DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الأخدود».. حضارة 25 قرنا لم تبح بكل أسرارها

آثار ورماد وعظام سوداء تشهد على قصة حرق أصحابها

«الأخدود».. حضارة 25 قرنا لم تبح بكل أسرارها
تعرف مدينة الأخدود التاريخية سابقا باسم «رقمات»، وهي مدينة ذكرت في القرآن الكريم، تعود لعصر مملكة حِمير، وتقع على ضفاف وادي نجران، تبلغ مساحتها 4 كيلو مترات مربعة على الحزام الجنوبي لوادي نجران.
» نقوش وأحجار
وتعد «الأخدود» من المواقع الأثرية الغنية والمهمة في شبه الجزيرة العربية، ومن أهم المعالم الحضارية السياحية، التي تحتوي على العديد من الكتابات والنقوش على الأحجار، والتي يعود تاريخها إلى الفترة التي تلت ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
» قلعة حجرية
ويذكر أحد زوّار المدينة عيسى الفيفي، أنه لاحظ أثناء زيارته للمدينة أنه لم يبق منها في الوقت الحالي سوى قلعة بنيت من الحجارة يحيط بها سور ولها بوابة من الجهة الغربية، موضحا أن هذه القلعة تبين الفترة الرئيسة للاستيطان بالمكان، إذ يرجع تاريخها كما ورد في بعض المراجع لقرابة عام 535.ق.م، أي قبل حوالي 25 قرنا من الزمان.
» حريق هائل
وقال الفيفي: رغم مرور فترة زمنية قديمة سبقت البعثة النبوية الكريمة، ما زالت العظام الهشة السوداء والرماد الكثيف يشهدان على الحريق الهائل الذي أصاب أهل مدينة الأخدود، وإلى الآن تروِي تلك الأطلال وبقية المباني الضخمة وبقايا آثار الأخدود من الحجارة الضخمة والنقوش لزائرها قصة أصحاب الأخدود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وما حصل لهم من العذاب والحرق لِيُصرفُوا عن دينهم.
» غموض وأسرار
وأضاف، نُشِرت بعض الصور لعظام بشرية باقية من آثار هذه المحرقة التاريخية، وصور أخرى لآثار الرماد والعظام المتبقية حتى اليوم، ويشير علماء الآثار في منطقة نجران إلى أن المنطقة الأثرية تحتاج إلى ما يقرب من 30 عاما لمعرفة جميع أسرارها، وأن ما تم اكتشافه حتى الآن لا يمثل إلا جزءا من آثارها ومعالمها، وما زال يكتنفها الغموض والأسرار رغم عمليات التنقيب والحفر المتواصل التي استمرت لمدة عشرة أعوام متتالية.
» الصبر والثبات
واختتم حديثه قائلا: قمت برحلة لهذه المدينة الأثرية، ورأيت بعيني تلك المدينة الأثرية القديمة، التي كنت أسمع عنها فقط من الصفوف الأولية عندما حفظت سورة البروج، فرأيت العجب في حجارة مبانيها الضخمة، وكذلك نقوشها بخط المسند، ورسومها التي لم يمحها مرور الزمن، كذلك رأيت آثار التنقيب للبحث عما تحتضنه هذه القلعة من تراث، وقمت بزيارة متحف الأخدود والتقطت بعدستي بعض الصور لبعض الأواني التراثية القديمة التي عثر عليها مدفونة داخل القلعة والمصنوعة من الفخار، كذلك التقطت عدة صور لقلعة الأخدود التراثية القديمة، وزودني الإخوة في المتحف ببعض الكتب والمنشورات عن الآثار ومعالمها بالمدينة وغيرها من الآثار بمنطقة نجران، والزائر لهذه القلعة والآثار القديمة يعتبر ويتعظ بما يشاهده، فقد ضرب أهلها أروع المثل في الصبر على الأذى، والثبات عند البلاء، والاستقامة على الدين رغم ما يرونه أمامهم في الأخدود الموقد بالنيران ولهيبها وسعيرها.