DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

الوباء يصنع أبطالا مفاجئين في شركات التكنولوجيا

كورونا دعم ارتفاع منصات التقنية حتى الآن

الوباء يصنع أبطالا مفاجئين في شركات التكنولوجيا
الوباء يصنع أبطالا مفاجئين في شركات التكنولوجيا
ارتفع معدل الاعتماد على المنصات الإلكترونية خلال أزمة الفيروس بصورة كبيرة
الوباء يصنع أبطالا مفاجئين في شركات التكنولوجيا
ارتفع معدل الاعتماد على المنصات الإلكترونية خلال أزمة الفيروس بصورة كبيرة
50 % فقط من المستهلكين لمواقع التكنولوجيا الحديثة بالولايات المتحدة أكدوا أنها تتمتع بتأثير إيجابي
90 % زيادة في مبيعات البقالة عبر الإنترنت تقريبا، بينما نمت مبيعات توصيل الطعام بأكثر من 50 %
كيف يمكننا النظر للدور الذي لعبته شركات التكنولوجيا في أزمة وباء فيروس كورونا المستجد: هل هم أشرار أم أبطال؟.. مصدر للقمع أم التمكين؟، حيث أزعجت مخاطر التكنولوجيا الحديثة المستهلكين حتى عندما استمتعوا بتسليتها لهم أثناء فترة الحجر المنزلي.
فوباء كورونا أدى إلى اختلال موازين الحياة، على الأقل في الوقت الحالي، حيث أبقت أوامر الحجر المنزلي الناس حول العالم محبوسين داخل منازلهم، ولكن بدرجات متفاوتة. ويبدو أن عمليات الإغلاق الإلزامية هذه جعلتنا أكثر إعجابًا بمنصات التكنولوجيا نفسها التي لم تكن تتمتع بشعبية كبيرة حتى وقت قريب.
ورغم أن شركات التكنولوجيا العامة تتصدر بشكل متزايد مؤشر ستاندرد آند بورز 500- S&P 500، وحتى وقت قريب ارتفع تدفق التمويل للشركات الناشئة الخاصة بحرية، إلا أنه تم الكشف عن مخاطرها أيضًا خلال الأزمة.
وتعرّض العديد من أكبر اللاعبين في قطاع التكنولوجيا للتحقيقات الحكومية بسبب قضايا الخصوصية ومكافحة الاحتكار. وأظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث قبل 10 أشهر فقط أن ثقة المستهلكين في التكنولوجيا الكبيرة تتعرض للاستقطاب والاختلاف الشديد في الرأي حولها، حيث شعر 50٪ فقط من المستهلكين في الولايات المتحدة بأن التكنولوجيا كان لها تأثير إيجابي.
أيضًا تم تشويه صورة وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انتهاكات البيانات والأخبار المزيفة، وتسببت الأزمة الاقتصادية في توجيه انتقادات لبعض هذه الشركات بسبب تدني الأجور ونقص فوائد العمل بها.
وعلى مستوى القطاع، أثارت قضايا خصوصية المستخدمين جدلًا ساخنًا حول ما إذا كانت منصات التكنولوجيا مجرد وسطاء في السوق الإعلاني، أو أنها تتحمّل المسؤولية عن سلامة بيانات مستخدميها، وبالكاد تمّ حل القليل من هذه القضايا.
ومع ذلك، فإن العديد من خدمات هذه الشركات أصبحت فجأة ضرورية، بل وحتى منقذة لحياة الأفراد في بعض الأحيان.
ومع إلغاء الحياة الاجتماعية «الحقيقية»، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تظهر كبطل جديد في أعين بعض المستخدمين، وكأنما ظهرت فجأة أو تم إنشاؤها بالأمس.
وارتفعت أرقام المستخدمين لموقع فيس بوك Facebook على سبيل المثال، خلال أزمة الوباء، معوّضة أرقام المستخدمين الذين توقفوا عن الدخول له منذ عام 2018 بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا (فضيحة سياسية كبرى تفجّرت في أوائل عام 2018 عندما تمّ الكشف عن أن شركة كامبريدج أناليتيكا جمعت بيانات شخصية حول ملايين الأشخاص على موقع فيسبوك دون موافقتهم قبل أن تستخدمها لأغراض الدعاية السياسية).
وسجّل فيس بوك الشهر الماضي أكبر زيادة متسلسلة ربع سنوية في عدد المستخدمين يوميًا منذ الربع الأول من عام 2017.
وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر تخصصًا مثل سناب شات Snapchat
أضاف 229 مليون شخص المرشحات المرحة مثل آذان الحيوانات والتيجان الفرو إلى صورهم كل يوم منذ بدء الأزمة.
وفي العام الماضي، كانت الشكاوى ترتفع حول عدم عمل شركات توصيل الطعام بشكل كبير وفعّال. لكن الآن، ومع فتح العمل للمطاعم فقط من خلال خدمات التوصيل فقط، أصبحت منصات التوصيل عبر الإنترنت مطلوبة بشكل مفاجئ، من كل المطاعم.
وتظهر بيانات مؤسسة أديسون تريندز Edison Trends من بداية مارس إلى منتصف أبريل، زيادة مبيعات البقالة عبر الإنترنت بنسبة 90٪ تقريبًا، بينما نمت مبيعات توصيل الطعام بأكثر من 50٪.
