DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

الوباء يسرع حالات التقاعد ويهدد النمو الاقتصادي

5 ملايين شخص فوق 55 عاما تقريبا خرجوا من سوق العمل بسبب تأثير الركود والفيروس على الفرص

الوباء يسرع حالات التقاعد ويهدد النمو الاقتصادي
الوباء يسرع حالات التقاعد ويهدد النمو الاقتصادي
رسم بياني يوضح ارتفاع نسبة السكان في سن العمل ممن ليسوا في القوى العاملة بالولايات المتحدة بسبب التقاعد إلى 19.3٪ في الربع الأخير من عام 2020. المصدر: بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلاديفيا.
الوباء يسرع حالات التقاعد ويهدد النمو الاقتصادي
رسم بياني يوضح ارتفاع نسبة السكان في سن العمل ممن ليسوا في القوى العاملة بالولايات المتحدة بسبب التقاعد إلى 19.3٪ في الربع الأخير من عام 2020. المصدر: بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلاديفيا.
«المخاطر الصحية الفريدة، التي يتعرض لها كبار السن أثناء الوباء، من المحتمل أن تمنعهم من العودة إلى القوى العاملة بأعداد أكبر»
«عبر أكثر من نصف المشاركين في استطلاع لمؤسسة إيه إيه آر بي، ممن تتراوح أعمارهم بين 40 و65، عن قلقهم من أن سنهم سيحد من فرص العثور على عمل»
تقترب نسبة العمال الأكبر سنًا المشاركين في القوى العاملة من أسوأ مستوياتها منذ ظهور وباء فيروس كورونا المستجد، مما يزيد من احتمالية ترك العديد من الأمريكيين للقوة العاملة بشكل دائم، وهو ما قد يضر بالنمو الاقتصادي في المستقبل.
وانخفض معدل المشاركة في القوى العاملة -الذي يوضح نسبة السكان العاملين أو الباحثين عن عمل- للأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 55 عامًا فما فوق من 40.3٪ في فبراير 2020 إلى 38.3٪ في فبراير الماضي، مما يمثل خسارة قدرها 1.45 مليون شخص من القوى العاملة.
وتراجع معدل المشاركة المبدئي بنسبة أكبر بكثير بالنسبة للعاملين في سن الذروة، ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا، حيث انخفض من 82.9٪ في فبراير من العام الماضي إلى 79.8٪ خلال شهر أبريل، لكنه صعد منذ ذلك الحين بنحو 1.3 نقطة، ليصل إلى 81.1٪ في فبراير من هذا العام. وعلى النقيض من ذلك، لم تظهر مشاركة العمال الأكبر سنًا أي انتعاش مقارنة بفصل الربيع الماضي.
وقالت ليديا بوسور، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس، إن المخاطر الصحية الفريدة، التي يتعرض لها كبار السن أثناء الوباء، من المحتمل أن تمنعهم من العودة إلى القوى العاملة بأعداد أكبر.
وحذر مسؤولو الصحة العامة من أن خطر الإصابة بأمراض خطيرة بسبب فيروس «كوفيد-19» يزداد مع تقدم العمر. ومن بين أولئك الذين يصابون بالفيروس، فإن معدل الوفيات لمن تتراوح أعمارهم بين 50 و64 يصل إلى ما يقرب من 9 أضعاف أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويبدو أن العديد من هؤلاء العمال قد تقاعدوا بالفعل، وبالتالي قد لا يعودون حتى بعد انتهاء الأزمة الصحية العامة. وارتفعت نسبة السكان في سن العمل الذين ليسوا في القوى العاملة بسبب التقاعد إلى 19.3٪ في الربع الأخير من عام 2020، مقارنة بـ18.5٪ في العام السابق قبل الوباء مباشرة، وفقًا لبيانات حكومية جمعها بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا.
وتصل هذه النسبة إلى ما يقرب من 2.4 مليون عامل تركوا القوى العاملة بسبب التقاعد منذ بداية الوباء، أي أكثر من ضعف عدد الذين فعلوا ذلك في عام 2019، وفقًا لتحليل بوسور.
