DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

ظاهرة «الابتكار المفتوح»

التعاون بين المؤسسات يسرع العثور على لقاح لفيروس كورونا

ظاهرة «الابتكار المفتوح»
ظاهرة «الابتكار المفتوح»
نموذج الابتكار المفتوح يمكنه المساعدة في العثور على لقاح لفيروس كورونا بصورة أسرع
ظاهرة «الابتكار المفتوح»
نموذج الابتكار المفتوح يمكنه المساعدة في العثور على لقاح لفيروس كورونا بصورة أسرع
«جذور المشكلة تكمن في كيفية إدارتنا واستثمارنا للابتكارات، سواء داخل المنظمات الفردية أو في المجتمع الأكبر»
هنري تشيزبرو- أستاذ بجامعة كاليفورنيا
تدرك الشركات اليوم أن هناك إمكانيات للابتكار المفتوح في السوق من كل الجهات، أكثر مما يمكن أن تنشئ منتجات بمفردها. ويعد نموذج الابتكار المفتوح هذا، النقيض الجيد لنهج الابتكار المغلق والمتكامل رأسيا، والذي كان يتبع بمختبرات البحث والتطوير الصناعية في كل شركة على حدة خلال معظم القرن العشرين.
ويعد نموذج الابتكار المفتوح هذا، هو الوسيلة المثالية لبيئة اليوم سريعة الحركة، والتي تتضمن على سبيل المثال السباق الحالي للعثور على لقاح فيروس كوفيد- 19 بالمشاركة بين أكثر من مؤسسة وليس عبر عمل مؤسسة بمفردها.
وينسب الفضل في انتشار نموذج الابتكار المفتوح إلى هنري تشيزبرو Henry Chesbrough، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، والذي قام بصياغة مصطلح «الابتكار المفتوح» في كتابه لعام 2003 الذي يحمل نفس العنوان.
وفي شهر يناير، نشر تشيزبرو كتابا للمتابعة بعنوان «فتح نتائج الابتكار: تجاوز ما وراء الضجيج والبدء في العمل». وفيما يتعلق بحالة الابتكار المفتوح، يرى الكاتب صورة مختلطة لما يمكن أن تكون عليه تلك الظاهرة.
ومؤخراً، ارتفع مستوى الابتكار المفتوح بشكل كبير، لكن مستويات الإنتاجية والدخل كانت راكدة أو آخذة في الانخفاض، وهي ظاهرة يطلق عليها تشيزبرو «المفارقة الأسية».
وقدم الاقتصاديون تفسيرات بديلة لهذه المفارقة المحيرة، لافتين إلى أنه ربما تؤثر المنتجات والخدمات الرقمية على حياتنا بطرق يصعب قياسها. أو يمكن أن تكون التقنيات الرقمية، مثيرة لتغيرات جديدة، وليست مجرد أدوات تحويلية مثلما كانت التقنيات التي تم ابتكارها من الفترة ما بين 1870 و1970.
ويتكهن بعض الاقتصاديين بأنها مجرد مسألة توقيت، قبل أن تظهر فجوة كبيرة بين القبول الواسع النطاق للتكنولوجيا التحويلية الرئيسية وتأثيرها على الإنتاجية والنمو الاقتصادي.
ومع الاعتراف بمزايا هذه التفسيرات المختلفة، يجادل تشيزبرو بأن «جذور المشكلة تكمن في كيفية إدارتنا والاستثمار في الابتكار، سواء داخل المنظمات الفردية أو في المجتمع الأكبر».
وبتلخيص الأطروحة الأساسية للكتاب، بدءا من تعريف الكاتب لمفهوم «الابتكار المفتوح» في الأساس، يمكن القول إن «الابتكار المفتوح» يعني أنه بدلا من القيام بكل شيء داخل الجدران الأربعة للشركة الواحدة، يتم إنشاء الابتكار عن طريق الوصول إلى المعرفة الخارجية وتسخيرها واستيعابها عبر الشركات المتعددة، وتبني التقنيات الجديدة لتدفق أو خروج الأفكار.
