وبعد فترة لاحظت صديقتي أن الطفل بدأ يتجاوب مع أقرانه بممارسة الأنشطة الجسدية عن طريق اللعب والرقص الذي كان له دور فعّال في استعادة نشاطه. في المقابل، ذكرت لي صديقتي أن بعض الأمهات يضعن أطفالهن في الحضانة باصطحاب الخادمات. مع أن وجود الخادمة مخالف للأنظمة، إلا أن بعض الأمهات لا يشعرن بالراحة إلا بوجود الخادمات مع أطفالهن. تحاول صديقتي رفض وجود الخادمة كلياً، ولكن تضطر للسماح بتواجدها لمدة ساعات محدودة حتى ينخرط الطفل مع أقرانه فتغادر الخادمة المكان. ومن ضمن المشاكل التي واجهتهم هو أن إحدى الخادمات اختلقت قصصا مُدعية أنها تحدث في الحضانة لغرض في نفس الخادمة. هذه القصة جعلتني أتأمل مدى ثقة الخادمة بأم الطفل وكيفية ضمان تصديق الأُم لها حتى بوجود الكاميرات. للأسف بعض الأمهات تعطي الثقة العمياء للخادمات مما يسبب وقوع الأُم ضحية هي الأخرى تحت سيطرة الخادمة.
العبرة مما ذكرت هو أننا في بعض الأحيان نمارس أموراً تربوية مع أطفالنا معتقدين أنها سليمة وطبيعية ومتعارف عليها. ولكن في المقابل نحن ننجرف مع اعتقاداتنا وثقتنا بالوسائل التربوية المتوفرة حتى ننصدم بالنتيجة التي تكلفنا الكثير. الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية والاتكال على الخادمة للاهتمام بأطفالنا من الأمور التي استسهلها البعض مع الأسف. فحضن الأُم لا يعادله حضن آلاف الخادمات وصوتها لا يعادل أصوات موسيقى الرقص التي تجذب الأطفال في تلك الأجهزة. لذلك، أيتها الأُم لا تقعي ضحية مغريات الحياة وتهملي طفلك فالندم بعد النتائج -لا سمح الله- خانق.
@fofkedl