وفي الثلاثين سنة الأخيرة كان المفهوم العام للفوز هو أن الرئيس وغالبية ممثلي مجلسي النواب والشيوخ ينتمون لنفس الحزب، كنتيجة نهائية، وعن ذلك لعل الرئيس ترامب قدم مفهوما أعمق في السنوات الماضية فهو يتمتع بولاء حزبي، ونلاحظ ذلك من جرأة الرئيس على ملاحقة خصومه عبر تغريدات في تويتر وتفاعل مؤيديه، ولعل بعض الدبلوماسيين الأمريكيين غير المتفقين مع ترامب يخشون أن يتم استهدافهم بتغريداته، لا شك أنه قدم نموذجا مختلفا للرئيس الأمريكي.
وحول أساسيات الصراع بين الحزبين قال أعتقد أن هناك أمورا رئيسية، منها الأبعاد الاقتصادية ودور الحكومة، والأبعاد الثقافية، وأخيرا ملفات الهجرة، هذه هي أبرز ملفات الخلاف بين الجمهوريين والديموقراطيين، فالمحافظون لا يعتقدون أن هناك الكثير من الصعوبات في الطبيعية الأمريكية ولكنهم لا يرغبون أن يتم إخبارهم بما يجب أن يفعلوه من قبل الحكومة، ويعتقدون أن الجودة في الحياة الأمريكية تتحقق بفعل الاختلاف ورغبة الناس في العمل الجاد، الديموقراطية تختلف سواء في انتمائها وأغلبها ترتبط بالمشاكل العرقية ومعاناة غير البيض، ولعل ملف الهجرة يحتدم أكثر من غيره كونه يرتبط بمفهوم ما هي أمريكا، الناس الموجودون هنا لوقت طويل ويعتنقون المسيحية يرون أنفسهم الناس الأخيار في هذه البلاد الذين جسدوا ما هي أمريكا، والفكرة مختلفة لدى الليبراليين، فهم يرون أمريكا كفكرة، فأي شخص لديه الطموح ويعمل بجد ويتبع الأسس يمكنه أن يكون أمريكيا وهو ما يتمحور باستمرار في الواقع الأمريكي.