2 % فقط تراجع في المبيعات الدولية لشركة يام براندز، خلال الربع الثالث، حيث تملك الشركة سلاسل مطاعم كنتاكي وتاكو بيل وبيزا هات.
«مع وصول تقييمات الأسهم في قطاع الوجبات السريعة لمعدلات قياسية الآن، يبدو أن المستثمرين باتوا أكثر تفاؤلًا على المدى الطويل».مـــــن المعروف للجميع أن جائحة فيروس كورونا المستجد دمرت قطاع المطاعم، وصرحت جمعية المطاعم الأمريكية الشهر الماضي بأن ما لا يقل عن 100000 مطعم في الولايات المتحدة سيتم إغلاقها في عام 2020، أي ضعف عدد المطاعم التي يتم إغلاقها في العام العادي. وبشكل عام، كانت مبيعات أماكن تناول الطعام والشراب التقليدية في شهر سبتمبر أقل بنحو 15 ٪ من مستوياتها في يناير وفبراير.
وقالت الشركة أيضًا إنها تخطط لفتح 135 إلى 140 متجرًا في السنة المالية الحالية، وهو ما يمثل زيادة متواضعة في خطط التوسع السابقة للشركة. وقالت شركة يام براندز التي تمتلك سلاسل مطاعم كنتاكي وتاكو بيل وبيزا هات، الأسبوع الماضي، إن المبيعات العالمية للشركة تراجعت بنسبة 2 ٪ فقط في الربع الثالث. وقالت شركة ستاربكس إن مبيعات سلسلة المقاهي الشهيرة في الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 9 ٪ فقط في آخر ربع لها، والذي انتهى في 27 سبتمبر. وانخفض هذا الرقم بنسبة 41 ٪ في الربع المنتهي في يوليو، بينما تستمر سلاسل توصيل البيتزا في تحقيق مبيعات قوية.
أيضًا، كان على المطاعم أن تتكيف مع أنماط المستهلكين التي تغيرت خلال أزمة الوباء. وكانت السلاسل الكبيرة مجهزة بشكل أفضل بكثير للتعامل مع الأزمة.
ورغم أن معدلات إقبال العملاء على زيارة المطاعم لا تزال منخفضة بشكل حاد في جميع أنحاء القطاع، لكن رغم ذلك ينفق الناس بشكل أكبر عندما يزورون المطاعم بالفعل.
ونظرًا لأن سياسات العمل من المنزل قلصت إقبال العملاء على المطاعم في الصباح، كانت هذه الانخفاضات حادة بشكل خاص في وجبة الإفطار.
ونظرًا لأن تناول الوجبات السريعة يكون غالبًا خارج المطاعم، بدلًا من تناولها أثناء الجلوس داخلها، تستفيد الشركات الناشئة في هذا القطاع من نظام طلب الشراء عبر السيارة الآن أكثر من أي وقت مضى.
وقالت شركة وينديز، يوم الأربعاء الماضي، إنها تفكر في فتح فروع متخصصة في تقديم الطلبات عبر السيارات فقط.
وقال ديفيد جيبس الرئيس التنفيذي لشركة يام براندز لمحللي وول ستريت الشهر الماضي، إن شركة تاكو بيل قدمت الوجبات السريعة إلى العملاء في 30 مليون سيارة خلال الربع الثالث، أكثر مما قدمته خلال العام الماضي.
أيضًا، أصبحت طلبات الطعام عبر الإنترنت، سواء التي يتم توصيلها ديلفري أو يتسلمها العملاء بأنفسهم، أكثر أهمية بكثير الآن.
وقال مطعم شيبوتلي مكسيكان جريل إن المبيعات الرقمية للربع الثالث تضاعفت ثلاث مرات عن العام الماضي، وتمثل الآن ما يقرب من نصف إجمالي الإيرادات. وحصدت الشركات التي استثمرت بكثافة في العروض الرقمية قبل عام 2020 مثل شيبوتلي ووينج ستوب على قاعدة عملاء وأرباح كبيرة.
