DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

أين صفقة التجارة بين أمريكا وبريطانيا؟

الوصول إلى اتفاق بين البلدين أسهل مما تعتقد لندن

أين صفقة التجارة بين أمريكا وبريطانيا؟
أين صفقة التجارة بين أمريكا وبريطانيا؟
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وهو يرحب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة قادة الناتو في واتفورد ببريطانيا، 4 ديسمبر2019. (تصوير: بيتر نيكولز/ رويترز)
أين صفقة التجارة بين أمريكا وبريطانيا؟
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وهو يرحب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة قادة الناتو في واتفورد ببريطانيا، 4 ديسمبر2019. (تصوير: بيتر نيكولز/ رويترز)
تردد الحديث كثيرًا عن الجولة الثالثة من المفاوضات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن التوقيع على صفقة تجارية جديدة، ولكن أين باتت تلك الصفقة الآن؟.. يقول كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنهما متحمسان للصفقة، ويمكن لاقتصاد البلدين الاستفادة من الدعم. ومع ذلك، فقد تبين أن تمرير الصفقة أصعب مما كان متوقعًا، وهذه الصعوبة يقف وراءها مجموعة من الأسباب الخاطئة.
فعادة ما تتعطل الصفقات من هذا النوع بسبب العناصر الخلافية التي ينطوي عليها أي اتفاق للتجارة الحرة عالي الجودة، ومن هذه العناصر الخلافية على سبيل المثال: تفاوض الجانبين حول اللوائح المصرفية، التي من شأنها تسهيل التجارة الحرة في الخدمات المالية، وضرورة وجود اعتراف متبادل بالمؤهلات المهنية، حتى يتمكن المعماريون البريطانيون والأمريكيون والمهندسون والمحاسبون وما شابه ذلك من وظائف من العمل بحرية على جانبي المحيط الأطلسي، ووجود اعتراف متبادل بقواعد سلامة المنتج وعمليات التفتيش.
ومع ذلك فسبب تعطل الصفقة التجارية الأمريكية - البريطانية هنا ليس كل ذلك، وإنما «الأهداف السياسية التي يسعى كل جانب لتحقيقها» ولا سيما فيما يخص التجارة بالمنتجات الزراعية في المملكة المتحدة، وهي نقطة شائكة لا داعي لها في هذه الصفقة.
ولطالما أصرت الولايات المتحدة على أن تفرض أوروبا معايير علمية لسلامة الغذاء، وتسمح باستيراد الدواجن ولحوم البقر الأمريكية، والمنتجات المغسولة بالكلور والمعالجة بأدوية معينة.
وكان من المفترض أن يسمح خروج بريطانيا من بوتقة الاتحاد الأوروبي بعد البريكست بتحرير بريطانيا من التزمت الأوروبي ومعاييره غير العلمية، التي تقضي على فرص التجارة والواردات الأمريكية. ولكن بدلاً من ذلك، وعد جونسون ووزيرة التجارة البريطانية ليز تروس Liz Truss الناخبين البريطانيين بأن هذه البضائع الأمريكية «لن تظهر أبدًا في متاجر السوبر ماركت في المملكة المتحدة». ويمكن أن يؤدي هذا التفضيل والمحاباة للمزارعين البريطانيين ودعاة حماية البيئة إلى إفشال الصفقة التجارية بين البلدين.
والنقطة الشائكة الأخرى هي خدمة الصحة الوطنية الاجتماعية في بريطانيا، حيث تصر المملكة المتحدة على عدم إنشاء نظام مركزي لشراء الأدوية والابتكارات الطبية الأمريكية.
وبالطبع، فإن مقاومة لندن لأي تحرير تجاري أو قوى سوق أو استثمار خاص في قطاع الرعاية الصحية سيجعل من الصعب على واشنطن توقيع صفقة، وذلك مع ملاحظة أيضًا أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS تقدم نتائج رعاية صحية مروعة مقارنة ببقية الهيئات الصحية في أوروبا، وتدعو حاليًا إلى إصلاح منظومتها.
وأضاف جونسون عقبة تجارية جديدة أمام صفقة التجارة مع أمريكا عندما فرضت المملكة المتحدة ضريبتها الخاصة على الخدمات الرقمية التابعة لعمالقة التكنولوجيا الأمريكيين في أبريل الماضي. وأثارت هذه الضرائب حفيظة الرئيس ترامب، وتسببت في اندلاع موجة من التعريفات الانتقامية، التي حاولت الحكومات الأوروبية الأخرى تنفيذها.
ويمكن القول إن ما تفعله المملكة المتحدة تجاه أمريكا هو استراتيجية سيئة لإبرام صفقة، وسياسة اقتصادية سيئة تضر بالمستهلكين البريطانيين، الذين يتسوقون بشكل متزايد عبر الإنترنت من المنزل.
ويتحمل ترامب جزءا من اللوم في فشل هذه الصفقة كذلك، بعد استهدافه لصادرات المملكة المتحدة ووضع رسوم جمركية عليها، ضمن معركة واشنطن الأوسع نطاقًا ضد الإعانات الأوروبية لشركة إيرباص، وهذه التعريفات لا معنى لها إذا كان الهدف هو إبرام صفقة تجارية بريطانية بسرعة، كما أن تقييمات استطلاعات الرأي الانتخابية لترامب تشكل أيضًا عقبة، حيث يعتقد المفاوضون البريطانيون أنهم قد يكونون أفضل حالًا إذا وقفوا في صف المرشح الرئاسي الأمريكي المنافس جو بايدن.
لكن على الجانب الآخر يمكن أن يحقق جونسون المزيد من المكاسب الاقتصادية والسياسية إذا عقد صفقة جيدة قريبًا مع الولايات المتحدة، واستطاع إجراء الإصلاحات البريطانية اللازمة لتمرير تلك الصفقة. وكان السبب الرئيسي في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو أن مغادرة الاتحاد الأوروبي ستسمح لبريطانيا بالتخلي عن الحمائية القارية، وفتح اقتصادها على العالم الأوسع. لذا يجب على جونسون أن يفعل ذلك (أي يفتح بريطانيا على العالم).
ختامًا، يمكن القول إن مخاطر تصحيح السياسات التجارية فيما يتعلق بالزراعة والمخاوف الصحية والضرائب في بريطانيا هائلة، وسيكون عقد اتفاق بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الخطوة الحاسمة الأولى على المسار الصحيح.
«يتحمل ترامب جزءا من اللوم في فشل هذه الصفقة، بعد استهدافه لصادرات المملكة المتحدة ووضع رسوم جمركية عليها».