DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

هل تستطيع الصين قلب أوروبا ضد أمريكا؟

الرئيس الصيني يسعى لجذب حلفاء جدد بالمال وتغيير طرق التجارة

هل تستطيع الصين قلب أوروبا ضد أمريكا؟
هل تستطيع الصين قلب أوروبا ضد أمريكا؟
رسوم: فيل فوستر
هل تستطيع الصين قلب أوروبا ضد أمريكا؟
رسوم: فيل فوستر
«إذا تمكنت الصين من تطوير سلسلة إمداد عبر أوراسيا وحمايتها، فلن تحتاج إلى أن تضاهي أمريكا في المجال البحري».
إحدى الحيل التي تستخدمها الدول التي تتنافس مع القوى العظمى الأخرى هي إبعاد حلفاء خصمك وتحويلهم إلى مصالحك. وبالرجوع إلى التاريخ، نجد أنه في عام 1972، قام رئيس الولايات المتحدة الراحل ريتشارد نيكسون برحلة إلى بكين، في واحدة من أكثر المناورات السياسة جرأة وفعالية في تاريخ السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وفي ذلك الوقت، كانت بكين لاعباً إقليمياً وقوة نووية، لكنها لم تكن تنافس الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي على نفس المستوى. ولكن نيكسون حول الصين وقتها إلى منافسة للنفوذ الأمريكي.
والآن، نحن على وشك اكتشاف مدى قدرة بكين على لعب نفس الإستراتيجية. مع عقد الاتحاد الأوروبي والصين أمس الإثنين لقمة افتراضية – والتي كان من المقرر أصلاً أن تكون اجتماعًا في لايبزيغ بألمانيا - بهدف التوصل إلى اتفاقية شاملة للاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وستحدد هذه الاتفاقية معايير التجارة، وتعالج قضايا الدعم الصيني وحماية حقوق الملكية الفكرية الأوروبية، وإذا استطاعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستتمكن من تحديد دور الصين في مكافحة تغير المناخ بعد انتهاء القمة.
وحتى الآن خلال المفاوضات، قاومت بكين فتح مجموعة من الملفات الحساسة مع الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالإعانات. لكن هناك مؤشرات على أن الصينيين قد يصبحون أكثر تساهلًا في هذا الصدد.
وتأتي القمة الصينية - الأوروبية قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسيكون الاجتماع أفضل فرصة للرئيس الصيني شي جين بينغ للتفرقة بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن التجارة.
وبالنسبة لمجتمع الأعمال في أوروبا، تعتقد دول الاتحاد الأوروبي أن الوصول للأسواق الآسيوية أمر ضروري للانتعاش الاقتصادي في المنطقة. ومن شأن إبرام معاهدة مع بكين - على الأقل من الناحية النظرية - أن يساعد في حماية الملكية الفكرية الأوروبية، ويؤمن الشركات الأوروبية في مواجهة المستثمرين الصينيين.
وكانت أوروبا بمثابة منطقة مركزية لإستراتيجية بكين العالمية لسنوات، حيث تأتي حوالي 75 ٪ من الواردات الأوروبية عن طريق البحر، مع أهمية الوصول عبر شمال الأطلسي، وسعت الصين بقوة إلى الاستحواذ على حصص في الموانئ الأوروبية الرئيسية. والأهم من ذلك، أنه من خلال مبادرة الحزام والطريق واستثماراتها، كانت الصين تهدف إلى إنشاء سلسلة إمداد بديلة عبر البر تمر بأوروبا وآسيا.
إن لعبة بكين الكبرى يمكن تسميتها بـ«الانعكاس العالمي» للتدفقات التجارية الراسخة، والتي تفضل حاليًا الطرق البحرية، وهي طريقة تعتمد على مواجهة القوة البحرية الأمريكية بشكل أساسي.