ولكن، لا يكفي مجرد إنشاء أو تحديد موقع الابتكار المفيد، حيث يجب أن تعمل البنية التحتية المبتكرة بشكل جيد عبر ثلاثة أبعاد حاسمة لنجاح مفهوم الابتكار المفتوح بين عدة شركات، وهي:
1. التوليد: ويبدأ بالاكتشافات التكنولوجية الجديدة العملية، التي لا تفيد في هذه المرحلة سوى عدد قليل من المستخدمين الأوائل.
2. النشر: فبعد انتشار الاكتشافات الجديدة في جميع أنحاء المنظمة، تظهر مجموعات الابتكار المعروفة باسم آر أند دي (R&D)، والتي تتطور لأول مرة إلى نموذج وحدات الأعمال وتأخذ الابتكارات الجديدة وتنقلها إلى السوق.
3. الاستيعاب: وهنا يتم تضمين المنتجات والخدمات الجديدة في الوحدات التنظيمية ونماذج الأعمال التي يمكنها توسيع نطاق الابتكار والحفاظ عليه في جميع أنحاء الاقتصاد.
ويقدم الكتاب عددا من التوصيات لإعادة التفكير في الابتكار المفتوح من أجل تحقيق نتائج أعمال أفضل. وتشمل هذه التوصيات:
1. دعم الابتكار المفتوح من الخارج إلى الداخل. حيث يتم الاعتماد على الشق الخارجي من الابتكار المفتوح في عدد من المراحل- على سبيل المثال، تحديد المصدر المفتوح، التعاون، الترخيص، الاستحواذ -والذي يعني هنا تولية أكبر قدر من الاهتمام للبحث الأكاديمي والممارسات التجارية-.
2. التركيز على الابتكار من الداخل إلى الخارج، وهو أمر غير منتشر جيدا حتى الآن، وهو مهم أيضا، حيث يجعل الابتكار من الداخل إلى الخارج من الممكن الحصول على قيمة أعلى من التقنيات والمعارف غير المستخدمة أو غير المستغلة بالكامل من خلال الخروج من نطاق المؤسسة الواحدة ودعم المشاريع المشتركة أو المساهمات في مشروع مفتوح المصدر.
وفي نموذج الأعمال القديم، ارتبطت الشركات بشكل عام بالابتكار الداخلي مع تطوير تقنيات جديدة داخل منظمة البحث نفسها، مع النظر إلى نموذج الأعمال الواحد على أنه أمر ثابت.
لكن هذا قد تغير، حيث أصبحت نماذج الأعمال أكثر تكيفا وانفتاحا بما يسمح للشركات المتعددة بالحصول على قيمة أكبر من ابتكاراتها التكنولوجية، وتزايد الاهتمام بالابتكار في نموذج الأعمال في عدد من المجالات، بما في ذلك إطلاق المنصات ذات الوجهتين ودعم المزيد من الشفافية في المنتجات والخدمات.
3. تقليل نفقات المزيد من الخدمات، فمن خلال خدمات الابتكار المفتوح، يمكن ابتكار خدمات بمقدورها تجنب إنفاق أموال على أعمال خدمات متكررة، وبالتالي تجنب تحديات الوقوع في فخ شراء السلع غير الضرورية.
فعلى سبيل المثال، بدلا من بيع محرك نفاث لدى شركة ما، على سبيل المثال، يمكن للشركة أن تؤجر المحرك للشركات الأخرى، وتقدم خدمات «الطاقة بالساعة» مع فرصة زيادة المبيعات وتقليل نفقات خدمات بعد البيع، وقطع الغيار، والمزايا الأخرى التي تتراكم خلال التشغيل لعدة عقود طول عمر المحرك.
وبالإضافة إلى الشركات الفردية، فإن الابتكار المفتوح يشمل بشكل متزايد البيئة المحيطة، بما في ذلك الشبكات والنظم البيئية للمنظمات التي تلعب أدوارا مختلفة في عملية الابتكار.
ختاماً، يقول تشيزبرو: «ببساطة، سيصبح تصميم وإدارة مجتمعات الابتكار أكثر أهمية لمستقبل الابتكار المفتوح. وهذا مهم لكل من الشركات والمجتمع الأكبر الذي تعمل فيه هذه الشركات. ومن أجل ازدهار الابتكار المفتوح، فنحن بحاجة إلى بناء النظم البيئية للمنظمات المبتكرة المفتوحة ودعمها».