وتضم مجموعة المائدة المستديرة 55 عضوًا، وتعرف اختصارًا باسم إي أر تي ERT، وتضم من بين أعضائها شركات صناعة السيارات الرائدة، مثل: دايملر إيه جي Daimler AG وبي إم دابليو إيه جي BMW AG، إضافة إلى شركات النفط الكبرى، مثل: شركة بريتش بتروليوم BP PLC ورويال داتش شل Royal Dutch Shell PLC، وشركات الأدوية البارزة، مثل: أسترا زينكا AstraZeneca PLC وميرسك كيجا Merck KGaA، وكذلك شركة إريكسون Ericsson AB السويدية و شركة نوكيا Nokia Corp الفنلندية، اللتان تعتبران من أكثر منتجي أنظمة الاتصالات الخلوية تقدمًا وخبرة في العالم.
وعلى الرغم من أن العديد من تقنيات الجيل التالي من الجيل الخامس لا تزال قيد التطوير، بدأت العديد من البلدان حول العالم العام الماضي في بناء شبكات الـ5G الجديدة الخاصة بها. ولن توفر الأنظمة الجديدة اتصالات أسرع بشكل كبير فحسب، بل أيضًا تدفقات بيانات ضخمة من شأنها تمكين عمل السيارات بدون سائق والأجهزة الذكية وشبكات إنترنت الأشياء، التي يمكنها في النهاية توصيل المستهلكين بالمصانع، التي ستصنع في المستقبل منتجات مصممة حسب الطلب.
وقال مارتن لوندستيد Martin Lundstedt، الرئيس التنفيذي لشركة فولفو AB السويدية لصناعة الشاحنات رئيس لجنة الإي أر تي للتحول الرقمي: «تتمتع أوروبا بنقاط قوة صناعية كبيرة، ويمكن أن تدعم نشر شبكات الجيل الخامس»، وأضاف:«علينا أن نقوم بمجهود أكبر في هذا الصدد».
وتوصلت مجموعة المائدة المستديرة إلى أن بطء أوروبا الشديد في نشر شبكات الجيل الخامس ناتج عن الأداء الضعيف للقارة في نشر شبكات الجيل الرابع وهو الجيل الحالي الذي تعمل به أوروبا حاليًا، حيث كان 70 ٪ من مشتركي الهواتف المحمولة في أوروبا فقط يستخدمون شبكات الجيل الرابع العام الماضي، مقارنة بنحو 90 ٪ في الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية.
وقالت المجموعة إن أكثر من نصف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة لم تطلق بعد خدمات الجيل الخامس التجارية، بينما كانت الخدمات الأولية في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة متاحة منذ العام الماضي.
ووجدت المجموعة أن أحد العوامل التي تبطئ إطلاق خدمات الجيل الخامس هو أن العديد من الدول الأوروبية لم تخصص بعد نطاقا تردديا كافيا، أو تستخرج تصاريح التخطيط والبناء للأبراج الخلوية.
ورغم أن عدم توفر الطيف الترددي لا يعتبر مشكلة كبيرة، لأن الأنظمة لم يتم وضعها بعد، إلا أن المشاكل المحيطة به تسببت في انتشار حالة من عدم اليقين وصعوبات في التخطيط.
وقال الاتحاد الأوروبي إن عدم توفر الطيف الترددي لشبكات الجيل الخامس في أوروبا حتى الآن من بين «المشاكل التي يظهر فيها أداء القارة الضعيف مقارنة بالمنافسين الدوليين في هذا القطاع». وعلى المستوى التاريخي، كانت أوروبا رائدة في الجيل الأول من الاتصالات الخلوية الرقمية، وكانت رائدة عالميًا أيضًا في التحول من الشبكات التناظرية إلى الشبكات الرقمية في التسعينيات. ومعظم عمالقة الهواتف الأوائل كانوا أوروبيين، بما في ذلك نوكيا وإريكسون، الذين تراجعوا بعد أن استحوذت الهواتف الذكية على السوق في هذا القرن.
والآن تتنافس الشركتان الفنلندية والسويدية بشكل أساسي مع شركة هواوي تكنولوجيز Huawei Technologies الصينية وشركة سامسونج إلكترونيكس Samsung Electronics الكورية الجنوبية، فيما يخص بناء شبكات الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم. وكانت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية قد فرضت قيودًا على استخدام معدات هواوي، بسبب تزايد المعارك السياسية بين واشنطن وبكين.
ختامًا، دعا مسؤولو الاتحاد الأوروبي والعديد من القادة الأوروبيين إلى النشر السريع والواسع لشبكات الجيل الخامس لتعزيز الصناعات الأوروبية مثل قطاع التصنيع المتقدم. لكن التأخيرات التنظيمية، التي تفاقمت بسبب المعارضة المحلية لبناء شبكات الجيل الخامس في العديد من المواقع، أدت إلى إبطاء العملية.
«لم يفت الأوان بعد لسد الفجوة الموجودة في شبكات الجيل الخامس في أوروبا، من خلال التعاون مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين»..
منظمة المائدة المستديرة الأوروبية للصناعة.
«أكثر من نصف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة لم تطلق بعد خدمات الجيل الخامس التجارية».
