علينا أن نتعلم ونُعلّم أنفسنا وأبناءنا أن الآراء ليست أحكاما مطلقة وأن طرق التعبير عنها لها آداب ومؤشرات تساعد على الإثراء المعرفي لا خلافه. فالنطق بالرأي لغة مفيدة تساعد المتلقي على البحث أو الاستفسار حتى يصل إلى مبتغاه العلمي أو المعرفي. لذلك، علينا أن نتعلم آداب طرح الحوار وكيفية التعبير عن الرأي دون المساس بالخطوط الحمراء، وذلك احتراما للأطراف الأخرى. للأسف جهل البعض بأدبيات الحوار جعلنا نتحاشى الإفصاح عن آرائنا خوفا من التصنيف، أو التأويل أو غير ذلك. وأخيرا، أتمنى أن يكثف المهتمون من الأكاديميين والمدربين والمختصين جهودهم في نشر أهمية سُنة الاختلاف والحكمة من جعلها متنوعة في مجالات عدة بين البشر. وذلك بطرح الدورات وتخصيص محتويات منهجية في التعليم العام والجامعي بشكل يساعد العقل على التفكر والتأمل والتدبر في سُنة الاختلاف كما أمرنا الله تعالى. وكذلك ثقافة تقبل الآراء واحترامها وخطورة تأويل الرأي إلى أحكام مطلقة تؤدي إلى التنافر والعدائية بين البشر.
فالاحترام والتسامح والتماس الأعذار من منظومة الأخلاق الإسلامية التي من المفترض أن نتعامل بها لا بعكسها حينما تغلبنا الغيرة والحمية فتكون ردة الفعل مخالفة لمنظومة الأخلاق. أتمنى أن تكثف محتويات المناهج التعليمية بثقافة احترام الاختلاف خاصة ونحن نفتح أذرعنا لاستقبال العالم المختلف متطلعين إلى رؤية بلادنا.
@fofkedl