وتشكل قرية «الكلادا» علامة استفهام كبرى لمعنى الاسم، والأقرب في بعض المرويات، أن «الحارث ابن كلدة» يستمد نسبه منها، واشتهرت القرية من خلال مهارته في الطب، حيث عاش في العصر الجاهلي وأدرك الإسلام.
ويقال إن ابن كلدة الذي ذاع صيته باسم «طبيب العرب»، واكتسب خبرة الممارسة في معرفة الداء والدواء، باستخدام الأعشاب الطبية الموجودة في الوادي المحيط بقرية الكلادا، قبل أن يسافر إلى بلاد فارس وغيرها، وحتى عودته.
» موقع «الكلادا»
تقع القرية على الضفة الشمالية لـ «وادي السياييل» إلى الجنوب من محافظة الطائف، وتُعد إحدى أهم القرى الأثرية في المنطقة، متربعة على قمة جبل، يُعرف باسمها، يعلوها جزءان من مباني الحصون القديمة، التي كانت تستخدم قبل أكثر من 5 قرون لحماية القرية من الاعتداء، ويوجد مدخل صغير بجانب الحصن الأيمن ومدخلان في الجهة الشمالية.
ويتضح من اختيار مواقع حصون ومباني القرية على انحدار الجبل من الجهة الشرقية، على إستراتيجية حربية تتميز بالذكاء، والتي كانت تكشف محاولات اقتحامها في الوقت المناسب، إضافة إلى أن هناك تقاربًا وتلاصقًا شديدًا بين جدران المنازل، الذي يدل على ترابط السكان وقوتهم في بناء هذه المنازل، على قمم الجبال الشاهقة والمرتفعة، بالحجارة الصخرية الضخمة.
» شخصية القرية
اقترحت هيئة السياحة والتراث الوطني لجنة علمية لمتابعة دراسة القرية، في الجوانب الأثرية والاجتماعية والهندسية والأركولجية والأنثربيولوجية، باعتبار وضعها في معالم التراث العمراني، وتم رصد أبرز أنماط الهندسة في المظاهر المعمارية، والتي حددت ملامح شخصية هذه القرية، ثم دخولها في مشروعات الترميم والتأهيل والاستثمار لهذا الموقع التاريخي المهم.
ومرت هذه القرية بأزمان متعاقبة أظهرت معالمها على واجهات المنازل، ولكنها تهدمت بسبب قسوة عوامل التعرية، في أسبابها المتعددة في العقود المنتهية، عدا بقايا أسوار بنيت من الحجر، كما أنها تعد منطقة واعدة في السياحة الزراعية، التي يمكن استثمارها، وقد اشتهرت المنطقة قديمًا، بإنتاج نوعية العسل الذي يمتاز بجودة عالية، حيث يتغذى النحل برحيق الزهور الجبلية.