وإذا تمكنت الصين من تطوير سلسلة إمداد عبر أوراسيا وحمايتها، فلن تحتاج إلى أن تضاهي أمريكا في المجال البحري. وسيكون ذلك تحولا أساسيا في التجارة العالمية وتوزيع الطاقة. ويمكن للصين أن تفعل ذلك لأن واشنطن حتى الآن - التي ترى الصين الآن على أنها تحد اقتصادي وعسكري من الدرجة الأولى - لم تتمكن من إقناع الأوروبيين برؤية بكين على أنها أكثر من مجرد تهديد اقتصادي.
ويشعر القادة الأوروبيون بقلق متزايد بشأن البلطجة الصينية، لكنهم ورغم ذلك لا يريدون الدخول في تحالف مع الولايات المتحدة ضد بكين.
وإذا استمرت هذه الشروط واستطاعت الصين أن تفتعل مشكلة بين الولايات المتحدة وأوروبا، فإن العلاقات الطبيعية الموجودة عبر المحيط الأطلسي ستنتهي. ومثل هذا التغيير من شأنه أن يحول أوروبا من بوابة الاقتصاد في منطقة الأطلسي إلى منطقة أوراسية وستصبح بعدها مجرد نقطة النهاية في سلسلة التوريد الأوراسية التي تسيطر عليها الصين، مما يسمح لبكين في نهاية المطاف بالسيطرة على أوروبا والمنافسة على الهيمنة العالمية.
أيضًا، فإستراتيجية الصين تجاه أوروبا لها جانب عسكري، حيث تسعى القوات البحرية في جيش التحرير الشعبي الصيني للوصول إلى الموانئ في أوروبا، وخاصة المطلة في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وأجرت القوات الصينية تدريبات مشتركة مع البحرية الروسية والاتحاد الأوروبي، ابتداء من عام 2018 عندما أكملت أول مناورات بحرية مع القوة البحرية للاتحاد الأوروبي في خليج عدن.
وتمتلك الصين حصصًا في منشآت الموانئ في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك اليونان وإسبانيا ومصر وإيطاليا والمغرب، بينما تدير البحرية الصينية قاعدة دعم في جيبوتي، وتهيئ نفسها لإبراز قوتها بشكل أعمق في إفريقيا. ودخلت البحرية الصينية أيضًا بمنطقة البلطيق وتستثمر حاليًا في القطب الشمالي، حيث دخلت مناقصة لكسارة جليد تعمل بالطاقة النووية بقدرة 33 ألف طن، وتخطط لتشغيل أربع حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية بحلول عام 2035.
وترى الصين أن أوروبا منطقة يمكن استغلال ثروتها وتقنياتها بحيث تتفوق من خلال تواجدها هناك على الولايات المتحدة.
من الناحية الأخرى، تتوق أوروبا للتعاون مع بكين، وذلك لأن القارة بحاجة ماسة للوصول إلى الأسواق والحصول على السيولة النقدية، في الوقت الذي يحاول الاقتصاد التعافي من الوباء.
ونظرًا لأن روسيا تمثل تهديدًا لدول وسط وشرق أوروبا الواقعة على جانب منظمة حلف شمال الأطلسي، فإن بكين لديها أيضًا فرصة لاستغلال الانقسامات داخل أوروبا.
وفي نفس السياق، فإن زيادة المشاعر المعادية لأمريكا في بعض البلدان الأوروبية سيجعل من الصعب تحقيق توافق في الآراء بشأن التهديدات الصينية، في حين أن التوافق بين بكين وموسكو قد يعمق الانقسامات في أوروبا عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الولايات المتحدة.
ختامًا، فالحالة المتوترة للعلاقات الأمريكية الأوروبية، وخاصة العلاقات المتوترة على نحو متزايد بين واشنطن وبرلين، تقدم للرئيس الصيني فرصة للعب الدور الذي قام به «نيكسون» قديمًا ولكن بطريقته الخاصة، والآن يتعين على واشنطن الانتباه إلى قمة الاتحاد الأوروبي والصين هذا الأسبوع - وما سيأتي بعدها.
• كاتب المقال أندرو أ. ميتشا هو عميد كلية الدراسات الدولية والأمنية في مركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية في جارمش بارتنكيرشن بألمانيا.