DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

تايوان تتغلب على الوباء وتحقق نموا مفاجئا

السيطرة الناجحة على الفيروس ساعدت المصانع في تلبية الطلب المتزايد بالربع الثالث

تايوان تتغلب على الوباء وتحقق نموا مفاجئا
تايوان تتغلب على الوباء وتحقق نموا مفاجئا
أكد تقرير نمو الناتج المحلي الإجمالي في تايوان صحة ضوابط كوفيد-19 الصارمة التي تفرضها البلاد، وفي الصورة يظهر محل بقالة في تايبيه هذا الشهر. الصورة: ديفيد تشانج / شاترستوك
تايوان تتغلب على الوباء وتحقق نموا مفاجئا
أكد تقرير نمو الناتج المحلي الإجمالي في تايوان صحة ضوابط كوفيد-19 الصارمة التي تفرضها البلاد، وفي الصورة يظهر محل بقالة في تايبيه هذا الشهر. الصورة: ديفيد تشانج / شاترستوك
نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي في تايوان للربع الثالث من العام الماضي، وهو أعلى رقم في البلاد منذ أكثر من عامين
نما
الاقتصاد التايواني بسرعة غير متوقعة خلال الصيف وأوائل الخريف، دعومًا بارتفاع الصادرات القوية، وانتعاش الاستهلاك الذي جاء بسبب نجاح الجزيرة في مكافحة جائحة فيروس كورونا.
وجاء نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.3٪ للربع الثالث من العام الماضي، وهو أعلى رقم في البلاد منذ أكثر من عامَين، حسبما أفاد مكتب الإحصاء التايواني، يوم الجمعة الماضي. وقال بعض المحللين إن هذا النمو يضع تايوان على المسار الصحيح لتصبح واحدًا من الاقتصادات الرئيسية القليلة في العالم التي ستتوسع هذا العام.
وقالت ما تيين، الخبيرة الاقتصادية المقيمة بسنغافورة وتعمل في بنك دي بي إس: «إنها مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا». وكانت «ما» من بين العديد من المحللين الذين توقعوا أن عدم نمو الناتج المحلي الإجمالي لتايوان أو انتعاشه بنسبة 1٪ للربع السنوي الواحد على الأكثر.
ويؤكد النمو اللافت في تايوان قوة الضوابط الصارمة، التي فرضها المسؤولون التايوانيون في وقت مبكر للسيطرة على فيروس كوفيد -19، والتي لم تبلغ عن إصابة محلية واحدة منذ أكثر من 200 يوم. وسجلت الجزيرة ما مجموعه 553 حالة إصابة بفيروس كوفيد -19، وسبع وفيات حتى يوم الجمعة الماضي.
وتمكنت تايوان من تجنب فرض الإغلاق الكامل في البلاد، من خلال عمل حظر على سفر الأجانب للبلاد، والذي بدأ في مارس، مع فرض حجر صحي صارم لمدة أسبوعَين على السكان المحليين العائدين إلى ديارهم من الخارج. ونتيجة لذلك، تمكنت المصانع في تايوان من البقاء مفتوحة، وتوفير الطلب على الصادرات المتزايدة، التي تدعم انتعاش الاقتصاد التايواني على شكل حرف V (أو ما يعني تراجع الاقتصاد بسرعة ووصوله للقاع، ثم انتعاشه بنفس السرعة حتى يعتلي القمة).
ونمت الصادرات بالقيمة الحقيقية بنسبة 3.5٪ عن العام السابق، مقارنة بانكماش قدره 3.5٪ في الربع الثاني من العام الحالي. وجاء الانتعاش في الصادرات مدفوعًا بزيادة الطلب العالمي على أشباه الموصلات وغيرها من التقنيات، وفقًا لمكتب الإحصاء.
وكان أصحاب المصانع التايوانيون ينتقلون إلى بلادهم من الصين على مدار العامَين الماضيَين، وذلك بسبب إغراء الإعانات الحكومية، ورغبتهم في تفادي التعريفات الجمركية، وغيرها من التعقيدات الناتجة عن التوترات بين الولايات المتحدة والصين بسبب التجارة والتكنولوجيا.
وقال المحللون إن تعزيز تايوان للطاقة الإنتاجية جعل البلاد في وضع جيد لتلبية الطلب المتزايد على الإلكترونيات، حيث يشتري الأشخاص الذين باتوا يعملون من المنزل المزيد من الحواسيب الآلية وأجهزة المراقبة والهواتف الذكية.
وقال ليانج كيو يوان، الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة معهد يوانتا بولاريس للأبحاث، وهو مؤسسة فكرية في تايبيه: «تايوان هي المستفيد الأول من الحرب التجارية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين».
واستفاد الاقتصاد التايواني من تكامله مع سلسلة التوريد الصينية، كما فعلت فيتنام، التي حققت نموًا بنسبة 2.6٪ في الربع الثالث. وشهدت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصّلات، التي تُعدّ أكبر مصنع للرقائق الذكية في العالم، زيادة في الطلبات من شركة معدات الاتصالات الصينية هواوي تكنولوجيز، قبل أن تبدأ الحكومة الأمريكية في فرض قيود على تصدير الشرائح المتطورة من الشركة التايوانية إلى نظيرتها الصينية في شهر سبتمبر الماضي.
وتسبب تراجع الاستهلاك المحلي في إعاقة نمو الاقتصاد التايواني في الربع الثالث إلى حد ما، ولكن أقل بكثير من ذي قبل. وانكمش الاستهلاك الخاص بنسبة 1.5٪ عن العام السابق في الربع الثالث، مقارنة مع تراجع بنحو 5٪ في الربع السابق، وفقًا لمكتب الإحصاء.
ورغم أن الخوف من عدوى بفيروس كورونا منعت بعض الناس من تناول الطعام بالخارج، والتسوق في وقت سابق من العام، فإن معظم التايوانيين يمضون الآن حياتهم اليومية كالمعتاد وهم يرتدون الكمامات في وسائل النقل العام، وفي بعض المواقف الاجتماعية. وتجذب مراكز التسوق والمطاعم في العاصمة تايبيه العملاء مرة أخرى في عطلات نهاية الأسبوع، وتستقبل ملاعب البيسبول المشجّعين دون اشتراط الدخول بالكمامات.
ويتوقع الاقتصاديون أن يؤدي تزايد حماس المستهلكين للإنفاق في تايوان إلى دعم الاقتصاد بشكل أكبر. ويتوقع الكثير من المحللين الاقتصاديين نموًا اقتصاديًا يصل إلى 2٪ لهذا العام، وهو انخفاض طفيف نسبيًا من 2.7٪ في 2019.
في الوقت نفسه، توقع صندوق النقد الدولي في أكتوبر انكماشًا عالميًا عمومًا بنسبة 4.4٪ هذا العام، وانكماش الاقتصاد الأمريكي بشكل خاص بنسبة 4.3٪، وأن الاقتصاد الصيني سوف يتوسع بنسبة 1.9٪.
وتقول المحللة الاقتصادية «ما» في بنك دي بي إس إنه رغم استمرار التوقعات المتفائلة بزيادة الصادرات في تايوان، إلا أنها تحذر من أن الدعم الذي جاء من طلب هواوي على الرقائق الإلكترونية التايوانية ـ والذي رفع الصادرات في الربع الثالث من العام الحالي - كان مؤقتًا.
وقالت: «قد لا يكون التعافي على شكل حرف V مستدامًا»، مع توقعها بتباطؤ النمو في الأشهر المقبلة.