وظهرت شراكة جديدة بين شركتي آبل Apple وجوجل Google لتتبع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهي خدمة تحاكي التعاون المشابه الموجود أيضًا بين شركتي بيج برازر Big Brother وليبراتور liberator.
وقالت الشركات في الشهر الماضي إنها تطور أدوات تتبع البيانات التي يمكن أن تخبر مستخدمي الهواتف الذكية عندما يكونون قد تعرضوا مؤخرًا لمريض مصاب بفيروس كورونا.
ويمكن أن نسمّي الحالة التي نعيشها الآن بالحالة الأورويلية («الأورويلية» هي صفة لحالة، أو فكرة، أو ظرف اجتماعي نسبة لما حدده الصحفي البريطاني الراحل جورج أورويل)، لكن اعتماد هذه التكنولوجيا على نطاق واسع يمكن أن يسمح بتخفيف عمليات الإغلاق بطريقة أكثر أمانًا، وإعادة تشغيل الاقتصاد الغارق، وربما إنقاذ الأعمال التجارية والأرواح.
وخلال الوباء، تلعب شركات التكنولوجيا المتعطشة للنمو دور فاعل الخير بالنسبة للآخرين أيضًا، حيث تقدم شركات السفر عبر الإنترنت مثل: آي ربي إن بي Airbnb الإغاثة المالية لمضيفيها، في حين أطلقت منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook أموالًا للمساعدة في دعم الشركات الصغيرة، التي تحقق جزءًا كبيرًا من عوائدها عبر الإعلانات، وتقدم منصات تقديم الطعام برامج الإغاثة وتقلل العمولة لدعم شركائها من المطاعم، الذين بدون تلك المواقع لم يكونوا لينجوا من الأزمة.
وتعهّدت شركة أمازون Amazon باستثمار 4 مليارات دولار من أرباح الربع الثاني إلى حد كبير في دعم القضايا المرتبطة بفيروس Covid-19 وسلامة الموظفين.
وفي الشهر الماضي، قال الرئيس التنفيذي لتويتر، جاك دورسيJack Dorsey، إنه سيتبرع بمليار دولار - أكثر من ربع ثروته - من أجل جهود الإغاثة من فيروس كوفيد- 19 وغيرها من القضايا ذات الصلة.
وفي حين لا يمكن لأحد أن يُنكر أن المديرين التنفيذيين في قطاع لتكنولوجيا يستخدمون ذكاءهم أحيانًا لفعل أشياء إيجابية في العلن والتغطية على أخطائهم ومحاولة تبييض سمعتهم، إلا أن فعل الشيء الصحيح في بعض الأحيان يكون هو أيضًا الخيار الذكي.
ومن المرجح أن يستمر الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، حتى مع تخفيف خطر الوباء، خاصة بعد أن أصبح العمل عن بُعد عبر تطبيقات زووم Zoom وسكايب Skype والمنصات الأخرى وسيلة قابلة للتطبيق، بل وحتى وسيلة مفضلة للعمل لدى الكثيرين.
وعندما يتعب المستهلكون من تناول الوجبات في المنزل، من المحتمل أن يتوجهوا إلى المطاعم التي تستخدم خدمات التوصيل أوبر Uber وليفت Lyft لتجنب المواصلات العامة المزدحمة الأكثر احتمالًا لنقل المرض لهم.
أيضًا قد يصبح المستخدمون الجدد، الذين كانوا أبطأ في تبنّي العديد من هذه التقنيات الحديثة أكثر كثافة في استخدام هذه المواقع مستقبلًا؛ لأن صحتهم يمكن أن تعتمد على سياسة الإبعاد الاجتماعي المطول أكثر من الشباب.
ولكن بالطبع، وبعيدًا عن النظرة الوردية لدور قطاع التكنولوجيا في الأزمة، تبدو الصورة نفسها بائسة باعتراف الجميع بسبب اختراق تلك المواقع لخصوصية مستخدميها بشكل كبير.
فعلى سبيل المثال، سيستغرق تسوّق الطعام بضع دقائق فقط مستقبلًا، وذلك لأن منصة مثل إنستا كارت Instacart تخترق خصوصيتك وتعرف ما تناولته في المرة الأخيرة، أيضًا قد ترى النساء إعلانات لملابس الأمومة فجأة أمامها؛ لأن جوجل عرف أنك حامل قبل أن تقولي لعائلتك -بسبب بحثك آخر مرة عن أعراض الحمل عليه-، وقد تذكّرك تلك المواقع بارتداء حذاء المطر قبل مغادرة منزلك؛ لأن أليكسا تعرف المكان الذي تعيش فيه.. وهكذا يتم اختراق خصوصية المستخدمين بأكثر من طريقة وعلى أكثر من موقع.
ويمكن القول إن الشيء الوحيد الذي يُضفي على هذه الشركات ميزة «التكنولوجيا» هو حداثتها، ولكن هذه الشركات تتصرف بعقلية قديمة وتزعج المستخدمين مثل شركات الإعلان القديمة وتخطئ، وكان مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg مؤسس موقع فيس بوك هو أول من يعترف بمشكلة اختراق الخصوصية هذه، حيث يستخدم موقعه 2.6 مليار شخص كل يوم، وكشفت شركته عن بعض الأخطاء الأخرى التي يمكن أن تقوم بها شركات التكنولوجيا أيضًا.
وتاريخيًا، رأينا نفس الخطأ يتكرر في قطاعات أخرى اخترقت خصوصية مستخدميها وأحاطتهم بالإعلانات كذلك، مثل قطاعات: الراديو والأدوية والسيارات، فهذه المشكلة قديمة وسنراها مرة أخرى بالتأكيد، حيث يبدو أن ثنائية الأرباح واختراق الخصوصية دائمًا ما تكون مصير الابتكارات الجديدة، وهي تدفعها إما للأفضل أو للأسوأ.