عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

الجانب الإيجابي لإصابة ترامب بكوفيد

التقاطه للعدوى ليس نتيجة أفعاله.. ويمكنه أن يكون قدوة للتفاؤل بينما يتعافى

الجانب الإيجابي لإصابة ترامب بكوفيد
الجانب الإيجابي لإصابة ترامب بكوفيد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسير إلى مارين 1 قبل مغادرته الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، بينما يتوجه إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري، 2 أكتوبر (تصوير: شاول لويب/ وكالة الصحافة الفرنسية/ جيتي إيميجز)
الجانب الإيجابي لإصابة ترامب بكوفيد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسير إلى مارين 1 قبل مغادرته الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، بينما يتوجه إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري، 2 أكتوبر (تصوير: شاول لويب/ وكالة الصحافة الفرنسية/ جيتي إيميجز)
«يهاجم الإعلام الأمريكي الرئيس ترامب الآن قائلين إن التقاطه للعدوى جاء نتيجة أفعاله؛ لأنه لم يأخذ المرض بجدية كافية»
يتمنى الأمريكيون - أو على الأقل مَن لا يغردون على موقع تويتر منهم - للرئيس دونالد ترامب وزوجته ميلانيا الشفاء العاجل بعد تأكد إصابتهما بفيروس كوفيد-19. والنبأ السار هو أنه حتى في أسوأ الحالات الطبية، فإن الولايات المتحدة لديها التدابير الدستورية اللازمة لضمان استمرارية الحكم، كما قد تكون هذه لحظة مفيدة للشعب الأمريكي.
وأعربت وسائل الإعلام عن صدمتها من إصابة ترامب بالعدوى، لكن هذا ليس مفاجئًا حقًا. فترامب حاليًا يدير الحكومة، كما يترشح في انتخابات الرئاسة لإعادة انتخابه، وهذا يتطلب بالضرورة التواصل مع العديد من الأشخاص، والاحتكاك بأفراد مصابين قد لا تظهر عليهم أعراض المرض. وهذا يؤكد الطبيعة الخبيثة للفيروس، ويظهر أن إجراء المزيد من الاختبارات لا يضمن إطلاقًا تجنب العدوى.
وعلى نفس المنوال، عانى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أسوأ أعراض كوفيد، كما أصيب الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بالفيروس أيضًا، والتقطت زوجة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو العدوى أيضًا، واضطرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى دخول الحجر الصحي لمدة 12 يومًا بعد اتصالها بطبيب تبيّن أنه مصاب بالفيروس، كما ثبتت إصابة حاكم فيرجينيا رالف نورثام وزوجته بالفيروس الأسبوع الماضي.
ولكن العار الكبير هو ترويج وسائل الإعلام بالولايات المتحدة للوهم القائل إن كل حالة جديدة مصابة بكورونا تمثل «فشلًا للسياسة الأمريكية».
ويهاجم الإعلام الأمريكي الرئيس ترامب الآن قائلين إن التقاطه للعدوى «جاء نتيجة أفعاله»؛ لأنه لم يأخذ المرض بجدية كافية.
وشدد جو بايدن، مرشّح الرئاسة الديمقراطي، في تصريحات، الجمعة، على فكرة أن إصابة ترامب تأتي نتيجة لأفعاله واستفاض في التأكيد على هذه النقطة كثيرًا في خطابه، بينما رفض ربط هجومه على الرئيس بعدواتهما الحزبية.
وبالنسبة لإجراءات الوقاية من الفيروس في البيت الأبيض، تم إجراء اختبار لجميع العاملين على مقربة من ترامب. ورغم عدم تطبيق بروتوكولات ارتداء الكمامات بشكل صارم دائمًا، ولكن هذا موجود في كل مكان تقريبًا.
