ارتفعت معدلات ممارسة الألعاب عبر الإنترنت بنسبة 30 % في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالربع الأول.تحولت مدرسة الطالب الأمريكي لوك مارتن Luke Martin الثانوية إلى التعلم عن بعد في الربيع الماضي، وأصبح لديه الكثير من وقت الفراغ، لذا قرر شغل هذه الساعات في التسلية بألعاب الفيديو، ولكن ما حدث بعدها هو أن حسابه تمت قرصنته واختراقه.31 % من محاولات تسجيل دخول ألعاب الفيديو في أبريل ومايو ويونيو 2020 كانت احتيالية، ارتفاعا من 11 % في نفس الفترة العام الماضي.
ففي أحد أيام شهر أبريل الماضي عندما حاول مارتن تسجيل الدخول إلى منصة الألعاب عبر الإنترنت ستيم Steam، تلقى رسالة تفيد بأن بيانات اعتماده غير صحيحة. وبعد مساعدة مكتب خدمة العملاء في لعبة ستيم على العودة لحسابه، اكتشف أن 200 دولار من الألعاب التي اشتراها اختفت. وحتى مبلغ الـ 1.10 دولار المتبقي بحسابه تمت سرقته. وحينما فحص سجل الدخول وجد أن شخصا ما كان يدخل لحسابه من عنوان آي بي IP بمولدوفا.
ومارتن واحد من أمثلة عديدة توضح حوادث القرصنة التي تتعرض لها حسابات الأطفال على ألعاب الفيديو، حيث أدت زيادة وقت اللعب الإلكتروني بفترة حجر كورونا الصحي الربيع الماضي، وخاصة بين الأطفال، إلى زيادة المحتالين الذين يبحثون عن فرصة لسرقة الأموال عبر الإنترنت.
وارتفعت معدلات ممارسة الألعاب عبر الإنترنت بنسبة 30٪ في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول، كما ارتفعت أيضا محاولات اختراق حسابات اللاعبين وسرقة سلعهم الرقمية، وفقا لكيفن جوستشالك Kevin Gosschalk، الرئيس التنفيذي لشركة أركوس لابس Arkose Labs، وهي شركة تعمل على منع الاحتيال وإساءة الاستخدام، وتساعد تجار الألعاب وعملاء التجزئة الآخرين.
وعلى الرغم من أن البعض قد لا يعتبر اختراق ألعاب الفيديو أمرا مدمرا مثل اختراق الحساب المصرفي، أو حوادث السطو على المنزل، إلا أن الضحايا يفقدون ممتلكاتهم وأموالهم نتيجة لذلك.
ويمكن أن تكون العملات الرقمية، والعناصر الشرائية التي تتراوح من الأسلحة إلى الجلود، والأزياء التي ترتديها شخصيات اللعب، ذات قيمة كبيرة لقراصنة ألعاب الفيديو، ممن يبيعونها في الأسواق عبر الإنترنت.
ووفقا لشركة أركوس تعد عمليات تسجيل الدخول إلى الحساب، التي تستخدم غالبا كلمات مرور مسروقة طريقة القرصنة الأكثر شيوعا.
لذا، إذا قمت بإعادة استخدام كلمات المرور الخاصة بك في مواقع متعددة وتم اختراق أحدها، فقد ينتهي الأمر ببيع كلمة المرور هذه في قائمة يشتريها المتسللون من السوق السوداء، إضافة إلى أنهم يجربون كلمات المرور المكشوفة وأسماء المستخدمين المرتبطة بها على مواقع أخرى، على أمل أن يحالفهم الحظ ويسرقوا حسابات مواقع أخرى.
ومن بين ما يقرب من ملياري محاولة تسجيل دخول لألعاب الفيديو في أبريل ومايو ويونيو، كانت 31٪ منها احتيالية، ارتفاعا من 11٪ في نفس الفترة من العام السابق، وفقا للتقرير.
وأبلغت شركة الألعاب العملاقة نينتندو Nintendo عن تعرض ما لا يقل عن 300 ألف من حسابات مستخدميها حول العالم للاختراق منذ أبريل، وأضافت الشركة إجراءات أمنية إضافية نتيجة لذلك.
ويمكن أن يكون فقدان الحساب ومخزونه أمرا مدمرا للاعبين الجادين الذين ينفقون الكثير من الوقت أو المال - أو كليهما - من أجل الحصول على سلع ومهارات رقمية.
وقال جوستشالك: «الأمر أشبه بسرقة لعبتك الحقيقية المفضلة». وأضاف أنه بالنسبة لبعض اللاعبين، فإن الأمر يشبه تجريدهم من هويتهم.
ويقدر جوستشالك أن المتسللين، في المجموع، يكسبون مئات الملايين من الدولارات سنويا من بيع السلع الرقمية المسروقة.