وقالت بوسور: «من الناحية التاريخية، فإن احتمالية عودة العمال الذين قرروا التقاعد إلى القوى العاملة منخفضة للغاية». وأضافت: «لذلك نعتقد أن بعض الهبوط في معدل مشاركة العمال الأكبر سنًا من المرجح أن يكون مستدامًا».
وساهم خروج العمال الأكبر سنًا في تراجع المكاسب التي تحققت بمعدل المشاركة الإجمالي في القوى العاملة، وحدثت خلال التوسع الاقتصادي الذي ظهر في أعقاب الركود بالفترة بين 2007-2009.
وهذا التراجع مثير للقلق بشكل خاص، لأنه يأتي مع زيادة شيخوخة السكان، والتي تتسبب بالفعل في كبح النمو في القوى العاملة بالولايات المتحدة الأمريكية. ويعتمد الناتج الاقتصادي على عدد العمال ومدى إنتاجية كل عامل. وبالتالي، فإن تراجع نسبة المشاركة، إن لم يتم عكسها، فيمكن أن تثقل كاهل النمو.
وقالت تيريزا جيلاردوتشي، أستاذة الاقتصاد في جامعة نيو سكول التي تدرس قضايا التقاعد، إن تراجع المشاركة قد يقوّض أيضًا إنتاجية الولايات المتحدة.
وتعكس الإنتاجية -التي تعني نسبة الناتج في الساعة- مدى كفاءة العمال في إكمال المهام. وقالت جيلاردوتشي: إن العمال الأكبر سنًا غالبًا ما يجلبون الحنكة والخبرة المكتسبة على مدى سنوات عديدة إلى مكان العمل. وأضافت: «إخراج كبار السن من القوى العاملة قبل أن يكونوا مستعدين لذلك يتسبب في خسارة الكثير من موارد الأمة».
واستطردت جيلاردوتشي، إن بعض هؤلاء العمال الأكبر سنًا قد يكون لديهم القليل من المدخرات، وقد يجبرهم التقاعد على اللجوء إلى شبكة الأمان الاجتماعي، مثل برنامج ميديكيد وبرامج مساعدة المسنين، كما تركز فقدان الوظائف أثناء الوباء في القطاعات منخفضة الأجور.
ويستثمر أقل من 40٪ من العائلات في النصف السفلي من توزيع الدخل في الولايات المتحدة في خطط التقاعد، وفقًا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي التي تغطي عام 2019، وهي أحدث بيانات متاحة.
وقالت جيلاردوتشي: «إذا لم يحصل العاملون على تقاعد مريح، فعندئذ بدلًا من أن يصبحوا مستقرين، سيكونون أكثر ضعفًا في المجتمع».
وبالنسبة للعمال الأكبر سنًا الذين أصبحوا عاطلين عن العمل ولكنهم يختارون عدم التقاعد، قد يستغرق العثور على عمل وقتًا أطول من نظرائهم الأصغر سنًا.
وبلغ متوسط مدة البطالة للعمال الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عامًا 32.5 أسبوع في فبراير 2021، بارتفاع كبير من 25.9 في فبراير من العام الماضي، وفقًا لتحليل مجموعة «إيه إيه أر بي» لبيانات وزارة العمل. وكانت هذه المدة أطول بكثير من المدة التي يحتاجها العاطلون عن العمل ككل، ممن بلغ متوسط فترة بطالتهم في فبراير الماضي 27.2 أسبوع.
وفي الوقت نفسه، فمن بين العاطلين عن العمل، ممن أجابوا عن استطلاع حديث أجرته «إيه إيه أر بي» للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عامًا، عبر أكثر من النصف عن قلقهم من أن عمرهم سيحد من فرص العثور على عمل.
ولكن الخبر السار هو أنه مع إعادة تسبب اللقاحات في إعادة فتح الاقتصاد، إلى جانب حزم التحفيز المالي، فمن المتوقع تعزيز النمو ليصل إلى أسرع مستوياته هذا العام منذ الثمانينيات، ويمكن أن ترتفع توقعات الوظائف للعمال الأكبر سنًا الذين لم يتقاعدوا بعد.
وقالت سوزان وينستوك، نائبة رئيس برامج المرونة المالية في «إيه إيه آر بي»، إنها عرفت أن المزيد من أصحاب العمل أعربوا مؤخرًا عن اهتمامهم بتوظيف عمال أكبر سنًا، في حين لم يكن هذا هو الحال في وقت سابق من الوباء.
واختتمت: «الوضع مختلف عما حدث أثناء الركود العظيم، فهذه المرة لم يسقط الاقتصاد من الهاوية بسبب أشياء أخرى، ولكن اللوم يقع على عاتق الوباء».