450 دولارا ثمن توفير الروبوتات في مستودعات تلبية طلبات تسليم التجارة الإلكترونية من شركة 6 ريفير سيستمزتتجه المصانع حول العالم إلى التكنولوجيا لمساعدتها على الانفتاح بأمان بعد إغلاقها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. وتساعد الشركات التكنولوجية المغامرة الناشئة المصانع على تحقيق هذا الهدف عبر إتاحة البرامج وأجهزة الاستشعار والروبوتات وأدوات الذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن تسهل على العمال الاحتفاظ بمسافة آمنة في المصانع، والسماح للمهندسين بمراقبة المشكلات وإصلاحها عن بُعد.«كانت أزمة كوفيد حافزا ومسرعا في اعتماد الحلول البرمجية لأتمتة سير العمل وجعله أكثر كفاءة وأقل مخاطرة».. تي جاي ناهيجيين شركة بيز 10 بارتنرز
وبالرغم من أن هذه التقنيات تم إنشاؤها قبل الوباء لزيادة سرعة وكفاءة العمل، إلا أن الطلب ارتفع عليها منذ ظهور تأثير الوباء على الاقتصاد.
وقال تي جاي ناهيجين TJ Nahigian، الشريك الإداري في شركة بيز 10 بارتنرز Base10 Partners: «لقد كانت أزمة كوفيد حافزًا ومسرعًا حقًا في اعتماد الحلول البرمجية لأتمتة سير العمل وجعله أكثر كفاءة وأقل مخاطرة، حيث تسمح لعدد أقل من الأشخاص بالتجمع للقيام بالأشياء المطلوبة».
وأكد ليور سوزان الشريك المؤسس في شركة إيكلبس فينتشرز Eclipse Ventures، الذي استثمر في العديد من الشركات الناشئة في التصنيع وإدارة سلسلة التوريد، إن الشركات المصنعة تركز على استخدام البرامج لتقييم خطوط التجميع بشكل مستمر وتغييرها ديناميكيًا.
وفي العام الماضي، اشترت شركة شوبيفاي Shopify لتكنولوجيا التجارة الإلكترونية. شركة 6 ريفير سيستمز6 River Systems الناشئة، والتي توفر الروبوتات في مستودعات تلبية طلبات تسليم التجارة الإلكترونية مقابل 450 مليون دولار، ويتوقع ليور المزيد من عمليات الاستحواذ هذه.
وقامت شركة إينسترومينتال Instrumental، وهي شركة ناشئة مدعومة من شركات إيكلبس Eclipse وروت فينتشيرز Root Ventures وفيرست راوند كابيتال First Round Capital، تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات عن بُعد في إجراء عمليات فحص الجودة في الوقت الفعلي. أما بالنسبة لمصنعي الإلكترونيات، فتسببت الأخطاء والعيوب والوقت الضائع إلى خسارة ما يصل إلى 25٪ من تكاليف التصنيع لدى عملاء شركة إينسترومينتال الرئيسيين، وغالبًا ما تتطلب الشركة مهندسين من الولايات المتحدة أو تايوان لزيارة المصانع في الصين وأماكن أخرى لإصلاح تلك المشكلات، حسبما تؤكد آنا شيدليتسكي Anna Shedletsky، الرئيس التنفيذي لشركة إينسترومينتال.
ويقوم نظام الذكاء الاصطناعي في إينسترومينتال بفحص صور كل منتج يتم إنتاجه على خط التجميع لتحديد الاختلافات الشاذة والعيوب. ويمكن للمهندسين بعد ذلك تحليلها وإصلاحها عن بُعد. وهذا يعني انخفاض عدد الأشخاص الذين يتعيّن عليهم الذهاب إلى أرض المصنع، مما يقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
وقالت شيدليتسكي: «تقوم الشركات منذ عقود بإرسال مهندسين من مركز التصميم للمساعدة في اكتشاف المشكلات الجديدة، وكذلك إصلاح الأشياء عند ظهورها». وأضافت: «إنهم يطيرون حول العالم. كنت أفعل ذلك عندما كنت أعمل مهندسة تصميم منتجات في شركة أبل Apple».
وأوضحت شيدليتسكي إن: «إينسترومينتال شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد العملاء الجدد منذ تفشي الوباء، بينما يسعى العملاء الحاليون إلى زيادة استخدامهم لمنتجاتهم».
وهناك شركة ناشئة أخرى، وهي دريشتي تكنولوجيز Drishti Technologies، المدعومة من إيمرجينس كابيتال بارتنرز Emergence Capital Partners وآندريسين هورويتز Andreessen Horowitz، والتي تستخدم تقنية الفيديو والكمبيوتر لتحليل مشكلات المصانع. واستخدمت بعض الشركات المصنعة التكنولوجيا للاستمرار في العمل خلال الأزمة. وظلت شركة أولدي طومسون Olde Thompson، وهي شركة تصنيع أغذية مقرها أوكسنارد في كاليفورنيا تنتج التوابل، مفتوحة كشركة أساسية أثناء الوباء، مستخدمة مساعدة شركة بليكس سيستمز Plex Systems Inc.، وهي شركة برمجيات تخطيط موارد المؤسسة، لإدارة عمليات التصنيع وسلسلة التوريد عن بُعد والتمويل. وقال ماركوس ميرشانت Marcus Merchant، مدير تقنية المعلومات في أولدي طومسون: «أصبح 30% من القوى العاملة لدينا يعملون من المنزل».
