DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

ماذا لو حذت أمريكا حذو السويد؟

الدولة الأوروبية لديها أعلى معدل وفيات بالفيروس عالميا

ماذا لو حذت أمريكا حذو السويد؟
ماذا لو حذت أمريكا حذو السويد؟
أحد المطاعم المكتظة بالزبائن في السويد رغم مخاوف الفيروس
ماذا لو حذت أمريكا حذو السويد؟
أحد المطاعم المكتظة بالزبائن في السويد رغم مخاوف الفيروس
7.3 % فقط من سكان ستوكهولم أصيبوا بالفيروس وطوروا أجساما مضادة له بحلول أواخر أبريل
الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة فتح اقتصادها، ويقترب عدد وفياتها بكوفيد-19 من 100000، يتساءل الكثيرون عما إذا كان يمكن للبلاد أن تتبع مسارًا أفضل في التعامل مع الأزمة.
وأشار البعض للسويد كنموذج لاستجابة حكومية أقل تدخلًا تعتمد على الامتثال الفردي والحس السليم، بدلًا من المراسيم والقوانين.
ومنذ البداية، تجنّبت السويد عمليات الإغلاق، وسمحت للمحلات التجارية والمطاعم والنوادي الليلية بالبقاء مفتوحة، مع المبادئ التوجيهية للمسافة الاجتماعية. وسمحت بتجمّع 50 شخصًا أو أقل، واستمر معظم الطلاب في الدراسة.
وحققت إستراتيجية السويد بعض النتائج الإيجابية، وتم تقييد القيود المفروضة على الحرية للحد الأدنى، وتمكّن المواطنون - في معظم الأحيان - من الحفاظ على حياة اجتماعية طبيعية.
ونتيجة لذلك، يمكن للسلطات السويدية أن تقدم حجة معقولة بأنها في مسار أكثر استدامة من الدول التي اعتمدت على تدابير أكثر إرهاقًا. والسؤال الآن: هل كان ينبغي لأمريكا أن تحذو حذو السويد؟
حسنًا، تجعل الاختلافات الأساسية بين الولايات المتحدة والسويد من الصعب الإجابة بثقة. فأمريكا كبيرة ومتنوعة، بينما السويد صغيرة ومتجانسة نسبيًا. والسويد أكثر كثافة سكانية ولديها ضعف معدل الأسر ذات الشخص الواحد، وهما عاملان يميلان إلى الحد من انتقال الأمراض المعدية.
والتفاوت الاقتصادي في السويد أيضًا منخفض، بينما في الولايات المتحدة مرتفع، ووفقًا لمعايير الاقتصادات المتقدمة، فسكان السويد يتمتعون بصحة أفضل بكثير، مع معدلات أقل بكثير من مرض السكري والسمنة، ومتوسط العمر المتوقع أعلى، والسويد لديها نظام صحة عامة مموّل جيدًا ومتاح على نطاق واسع، لكن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك.
والاختلافات أكبر أيضًا في المواقف العامة. فالسويد مجتمع عالي الثقة، لكن بالولايات المتحدة انخفضت نسبة السكان الذين يعتقدون أن «معظم الناس يمكن الوثوق بهم» بمقدار الثلث خلال نصف القرن الماضي، بينما انخفضت الثقة في واشنطن بأكثر من الثلثين.
وفي أمريكا، تسود الفردية، بينما يعطي السويديون قيمة أعلى للتضامن الاجتماعي. وحققت السويد نفس مستوى الامتثال من خلال القرارات الطوعية التي حققتها الولايات المتحدة بتفويضات قابلة للتنفيذ.
وإذا اتبعت الدولتان نفس الإستراتيجية، لكان من المفترض أن تؤدي المزايا الديمغرافية والمؤسسية للسويد لانخفاض معدل وفيات كوفيد-19 عن معدل الوفيات في أمريكا.
ولكن في الواقع، فمعدل الوفيات في السويد أعلى بنحو 30٪ من المعدل بالولايات المتحدة، وليس لدى أمريكا معدل منخفض وفقًا لمعايير المجتمعات المتقدمة جدًا.
واعترف المسؤولون السويديون بأن بلادهم فشلت في حماية مواطنيها المسنين. ولو تبنّت الولايات المتحدة نهج السويد وشهدت نفس معدل الوفيات، لكان قد توفي 30 ألف أمريكي، كثير منهم من الآباء والأجداد الآن.
وحتى وقت قريب، كان المدافعون عن السويد يقولون إن «البلدان التي تم إغلاقها بشكل إلزامي تؤجل فقط ما لا مفر منه».
ولأن نسبة أكبر من سكان السويد أصيبوا بالعدوى، فسوف تصل لـ«مناعة القطيع» بشكل أسرع بكثير من البلدان الأخرى، التي ستلتحق بمعدلات الوفيات بها. وفي أبريل، قال كبير علماء الأوبئة في البلاد، أندرس تيجنيل Anders Tegnell، إن ستوكهولم ربما حققت معدل مناعة من 15٪ إلى 20٪، وتوقعت وكالة الصحة العامة السويدية أن ثلث سكان ستوكهولم سيصابون بحلول 1 مايو. ولكن عندما أجريت الاختبارات، اتضح أن 7.3٪ فقط من سكان ستوكهولم أصيبوا بالمرض، وطوّروا أجسامًا مضادة له بحلول أواخر أبريل.
ويتراوح معدل الإصابة في السويد بين 4٪ و7٪، وهو ليس أعلى مما هو عليه في الولايات المتحدة، وأقل بكثير من معدلات 60٪ إلى 70٪ اللازمة لوضع حد للوباء.
ولم يقلل معدل الوفيات المرتفع في السويد بشكل كبير من ضعفها المستقبلي. وبحلول 19 مايو، سجّلت السويد أعلى معدل وفاة في جميع أنحاء أوروبا، كما أن نهجها لم ينقذ اقتصادها.
ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد السويدي بنسبة 7٪ إلى 10٪ في عام 2020، تماشيًا مع الدول الأوروبية المجاورة وأسوأ إلى حد ما من التوقعات للولايات المتحدة.
وأفضل مقارنة ستكون بين السويد والنرويج، جارتها من الغرب، فهذان البلدان متشابهان بنواحٍ كثيرة، بما في ذلك عدم المساواة الاقتصادية، ومتوسط العمر المتوقع، والأنظمة الصحية، والوفيات المبكرة من عوامل الخطر المصاحبة لكوفيد-19.
والآن السويد لديها معدل وفيات 405 أشخاص لكل مليون بالفيروس، وهذا الرقم تسع مرات أكثر من النرويج.
وعلى الرغم من أن معدل الإصابة بالنرويج أقل بكثير من معدل السويد، إلا أن معدل الوفيات بالنرويج سيرتفع مستقبلًا؛ لأنها تخفف القيود على النشاط الاقتصادي والاجتماعي الآن، لكن بعد كل ذلك، لا يزال أداء النرويج أفضل في مواجهة الأزمة.
ختامًا، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الولايات المتحدة كانت ستكون أفضل حالًا باتباع إستراتيجية السويد، إلا إذا كنت تعتقد أن الحفاظ على حياة اجتماعية طبيعية أكثر كان يستحق عشرات الآلاف من الوفيات الإضافية.