بدأ العتيبي -الذي يعمل حاليًا كاستشاري وعضو هيئة تدريس في كلية الطب- الأعمال التطوعية منذ 20 عاما، مفصّلا: هناك نوعان من الأعمال التطوعية داخل وخارج المملكة، فداخل المملكة كانت بزيارة بعض المناطق الطرفية، منها: حائل، وبيشة، وعسير، وكنت أقوم بعمليات جراحية للتشوهات الخلقية لدى الأطفال، وجراحات المسالك البولية لدى كبار السن، وما زالت مستمرة بمعدل رحلتين بالسنة داخل المملكة.
تطوع خارجي
وأضاف: إن أعماله التطوعية خارج المملكة، كانت معظمها في إفريقيا، مخبرًا بقوله: من الدول التي زرتها جنوب السودان، وجزر القمر، وزنجبار، وآخرها قبل ستة أشهر خلال زيارتي لجزر القمر وزنجبار، والرحلات إلى إفريقيا كانت تتضمن رحلات جراحية تطوعية، يتم خلالها إجراء عمليات معقدة للأطفال والكبار لمدة 10 أيام لكل رحلة، والعمليات تجرى في مستشفيات بدائية جدًا، تفتقد لجميع متطلبات المستشفيات العادية الجراحية، ونجري داخل هذه المخيمات أعدادًا كبيرة جدًا من العمليات الجراحية.
وبلغت الزيارات التطوعية إلى أفريقيا عند البروفيسور العتيبي بمعدل زيارتين بكل عام، مع مجموعات جراحية طبية تحت إشراف متطوعين سعوديين وغير سعوديين، وقال: نذهب في رحلاتنا إلى أفريقيا كمجموعات جراحية، وجراحة أطفال، وجراحة مسالك بولية «أطفال وكبار» وجراحة عظام، وجراحة عامة، والرحلة تكون بين 7 و10 أيام، نقوم خلالها بإجراء ما يقارب 500 عملية جراحية.
مردود نفسي
وعن العمل التطوعي قال إنه رغبة، والذي يمارسه يستطيع تلمس المردود النفسي، وهناك كذلك إرضاء للنفس، إذ إنه عملية للوصول إلى إرضاء النفس عن طريق عمل نقوم به لخدمة الآخرين، مستكملا: للعمل التطوعي مردود على الشخص وتهذيب النفس، فالغرض منه الاطلاع على احتياجات الآخرين ومساعدتهم، ومنه ما يسمى زكاة العمل، فيود المرء أن يزكي عن العلم الذي منّ الله عليه به.
عمل منظم
وقال العتيبي: بدأنا نرى مؤخرًا وفي الأعوام الخمسة الأخيرة عملًا تطوعيًا كبيرًا جدًا بالمملكة، وخصوصًا في مواسم الحج والعمرة، في الجمعيات الخيرية، وتطوع الشباب والطلبة والطالبات، وهناك العديد ممن أصبح يستغل وقت فراغه الإضافي في التطوع بجميع المجالات، وهذا الأمر أصبح ملحوظا جدا، فهناك مجموعات كثيرة انخرطت في هذا المجال التطوعي، والآن نرى أن العمل التطوعي منظم، وتحت مشرفين سعوديين وجمعيات معترف فيها داخل المملكة، ولها مستقبل مشرق إن شاء الله.
فضل المجتمع
وأكد أن العمل التطوعي مهم للطلبة والطالبات، إذ يعطيهم محفزا عند ممارسة عملهم المهني مستقبلا، مفصّلا بقوله: العمل التطوعي في حال كان جزءا من حياتك العملية فله مردودات كثيرة جدا، إذ إن المجتمع له حق عليك، وليس الأمر محصورا في الوظيفة والراتب، بل يجب عليك أن تسدد جزءا من فضل هذا المجتمع.
