٧٠٠%: نسبة الزيادة في سعر سهم تسلا خلال العام الماضي، بعد أن أظهرت الشركة مرونة في التعامل مع الوباء.تخلفت شركة تسلا بشكل طفيف عن تحقيق هدفها المتمثل في تسليم ما لا يقل عن نصف مليون سيارة بعد اندلاع وباء كوفيد 19، والذي تسبب في إغلاق مصنع السيارات الوحيد التابع للشركة في الولايات المتحدة بشكل مؤقت.
ورغم تسبب انتشار الوباء في انخفاض معدل التنقل على الطرق وخفض مبيعات السيارات على مستوى العالم إلا أن مرونة الشركة خلال تلك الفترة أدت إلى زيادة إقبال المستثمرين على شركة السيارات الكهربائية. وقفز سهم تسلا بأكثر من 700٪ العام الماضي.
وأشاد الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، عبر موقع تويتر بهذه الأرقام باعتبارها «علامة فارقة»، مضيفا أنه خلال الأيام الأولى من عمل تسلا لم يكن متأكدا من أن الشركة ستحقق مثل هذا النجاح، وهو شعور أعرب عنه في تصريحاته سابقا.
وتواجه تسلا في الأشهر المقبلة مهمة صعبة حيث تتطلع إلى تقديم طرازات سيارات إضافية، وفتح مصانع جديدة في ألمانيا وتكساس كجزء من طموحات ماسك للنمو.
وكانت شحنات تسلا العام الماضي مدعومة بالطلب القوي في الصين. وبدأت تسلا في تسليم السيارات من مصنعها الجديد بشنغهاي في أواخر عام 2019. وساعدت هذه المبيعات على تعويض تباطؤ الإنتاج في الولايات المتحدة، حيث اضطرت تسلا إلى إغلاق مصنعها في مدينة فرمونت في كاليفورنيا لعدة أسابيع بدءا من مارس، حيث فرضت السلطات المحلية في الولاية قيودا على الشركات لإبطاء انتشار الفيروس.
وأنهت تسلا العام الماضي بـ 180570 عملية تسليم في الربع الأخير، وهو رقم قياسي تجاوز الـ 139593 سيارة تم تسليمهم للعملاء في فترة الثلاثة الأشهر السابقة.
وكانت أكثر الطرازات تسليما هو موديل 3، والسيارة موديل Y الرياضية التي بدأ تسليمها للعملاء في خضم الوباء. وقالت تسلا إنها سلمت مجتمعة ما يصل إلى 442511 سيارة من موديل 3 إس وموديل واي إس العام الماضي و57039 من موديل S سيدان الفاخرة وموديل X SUVs، وقالت الشركة إن أرقام التسليم متحفظة ويمكن تعديلها.
وأدى الارتفاع الكبير في عمليات التسليم إلى ترجيح توقعات وول ستريت بأن تسجل تسلا أرباحا قياسية في هذه الفترة، وأن تحقق الشركة أول عام كامل لها باللون الأسود (أي أنها حققت أرباحا فقط بدون ديون) عندما تعلن عن أرباح الربع الرابع لعام 2020، والتي يتوقع الإعلان عنها في غضون أسابيع قليلة. وسيمثل ذلك استكمالا لمسيرة تسلا التي حققت أرباحا لخمسة أرباع متتالية، مما أدى إلى إدراج الشركة على مؤشر إس آند بي 500 الشهر الماضي.
واختلف أداء تسلا خلال الوباء عن معظم منافسيها، حيث تراجعت مبيعات السيارات في كثير من أنحاء العالم خلال العام الماضي، بعد أن أدى وباء كوفيد 19 وإجراءات وقف انتشار الفيروس إلى إبقاء الناس في منازلهم، كما أبطأ الإنتاج وأوقف الكثيرين عن العمل. وتتوقع مؤسسة إل إم سي أوتوموتيف البحثية أن تكون أرقام الطلب على السيارات في عام 2020 - والتي لم تظهر بعد - أقل بنسبة 14٪ تقريبا من مستويات عام 2019.
ومع انتعاش المبيعات على مستوى العالم، يرى البعض فرصة سانحة لصانعي السيارات الكهربائية لاكتساب حصة في السوق. وتقدر شركة ديلويت للاستشارات أن السيارات الهجينة والكهربائية ستشكل حوالي 12.1٪ من مبيعات السيارات الجديدة على مستوى العالم في عام 2025، مقارنة بنحو 3.6٪ في عام 2020.
أما تسلا، التي أصبحت العام الماضي صانع السيارات الأكثر قيمة في العالم، فلديها طموحات نمو عالية. وقالت الشركة إنها تخطط لإنتاج 20 مليون سيارة سنويا بحلول عام 2030.
وباعت شركة فولكس واجن إيه جي، صانعة السيارات الأكثر مبيعا في العالم في عام 2019، حوالي 11 مليون سيارة في ذلك العام.
ولم تعلن تسلا رسميا عن هدف تسليم السيارات الجديد في عام 2021، لكن ماسك قال خلال إعلان أرباح الربع الثالث للشركة إنه من المحتمل أن يكون هدف التسليم الجديد حوالي 840000 إلى مليون سيارة. وقالت الشركة يوم السبت الماضي إنها تنتج الآن أيضا طراز Y SUVs في الصين، وأضافت: «من المتوقع بدء عمليات التسليم قريبا».
ولدعم خطط الشركة، تعمل تسلا على زيادة حصتها في قطاع تصنيع السيارات إلى أربعة مصانع بدلا من اثنين. وتهدف تسلا هذا العام إلى فتح مصنع بالقرب من برلين، وهو الأول لها في أوروبا، وإضافة مصنع أمريكي ثان تقوم ببنائه خارج مدينة أوستن بولاية تكساس. وقال ماسك أيضا إن الشركة تخطط لبدء بيع السيارات في الهند هذا العام.
وتاريخيا، ناضلت تسلا في سبيل تقديم سيارات جديدة وتوسيع الإنتاج. ومن بين التحديات التي تواجهها الشركة هذا العام هو تقديم خطوط إنتاج جديدة لشاحنتها البيك أب الكهربائية، وشاحنة النصف مقطورة. وأشار ماسك بالفعل إلى إمكانية حدوث تأخيرات في إدخال بعض التقنيات الجديدة على سيارة تسلا موديل 3، التي ستصنعها الشركة في ألمانيا.