ولكن على المدى القصير، سيواجه القطاع عقبات جديدة، بسبب تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس «كوفيد- 19» مرة أخرى في معظم أنحاء البلاد، ولن يكون تناول الطعام في الهواء الطلق خيارًا مفضلًا لمعظم الزبائن في العديد من الولايات مع اقتراب فصل الشتاء. ومن غير المحتمل أن يتلقى المستهلكون الأمريكيون إعانة حكومية جديدة في أي وقت قريب، في أعقاب نتائج الانتخابات الرئيسية التي شهدت انقسامًا كبيرًا.
ليس هذا وحسب، حيث ستعاود بعض التحديات الأخرى الظهور مرة أخرى أمام قطاع المطاعم، فرغم أحجام المبيعات المرتفعة نسبيًا، من المهم إدارة التكاليف بعناية في الأعمال ذات هامش الأرباح المنخفض، حيث خرجت الزيادة في النفقات عن سيطرة بعض المطاعم مؤخرًا.
فعلى سبيل المثال، قالت سلسلة مطاعم دومينوز بيتزا في أكتوبر الماضي، إن تكاليف المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 3.8 ٪ في الربع الثالث من السنة المالية مقارنة بالعام السابق، بسبب ارتفاع أسعار الجبن والمواد الغذائية الأخرى.
وكانت أرباح سهم الشركة في الربع الثالث البالغ 2.49 دولار أقل من توقعات المحللين، على الرغم من نمو المبيعات في الولايات المتحدة بنسبة 17.5 ٪، متجاوزة نسب النمو التي توقعها محللو وول ستريت لسلسلة المطاعم، كما تشتهر أسعار بعض المواد الغذائية الأكثر شعبية، مثل أجنحة الدجاج، بالتقلب وتغير الأسعار دائمًا. ونتيجة لذلك، انخفض سهم دومينوز بنسبة 8 ٪ منذ ذلك الحين.
ليس هذا وحسب، حيث أدت الحاجة إلى حماية العمال والعملاء من الفيروس إلى ظهور عدد كبير من التكاليف الجديدة، مثل إنفاق المطاعم على معدات الحماية الشخصية والتنظيف المتكرر.
علاوة على ذلك، تحملت الشركات وأصحاب امتيازات المطاعم دينا إضافيا للتأقلم مع اضطرابات الأعمال. وهذا يترك مجالًا أقل لتحقيق أرباح في ظل فترة الانكماش. وتقدمت شركة إن بي سي إنترناشيونال، صاحبة الامتياز الرئيسي لمطاعم وينديز وبيتزا هات، بطلب حماية من الإفلاس خلال فصل الصيف.
لكن ورغم ذلك فعلى المدى الطويل تبدو التوقعات متفائلة. حيث تسبب الوباء في تدافع الملاك التجاريين على المستأجرين. وهذا يبشر بالخير بالنسبة لسلاسل الوجبات السريعة، خاصة المطاعم مثل ستاربكس وشيبوتلي، التي تعتمد بدرجة أقل على أصحاب الامتياز. كما أن زيادة معدلات إغلاق المطاعم الصغيرة المستقلة يعني أيضًا وجود عدد أقل من المنافسين في السوق، مما يحسن العوائد المالية المحتملة للاعبين الكبار ممن يرغبون في فتح متاجر جديدة.
ومع وصول تقييمات الأسهم في قطاع الوجبات السريعة لمعدلات قياسية الآن، يبدو أن المستثمرين أكثر تفاؤلًا على المدى الطويل. ووافقت شركة إنسباير براندز المدعومة من الأسهم الخاصة، والتي تمتلك سلاسل مثل أربيز وسونيك، على شراء شركة دانكن براندز مقابل 8.8 مليار دولار، وهو ما يمثل 20 ٪ زيادة عن التقييم القياسي الأخير الذي وصلت له الشركة.
ختامًا.. يمكن القول إنه لا يمكن للمستثمرين الابتعاد عن قطاع الوجبات السريعة.