وكان لوك محظوظا لأن شركة ستيم أعادت ألعابه له مرة أخرى، واسترد 1.10 دولار من أمواله. وقال الشاب البالغ من العمر 16 عاما ويعيش في منطقة موهنتون في بنسلفانيا، إنه يعتقد أنه أنشأ مصادقة ثنائية لتأمين حسابه، لكنه ربما لم يفعل ذلك بشكل صحيح.
وقال لوك: «عادة ما أكون آمنا للغاية فيما يتعلق ببيانات المستخدم الخاصة بي، ونجحت في عدم الوقوع في عمليات التصيد الاحتيالي عدة مرات». وأضاف: «لا أعرف كيف حدث ذلك، لكنه حدث. وسخر مني أصدقائي، لكنني أعلم أن هذا يحدث لهم أيضا».
وبمجرد استعادة الوصول إلى حسابه، تأكد لوك من تأمينه. وفي غضون ساعتين، قال إنه تلقى حوالي 10 إخطارات نصية بأن شخصا ما كان يحاول تسجيل الدخول إلى حسابه. وكانت بعض الإخطارات باللغة الروسية، وعندما قام بفحص سجل الدخول، وجد أن بعض المحاولات كانت قادمة من عنوان آي بي روسي، لكنه لم يتلق أي إخطارات أخرى بعد الهجوم الأول.
ومن الضحايا الآخرين آروش داي Aarush Dey، الذي كان قد أجرى للتو أول عملية شراء داخل اللعبة في أبريل، واستخدم دولارات حقيقية لشراء الأحجار الكريمة لإنفاقها في لعبة باول ستارز «Brawl Stars»، وهي لعبة كان يلعبها على جهاز الآيباد خاصته لأكثر من عام، وكان المبلغ هدية من والديه بعيد ميلاده الحادي عشر. ولكن بعد ذلك بوقت قصير، تم اختراق حسابه.
تلقت والدته سوشي راي Suchi Ray، إشعارات شراء من شركة أبل Apple بمبالغ 99 سنتا و2.99 دولار ولم تفكر كثيرا في ذلك. وفي إحدى الليالي، حوالي الساعة الواحدة صباحا، انغمس هاتفها بإشعار بشحنة أخرى في اللعبة. لكن آروش كان نائما، وكان جهاز آيباد الخاص به يشحن بجوار سريرها.
وقالت راي: «لا يقضي آروش الكثير من الوقت في اللعب، وكانت هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بعملية شراء داخل اللعبة وكان ذلك كافيا لفضح السارق».
وكانت راي، المقيمة بهيوستن، قلقة للغاية بشأن مكان حدوث الاختراق لدرجة أنها حذفت التطبيق وغيرت كود تعريف أبل وكلمة المرور. نظرا لأن كود تعريف جهاز أبل الخاص بها كان مرتبطا بحساب باي بال PayPal المرتبط ببطاقة أمريكان إكسبريس American Express الخاصة بها، فقد غيرت كلمات المرور الخاصة بها على هذه الحسابات أيضا. حتى أنها غيرت كلمة مرور حساب جوجل Google.
وقالت راي: «لا نعرف حساب هذه اللعبة مرتبط بأي برامج لدينا بعد». وأضافت: «كانت الخسارة المالية صغيرة جدا، لكن الجهد المبذول لحماية أنفسنا كان كبيرا».
وأخذ القراصنة 300 جوهرة من حساب آروش، والتي كانت قيمتها حوالي 20 دولارا. وفي يوليو الماضي، سمحت السيدة راي لآروش ببدء لعب براول ستارز مرة أخرى، وقررت السماح له باستخدام بطاقات الهدايا لإجراء عمليات شراء داخل اللعبة لتقليل التعرض المالي.
وتعتبر الخسائر الصغيرة التي تكبدها لوك وآروش هي المبالغ المعتادة الاستخدام، وهذا هو سبب انتشار الاحتيال في الألعاب، فهو نشاط تجاري كبير الحجم. لكن في بعض الأحيان يحصل المتسللون على جائزة كبيرة.
وكان اللاعب كولبي برونو Colby Bruno واحدا من أكبر الخاسرين، فرغم أن حسابه على ستيم تم اختراقه بأغسطس العام الماضي، إلا أنه لا يزال يعاني من هذه التجربة.
وكان لدى اللاعب البالغ من العمر 17 عاما من نوكسفيل بولاية تينيسي أكثر من 1000 دولار من الأسلحة والجلود في لعبة «كاونتر سترايك: جلوبال أوفنسيف» Counter-Strike: Global Offensive التي جمعها على مدار أكثر من ثلاث سنوات.