وهدد حاكم نيويورك أندرو كومو هذا الأسبوع بفرض غرامات على مَن لا يرتدون كمامات في شوارع الولاية؛ لأن الكثير من الناس لا يرتدونها.
وينجو معظم مرضى كوفيد - حتى في عمر 74 عامًا ومَن يعانون من زيادة الوزن - من المرض بأعراض خفيفة نسبيًا. ودائمًا ما كان ترامب نشيطًا وقويًا، ونأمل أن تساعده صحته العامة الجيدة على إمداده بالقوة الآن. وحتى إذا أصيب بمرض خطير، فسيتولى نائب الرئيس مايك بنس مهام الرئاسة على المدى القصير أو الطويل.
وجاء اختبار كوفيد على نائب الرئيس بنس سلبيًا، ويجب طمأنة الأمريكيين بأنه قادر للغاية على أداء مهام الرئاسة. وسلوكه الهادئ هو بالضبط ما تحتاج إليه أمريكا الآن.
أيضًا، سينظر الأمريكيون إلى مناظرة نائب الرئيس الأسبوع المقبل باهتمام أكبر مع العلم أن بنس أو نائبة الرئيس بايدن المحتملة كامالا هاريس يمكن أن يكون أحدهما هو الرئيس القادم عاجلًا وليس آجلًا.
وستعتمد طريقة استجابة أمريكا جزئيًا لمرض الرئيس على كيفية تعامل البيت الأبيض والرئيس نفسه مع مرضه. وإحدى الخطوات الضرورية في هذا الصدد هي اتباع الشفافية حول تطوّر مرضه. ويجب أن يقدم طبيب الرئيس تقريرًا للجمهور كل يوم بصراحة حول الأعراض وشدتها، حيث يمكن للجمهور قبول الأخبار السيئة، لكنه لن يسمح بالخداع أو تزوير الحقائق.
وبدأ الديمقراطيون بالفعل يلمّحون باحتمالية تزوير تقارير الحالة الصحية للرئيس الأمريكي، لكن ينبغي على ترامب أن يربك منتقديه بإعلان حقيقة حالته الصحية بصراحة.
وقالت حملة بايدن، يوم الجمعة الماضي، إن اختبارات كوفيد- 19 لجو وجيل بايدن بعد المناظرة جاءت سلبية، وهي أخبار جيدة، كما يجب إعلان حالتهما الصحية بنفس الشفافية.
ولا شك في أن ترامب سيصاب بالإحباط لأن حملته الانتخابية باتت تقتصر على مسكنه الشخصي أو مكتبه في مستشفى والتر ريد فقط، لكن قد تكون هذه فرصة جيدة لترامب، حيث سيكون الأمريكيون متعاطفين معه، ويمكن لترامب الاستفادة من الموقف، مثلما حدث مع الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان، الذي ارتفعت شعبيته بعد إطلاق النار عليه، لأنه أظهر هدوءًا وبرودة تحت الضغط، حيث قال لزوجته نانسي ريغان وقتها: «عزيزتي، لقد نسيت أن أبطئ». وبدلًا من التركيز على انتقاد منتقديه، يمكن لترامب أن يُظهر التفاؤل والثبات وربما حتى روح الدعابة في التأقلم مع المرض.
ويمكنه أيضًا استخدام الوقت وظهوره في وسائل الإعلام الافتراضية للترويج بشكل إيجابي لنفسه من أجل الحصول على فترة رئاسية ثانية.
وإذا كانت إستراتيجية ترامب في مهاجمة بايدن وابنه هانتر شخصيًا لا تؤتي بمفعولها، فلماذا لا يستخدم الدردشات الجانبية لتأطير الاختلافات السياسية بينهما؟ فقد كان ترامب يقترب من خسارة الانتخابات قبل إصابته بكورونا، لذلك لن يخسر الكثير إذا حاول تغيير إستراتيجيته الآن.
وإذا تعافى ترامب قريبًا، فإن قصة تعافيه ستكون أساس حملته الرئاسية الأكبر، حيث سيؤكد للناس أن أمريكا يمكن أن تعود إلى ما يشبه الحياة الطبيعية والتجارة على الرغم من الفيروس. ويمكن لطريقة تعامله مع الإصابة بكوفيد-19 أن تكون مثالًا إيجابيًا للولايات المتحدة كلها.
«ينجو معظم مرضى كوفيد - حتى في عمر 74 عاما ومن يعانون من زيادة الوزن - من المرض بأعراض خفيفة نسبيا»