«انخفضت شحنات أجهزة هواوي بأكثر من 40 ٪ في الربع المنتهي في 31 ديسمبر 2020، مقارنة بالعام السابق»
«ما زلنا نأمل في أن نتمكن من شراء الكثير من المكونات والأجزاء والآلات الأمريكية، حتى تتمكن الشركات الأمريكية من التطور جنبا إلى جنب مع الاقتصاد الصيني».. رين جينغفي مؤسس شركة هواوي.هونغ كونغ - رفعت شركة هواوي تكنولوجيز الصينية دعوى قضائية في الولايات المتحدة تعترض على تصنيفها كتهديد للأمن القومي من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، مما أدى إلى تصعيد التحديات القانونية في البلاد، على الرغم من تغيير إدارة البيت الأبيض في واشنطن.
وتعتبر الدعوى القضائية أحدث خطوة تتخذها هواوي لتحدي الإجراءات الأمريكية العديدة التي استهدفتها على مدار السنوات العديدة الماضية، حيث منعت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الشركة من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية، وسعت إلى إقناع حلفاء الولايات المتحدة بأن معدات الاتصالات الخاصة بشركة هواوي تمثل مخاطر على الأمن القومي.
وقالت الدعوى القضائية التي رفعتها شركة هواوي، إن حكم لجنة الاتصالات الفيدرالية في ديسمبر تجاوز سلطتها وكان «تعسفيًا ومتقلبًا وبه إساءة لتقدير، ولا تدعمه أدلة قوية».
وقالت متحدثة باسم لجنة الاتصالات الفيدرالية: «أصدرت لجنة الاتصالات الفيدرالية العام الماضي تصنيفًا نهائيًا يصف هواوي باعتبارها تهديدًا للأمن القومي، بناءً على مجموعة كبيرة من الأدلة التي جمعتها لجنة الاتصالات الفيدرالية، والعديد من وكالات الأمن القومي الأمريكية. وسنواصل الدفاع عن هذا القرار».
وقال المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة إن بكين يمكن أن تستغل معدات اتصالات هواوي للتجسس أو تعطيل شبكات الاتصالات، على الرغم من أنهم لم يظهروا أدلة علنية على مثل هذا السلوك. وقال رين جينغفي مؤسس شركة هواوي، إن الشركة لم تكن لتتجسس أبدًا لصالح أي دولة.
ورفعت هواوي دعواها القضائية قبل ساعات من تصريح رين لمجموعة من الصحفيين في الصين بأنه يأمل أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن أكثر انفتاحًا على السياسات «التي تصب في مصلحة الشركات الأمريكية»، مضيفًا إنه يرحب بتلقي مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي الجديد.
وقال رين أول أمس الثلاثاء: «ما زلنا نأمل في أن نتمكن من شراء الكثير من المكونات والأجزاء والآلات الأمريكية، حتى تتمكن الشركات الأمريكية من التطور جنبًا إلى جنب مع الاقتصاد الصيني».
ولم توضح إدارة بايدن بشكل واضح نهجها تجاه هواوي. وخلال جلسة استماع الشهر الماضي، تعهدت جينا رايموند، التي يرشحها بايدن لتولي وزراة التجارة الأمريكية، بحماية الولايات المتحدة من التهديدات التكنولوجية الصينية، لكنها امتنعت عن التعهد بإبقاء هواوي على القائمة السوداء لوزارة التجارة، حتى تقوم بالمراجعة.
واتبعت هواوي مسارًا قانونيًا قتاليًا للرد على قرارات إدارة ترامب، متحدية كلا من لجنة الاتصالات الفيدرالية والقانون الأمريكي، الذي يمنع الشركة من التعامل مع مقاولين أمريكيين، كما رفض قاضٍ فيدرالي في تكساس الدعوى الأخيرة التي رفعتها الشركة العام الماضي.
ولا يزال الطعن المنفصل المقدم ضد لجنة الاتصالات الفيدرالية في عام 2019، والذي يعترض أيضًا على تصنيف هواوي كتهديد أمني مستمر.
وتعكس الجهود القانونية محاولة هواوي لاستنفاد جميع خياراتها، لأنها تواجه احتمال فقدان ما تبقى من موطئ قدم لها في سوق الاتصالات الأمريكية. ولطالما أعرب المسؤولون التنفيذيون في هواوي عن شعورهم إحباطهم تجاه شكوك الدول الغربية - التي لم تثبت أبدًا بشكل علني – وقولهم إن الشركة تشكل مخاطر أمنية، وتحدت الشركة المسؤولين الأمريكيين لتقديم أدلة على أي عملية تجسس.
وعلى الرغم من المخاوف الموجودة في العاصمة الأمريكية واشنطن، دخلت هواوي في شراكات طويلة مع شركات الاتصالات الريفية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي أشادت بأسعار الشركة الصينية واعتمادية خدماتها. وكان المسؤولون التنفيذيون في الشركة يأملون في أن تتمكن هواوي من زيادة أواصر التعاون للعمل مع مشغلين أكبر، وعرض هواتفها الذكية على المستهلكين الأمريكيين.
ولكن الرئيس ترامب بدد تلك الآمال، حيث أصبحت الشركة هدفًا رئيسيًا في حربه التجارية مع بكين. وبالإضافة إلى منع تصدير التكنولوجيا الأمريكية إلى هواوي، أصدرت الولايات المتحدة في عهد ترامب لوائح اتهام جنائية مزدوجة للشركة، زاعمة أنها سرقت التكنولوجيا الأمريكية، وانتهكت العقوبات المفروضة على إيران. وظلت المديرة المالية لشركة هواوي منغ وانزهو، قيد الإقامة الجبرية في كندا لأكثر من عامين، في محاولة منها للتصدي لجهود المسؤولين الأمريكيين لتسليمها إلى الولايات المتحدة.
وضغطت الإجراءات الأمريكية كثيرًا على الشركة. وشددت وزارة التجارة حظر التصدير إلى شركة هواوي في أغسطس، مما أدى إلى منعها من الوصول إلى أشباه الموصلات الحاسوبية الضرورية لتصنيع هواتفها الذكية ومعدات الاتصالات الأخرى. وقال محللون إن هواوي تعتمد على مخزونها المتراكم في تصنيع منتجاتها.
وكان للضوابط الأكثر صرامة التأثير الأكبر على أعمال الهواتف الذكية للشركة، والتي شكلت أكثر من نصف إيراداتها في عام 2019. وانخفضت شحنات أجهزتها بأكثر من 40 ٪ في الربع المنتهي في 31 ديسمبر 2020 مقارنة بالعام السابق، وباعت هواوي في نوفمبر العلامة التجارية «أونور Honor» للهواتف الذكية ذات الميزانية المحدودة إلى ائتلاف بقيادة حكومة شنجن، المدينة الصينية الجنوبية التي يقع مقر هواوي فيها.
وقال رين في تصريحاته يوم الثلاثاء إن الشركة تمكنت من زيادة كل من الأرباح والإيرادات العام الماضي رغم التحديات، لكنها لم تعلن بعد عن أرباحها لعام 2020. وفي عام 2019، حققت هواوي أرباحًا بلغت حوالي 9.7 مليار دولار أمريكي من إيرادات تزيد عن 130 مليار دولار أمريكي.