وأضاف: «إن امتلاك القدرة على أن تكون ذكيًا وتتحرك بسرعة هو ما وفر لنا إمكانية العمل بهذا الشكل».
وفي الوقت نفسه، تساعد التكنولوجيا الشركات المصنعة على التعامل مع تعطيل سلاسل التوريد العالمية الناجمة عن إغلاق المصانع. وتساعد شركة كلير ميتل ClearMetal، وهي شركة ناشئة مقرها في سان فرانسيسكو، الشركات في إدارة الخدمات اللوجيستية للمواد الواردة والصادرة في المصانع.
ولا تتمتع العديد من الشركات برؤية واضحة لتتبع سلعها وسلاسل التوريد. وتمتلك كلير ميتل، التي تضم بين عملائها شركة ماكدونالدز McDonald›s. وجورجيا باسيفيك Georgia-Pacific، بيانات ملكية من مصادر مثل بيانات الأقمار الصناعية وموانئ الشحن وشركات النقل بالشاحنات، إلى جانب الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه التنبؤ بالمشاكل في سلاسل التوريد ومساعدة الشركات على تغيير طرق الشحن أو الموردين في نفس الوقت.
ويتوقع آدم كومبين Adam Compain، الرئيس التنفيذي لشركة كلير ميتل، أن يستمر تحول الشركات المصنعة إلى الأدوات الرقمية بعد الوباء. وقال: «بعد أن تهدأ هذه الأزمة العالمية، سيكون هناك تسارع إلى تبنّي المزيد من سلاسل الإمدادات المستمرة مقارنة بنظيرتها الثابتة».
وفي الوقت الذي تحاول فيه الشركات اجتياز الاضطراب الحالي، بدأ الكثير منها أيضًا في الاستعداد للأزمة القادمة. ويتطلع الكثيرون إلى استخدام الأتمتة في المصانع لزيادة المساحة بين الأشخاص، والحفاظ على تشغيل العمليات في حالة عدم قدرة الأشخاص على العمل خلال هذا الوباء أو الوباء التالي.
وقال آمار هانسبال، الرئيس التنفيذي لشركة برايت ماشينز Bright Machines الناشئة، والتي جمعت 200 مليون دولار من مستثمرين من بينهم إكليبس، ولوكس كابيتال Lux Capital، وبي إم دابليو آي فينتشرز BMW i Ventures: «ما رأيناه هو أن الناس بدأوا في الاستثمار للاستعداد للمرحلة التالية». وتسببت مشاكل سلاسل التوريد التي ظهرت بعد إغلاق المصانع في الصين في أن تتطلع الشركات إلى تقريب عمليات التصنيع لداخل بلدانهم.
وقال هانسبال: «إنهم يريدون التخلص من الاعتماد على مصنع يبعد مسافة نصف العالم عنهم».
وأضاف موضحًا إن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي الأتمتة»، مضيفًا إن الشركات تريد المصانع الأقرب إلى العملاء، للحد من التعرض للأزمات والتعريفات الجمركية، بينما تتيح الأتمتة تقليل التكاليف في الولايات المتحدة. وتأسست برايت ماشينز في عام 2018، وتوفر الشركة خطوط تجميع مؤتمتة بتنسيق معياري للاستخدام في المساحات الأصغر من المصانع الكبيرة. وتستخدم الشركة - التي تشتمل قائمة عملائها على شركة فليكس Flex المصنعة المتعاقدة المحدودة، التي انطلقت منها في الأصل - برامج لإجراء تعديلات سريعة على أجهزتها دون الحاجة إلى إعادة بنائها.
وقال هانسبال إن واحدة من خلايا برايت ماشينز يمكنها القيام بعمل ثلاثة أشخاص، وأصغر إعداد موجود هو خليتان، بينما أكبرها حتى الآن هو سبع خلايا تقوم بعمل حوالي 25 شخصًا. وأضاف إنه بدلًا من دفع 120 ألف دولار سنويًا لكل موظف من ثمانية موظفين، فإن برايت ماشينز تحصل من الشركة على 120 ألف دولار سنويًا لمدة ثلاث سنوات.
وقال هانسبال إنه في السابق، كان يتم استخدام الأتمتة فقط من قبل مصانع السيارات أو الفضاء الكبيرة بميزانيات تبلغ ملايين الدولارات مع دورات إنتاج طويلة. مؤكدًا أن برايت ماشينز يمكنها نشر أرخص تكويناتها التكنولوجية في تلك الشركات مقابل نصف مليون دولار فقط في ثلاثة أشهر.