* «يمكن القول إن الظروف الكلية لقطاع النفط والغاز تتحسن بالتأكيد، كما عادت أسعار خام برنت إلى مستويات ما قبل الوباء».
* «بالنسبة للمستثمرين، الذين يتطلعون إلى الاستفادة من انتعاش الطلب على النفط؛ فإن الاستثمار في شركات خدمات الحقول يعتبر وسيلة غير مكلفة للقيام بذلك»..........................................................................................................
وحققت كل من شركات هاليبيرتون Halliburton وشلمبرجير Schlumberger وبيكر هيوز Baker Hughes تقدمًا كبيرًا في الأرباح، كما ظهر في تقاريرهم، حيث تفوقت أول شركتين على الإيرادات المجمعة المتوقعة، وتوقعات الأرباح، التي تنبأت بها شركة فيزيبل ألفا Visible Alpha، بينما تخلفت شركة بيكر هيوز قليلاً عن الركب وتكبدت خسارة في الإجمالي، ولكن ذلك كان في الغالب بسبب الانخفاض الحاد في تقييم شركة سي ثري دوت إيه آي C3.ai، وهي شركة برمجيات تمتلك فيها بيكر هيوز حصة أقلية.
ومن خلال تحليل المسار، الذي اتبعه منتجو النفط وشركات خدمات الحقول أيضًا، سنجد أنهم تخلوا عن التفكير في نمو الإيرادات لصالح التركيز على تحقيق ربحية كلية. وشهدت كل من بيكر هيوز وشلمبرجير انخفاضات متتالية في الإيرادات في الربع الأخير، أما هاليبيرتون فحققت زيادة طفيفة فقط. وأشار بيكر هيوز في إعلان أرباحها يوم الأربعاء الماضي إلى أنها «لن تسعى وراء نمو الإيرادات»، وأنها لا تزال تركز على تنفيذ المشروعات، التي تزيد من أرباحها النهائية.
ويمكن القول إن الظروف الكلية لقطاع النفط والغاز تتحسن بالتأكيد، فقد تم تخفيض بيانات مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مستويات قريبة من متوسطها خلال خمس سنوات، مما أدى إلى التخلص من التخمة الكبيرة، التي كانت المخزونات تعاني منها خلال العام الماضي، كما عادت أسعار خام برنت إلى مستويات ما قبل الوباء.
وأشارت شركة هاليبيرتون في إعلان أرباحها يوم الأربعاء الماضي إلى أنه رغم سيطرة شركات الطاقة الخاصة والأصغر على الانتعاش حتى الآن، إلا أنه من المتوقع أن زيادة نشاط شركات الحفر والتنقيب الكبيرة في النصف الثاني من العام.
ويجب أن يساعد الانضباط الجماعي، الذي تلتزم به شركات خدمات حقول النفط في حصولهم على أسعار أعلى مقابل خدماتهم، حيث تتطلب شركات الطاقة المزيد من خدمات شركات الحقول. وعلى الرغم من انخفاض الإيرادات مقارنة بالربع السابق، فقد شهدت الشركات الأمريكية الثلاث الكبرى تحسنًا مستمرًا في الهامش، مستفيدة من جهود العام الماضي، التي دعت إلى تقليل التكاليف، بما في ذلك تخفيض عدد الموظفين، واستخدام تكنولوجيا العمل عن بُعد في توفير خدمات معينة، كما ساعدت توقعاتهم في ضعف المنافسة إلى حد كبير، حيث ارتفعت حالات إفلاس شركات خدمات حقول النفط إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، بعدما مُنيت بديون تقدر بنحو 45 مليار دولار، بسبب المشكلات، التي مرت بها خلال عام 2020، وتستمر هذه المشكلات أيضًا خلال هذا العام.
ورغم أن شركات حقول النفط لا تشتهر بتحقيقها لأرباح كبيرة، إلا أنهم في وضع جيد لإعادة رأس المال إلى المساهمين عندما تتحسن الظروف. وكان التدفق النقدي الحر في كل من شركة بيكر هيوز وهاليبرتون قويًا بشكل مدهش مقارنة بتوقعات المحللين، على الرغم من أن الربع الأول يمكن أن يكون وقتًا عصيبًا لتحصيل مستحقات الشركات.
وشهدت الشركات الأمريكية الثلاث تدفقات نقدية حرة إيجابية طوال العام الماضي، حتى رغم معاناة بعض عمالقة النفط، مثل إكسون موبيل وشيفرون، من فترات خسارة مالية هائلة.
وعلى الرغم من المرونة، التي تمتعت بها شركات خدمات حقول النفط الأمريكية، فقد كان أداؤها أقل مستوى مقارنة بمجموعة كبيرة من شركات التنقيب عن النفط والغاز، وذلك في الفترة الممتدة منذ عام وحتى الآن. ويتداول قادة القطاع الثلاثة أسهمهم الآن عند مستوى معادل أو أقل من المضاعف التاريخي لقيمة أرباح المؤسسة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين.
وبالنسبة للمستثمرين، الذين يتطلعون إلى الاستفادة من انتعاش الطلب على النفط، فإن الاستثمار في شركات خدمات الحقول يعتبر وسيلة غير مكلفة للقيام بذلك.