجه القصور في الحكومات في دول غرب أفريقيا، لا سيما عندما يتعلق الأمر بعدم الوصول إلى العدالة والسلع الاجتماعية الأساسية.
كما نقل التقرير عن آنا شماودر، الباحثة في معهد كلينجينديل في هولندا، قولها: من المفارقات أن الدعم الغربي للحكومات الإقليمية التي تقاتل المتمردين الإرهابيين ربما يكون قد سلط الضوء على أوجه القصور هذه التي تبدت في غياب المساءلة الرسمية في الديمقراطيات الوليدة في غرب أفريقيا، لقد كان التعاون في مجال مكافحة الإرهاب هو المحور الرئيسي، وتسبب ذلك في منع المساءلة بشكل فعّال في مجال حقوق الإنسان أو مكافحة الفساد والشفافية.
الحكام العسكريون
ومضى التقرير يقول: أثبت الحكام العسكريون عدم استعدادهم لتسليم السلطة بسهولة، في مالي، وأعلن الجيش مؤخرًا عن جدول زمني من شأنه تأجيل العودة إلى الحكم المدني لمدة 4 سنوات أخرى.
ونقل عن كورين دوفكا، مديرة منظمة «هيومن رايتس ووتش» في غرب أفريقيا، قولها: إنها تخشى أن يصبح هذا هو النموذج.
وتابع التقرير: في غضون ذلك، لم تتمكن المنظمات الإقليمية من الحفاظ على الديمقراطية، وعلقت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «الإيكواس» عضوية بوركينا فاسو، وفرضت في وقت سابق هذا الشهر عقوبات اقتصادية على مالي، ووعدت بمزيد من العقوبات ما لم تجرِ الحكومة انتخابات الشهر المقبل، لكن مثل هذه الإجراءات تأتي بعد فوات الأوان.
ونقل عن كوني قوله عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا: ليسوا استباقيين ولا يتخذون مبادرة كافية، إنهم يتدخلون فقط في أسوأ اللحظات، مثل رجال الإطفاء.
وتابع التقرير: في حين أن العديد من البوركينيين قد هتفوا لقادة الانقلاب، يقول المحللون «إن دعمهم يأتي بشروط»، حيث قد لا يدعم العديد من المواطنين الحكم العسكري المطول.
ونقل عن بول كوالاغا من معهد «الإستراتيجية والعلاقات الدولية» في واغادوغو، قوله: من الواضح أن تمرد 2014 الذي أطاح بكومباوري كان مطلبًا من السكان، حيث لم يرغبوا في رؤية الجيش يحكم البلاد؛ لأنهم عانوا لفترة طويلة.
وبحسب التقرير، بدت مجموعات المجتمع المدني منقسمة هذا الأسبوع حول كيفية الرد على الانقلاب.
وأضاف: تعهّد زعيم الانقلاب العقيد داميبا، يوم الخميس الماضي، بأنه سيعيد النظام الدستوري إلى بوركينا فاسو عندما تكون الظروف مناسبة، وفقًا للموعد النهائي الذي سيحدده الشعب.