وفي أحد الأيام، قام كولبي بتسجيل الدخول ليجد رسالة تخبره أن المسؤول وضع علامة على حسابه لخرقه إحدى القواعد، وتم مسح اسمه من ملف تعريف حسابه، وتم تغيير رمزه إلى رمز افتراضي. وقال: «في تلك المرحلة علمت أنني تعرضت للاختراق».
وأضاف، أن أصدقاءه في اللعبة بدأوا في مراسلته قائلين إنهم رأوا أن حسابه في مشكلة وأوصى بنقل جميع عناصره إلى حساب آخر خاص به حيث سيكونون بأمان. ثم أكد المعاملة على هاتفه. ولكن عندما قام بتسجيل الدخول إلى هذا الحساب الآخر، اختفى مخزونه بالكامل، وأدرك حينها أن المتسللين خدعوا أصدقاءه، وخدعوه لنقل البضائع.
ولا يزال كولبي غير متأكد تماما من كيفية قيام المخترقين بهذه السرقة، ويقول إنه قام بالمصادقة الثنائية، لكنه يدرك الآن أنه لم يكن من الممكن أن يعرف أصدقاؤه الحقيقيون على الفور أنه تم الإبلاغ عن حسابه وبالتالي فقد خدع بوقتها.
وأضاف: «كنت في هذه اللحظة تائها وأشعر بالخوف من فقدان أشيائي». ولم يحاول كولبي حتى استعادة أغراضه من ستيم، لأنه على دراية بسياسة الشركة الخاصة بعدم استعادة السلع الرقمية التي تركت الحسابات لأي سبب.
ولم يرد متحدث باسم شركة فالفي Valve Corp المالكة لشركة ستيم على طلبات للتعليق. وصرحت ستيم على موقعها على الإنترنت بأنها لا تقوم بتجديد البضائع لأن تكرار العناصر يقلل من قيمتها. وتنص سياسة الشركة على أنه «من مسؤولية اللاعب تأمين حساب ستيم الخاص به».
وبعد أن فقد كل هذا المخزون، قام كولبي بتغيير جميع كلمات مرور حسابه إلى تسلسلات طويلة من الأحرف والأرقام والرموز. وقال «ليس بمقدوري الآن إلا التعلم من أخطائي، وآمل ألا تكون ضحية للمخطط التالي».
وهناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها لحماية نفسك وأطفالك من الاحتيال عبر الإنترنت، كالآتي:
1) قم بإعداد المصادقة الثنائية 2FA: وهي طبقة إضافية من الأمان تتطلب جزءا إضافيا من المعلومات، بخلاف اسم المستخدم وكلمة المرور، لتسجيل الدخول إلى حساب. وفي كثير من الحالات، تكون رسالة نصية تحتوي على رمز لمرة واحدة يتم إرسالها مع كل محاولة تسجيل دخول. ورغم إمكانية انتحال أرقام الهواتف في بعض الأحيان، إلا أن هذا لا يزال أكثر أمانا من عدم استخدام ميزة المصادقة إطلاقا.
2) إنشاء كلمة مرور قوية: ويقول كيفن جوستشالك من أركوس لابس عن ذلك: «السبب الرئيسي لسرقة الحسابات هو أنها تحتوي على كلمات مرور ضعيفة، أو تستخدم نفس كلمة المرور عبر منتجات مختلفة». وأضاف: «من الجيد أيضا تغيير كلمات المرور بشكل متكرر، كما يمكن أن يساعدك مدير كلمات المرور».
3) لا تشارك تفاصيل الحساب مطلقا: فمن المهم عدم مشاركة معلومات تسجيل الدخول مطلقا، حتى مع الأصدقاء، لأنهم قد يكونون متسللين متخفين.
4) تحقق من عنوان اليو أر ال URL: فعند تسجيل الدخول إلى لعبة على جهاز كمبيوتر شخصي أو جهاز ماك، من الأفضل دائما التحقق من عنوان الويب للتأكد من أنه عنوان اليو أر ال الصحيح، حيث يمكن للقراصنة إنشاء رسائل بريد إلكتروني ومواقع ويب متطابقة المظهر لخداعك للكشف عن بيانات اعتماد تسجيل الدخول الخاصة بك. لذا، ضع إشارة مرجعية على نظام الألعاب الأساسي الخاص بك، ولا تنقر على رابط من رسالة بريد إلكتروني تفيد بوجود مشكلة في الحساب.
5) إعداد أدوات الرقابة الأبوية: حيث يمكن للآباء استخدام إعدادات الرقابة الأبوية في وحدات التحكم بألعاب وفي متجري تطبيقات أبل وجوجل بلاي، لضمان موافقة الآباء على أي عمليات شراء داخل اللعبة قبل إجرائها.
