DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

الانسحاب من ألمانيا

خروج القوات الأمريكية منها انتصارًا لروسيا والصين

الانسحاب من ألمانيا
الانسحاب من ألمانيا
سحب الرئيس دونالد ترامب للقوات الأمريكية من ألمانيا بمثابة هدية لروسيا والصين
الانسحاب من ألمانيا
سحب الرئيس دونالد ترامب للقوات الأمريكية من ألمانيا بمثابة هدية لروسيا والصين
9500 من أصل 34500 جندي أمريكي متمركزين في ألمانيا سيغادرون البلاد بحلول شهر سبتمبر المقبل حسب أوامر الرئيس ترامب
يمتد التهديد الصيني للقيم الديمقراطية إلى أبعد من المحيط الهادئ، وتحتاج الولايات المتحدة إلى الحلفاء في جميع أنحاء العالم لمقاومة هذا التهديد، وذلك واحد من الأسباب العديدة التي تجعل الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من ألمانيا بأوامر من الرئيس دونالد ترامب أمرًا ضارًا.
ولم يكن هناك كلمة أو تفسير رسمي لأسباب اتخاذ القرار، لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت يوم الجمعة الماضي أن ترامب أمر 9500 من أصل 34500 جندي أمريكي متمركزين في ألمانيا بالمغادرة، بحلول شهر سبتمبر المقبل.
وفي بعض الأحيان كانت ترتفع مستويات القوات الأمريكية في ألمانيا - التي تعتبر قلب الوجود الأمريكي في أوروبا- إلى أكثر من 50000. ولكن سيتم الآن تقييدهم بشكل تعسفي عند حد الـ 25000 جندي فقط. وقد يتم نقل البعض إلى مكان آخر في أوروبا، على الرغم من أن البنية التحتية التي بنيت على مدى عقود، لا يمكن أن تتماشى مع هذا الانتقال المفاجئ.
ويعد «ردع العدوان الروسي» هو أحد أهداف الوجود العسكري الأمريكي خارج حدود أمريكا، ولكن يمكن للولايات المتحدة أيضًا الرد على التهديدات البعيدة بشكل أسرع بفضل قواعدها الألمانية، حيث يقع مقر القيادة العسكرية الأمريكية الإفريقية في شتوتغارت، بينما تدعم المرافق الأمريكية الأخرى جهود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهذا يتيح لأمريكا إمكانية إطلاق قوتها عند الحاجة، مع الحفاظ على وجود أصغر في المناطق الخطرة.
والانسحاب الأمريكي من ألمانيا يعد بمثابة هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعد بالانقسامات في الناتو ولم يفعل شيئًا لتقويض القوات الأمريكية في تلك المنطقة.
وقال الجيش الروسي يوم الجمعة أيضًا إنه سينشر لواء بمعدات متطورة في غرب البلاد. وهذا تذكير بأن روسيا -على الرغم من كونها راكدة اقتصادية الآن- لا تزال تشكل تهديدًا عسكريًا كبيرًا لأوروبا.
والعلاقة عبر المنطقة الأطلسية ليست متناغمة دائمًا، حيث تتباين المصالح الأمريكية والأوروبية أحيانًا، ويمكن أن تصبح قبيحة. لكن القوى المعادلة مثل روسيا والصين تحسد أمريكا على علاقاتها الدائمة مع أوروبا.
والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هما أكبر الشركاء التجاريين بين بعضهما البعض، وقوتهما الاقتصادية معًا لا مثيل لها، وأحد أسس ذلك هو التعاون الأمني المشترك بينهما.
ويبدو أن الانسحاب الجزئي لترامب كان في الغالب نتيجة من غضبه الشخصي من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي رفضت مؤخرًا دعوة ترامب لحضور اجتماع مجموعة السبع في كامب ديفيد.
ولا يقدم هذا أي فائدة سياسية لترامب، كما لن يضر الخلاف الألماني الأكبر مع الرئيس الأمريكي ميركل في شيء. فحوالي 13 ٪ من الألمان يثقون في ترامب، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث الاستقصائية Pew Researchsurvey في عام 2019.
وغالباً ما تكون ألمانيا حليفاً محبطاً، حيث أنفقت الدولة ما يقدر بنحو 1.38 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2019، وتقول إنها لن تصل إلى التزامها البالغ 2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2031.
أيضًا تحدت ميركل الولايات المتحدة ومعظم أوروبا في دعم خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، والذي سيعمق اعتماد القارة على الطاقة الروسية.
على الجانب الآخر، فازدراء ميركل الشخصي لترامب يتناقض مع علاقتها الأكثر ودية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. وبينما تنتقد الولايات المتحدة صراحة، كانت ميركل هادئة نسبيًا حيال العداء المتزايد للصين في الخارج والقمع في الداخل.
وعلى الرغم من انتهاك الصين لمعاهدتها مع بريطانيا بشأن هونج كونج، إلا أنها تضغط من أجل صفقة استثمار أوروبية مع الصين.
وتعتبر ميركل قصيرة النظر بشأن التحدي الصيني، لكنها لن تستمر طويلًا في منصبها والعديد من السياسيين الألمان الآخرين يعرفون ذلك بشكل أفضل.
ختامًا.. يتزايد قلق العالم من سلوك الصين، لذا يجب على ترامب تعزيز التزام أمريكا بالتحالفات، وليس منح الخصوم فرصًا جديدة ليستغلوها.