DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لا تخسر فرص التحليق عاليا

لا تخسر فرص التحليق عاليا
ما لا تراه في هذا العالم أقوى بكثير مما تراه، وما هو مدفون أسفل الأرض هو السبب فيما يبرز فوق الأرض، والجزء الصغير من الجليد يستند لجبل ضخم مخفي عن الأنظار.
بالرغم من ذلك يؤيد الكثير عبارة «it’s the matter that matter” فلا شيء يهم غير الأمر الملموس، وهذه هي الترجمة المبسطة لمفهوم المادية، الذي يسلم فقط بالواقع الحقيقي للمادة، ويمنح أهمية للقوة المادية، رغم أن التشبث المفرط في عبادة المحسوس كان السبب الأقوى وراء الفساد الأخلاقي وانهيار الحضارات، وسيزداد فهمنا لأبعاد الآية الكريمة «يعلمُون ظاهِرا مِن الحياةِ الدُنيا وهُم عنِ الآخِرةِ هُم غافِلُون» حين نتأمل المعلومة البالغة القيمة التي صرح بها العالم الفيزيائي كارلو روبيا والحاصل على جائزة نوبل عام ١٩٨٤ حيث يقول «إن العلاقة بين كميات الطاقة (الفوتونات) وجسيمات الكتلة (النواة) هي تقريبا الف مليون إلى واحد»، وهذا يعني أن المادة المرئية لا تشكل أكثر من جزء واحد من مليار جزء من الكون الموجود، وهذه الذرة من المادة الملموسة هي الواقع الذي يختنق فيه الماديون، أي أن المادية حالة من المفهوم الشديد الضيق لاحتمالات الوجود، أما المؤثرات الغيبية فهي الأكبر بنسبة ضخمة لا تقارن، ومع ذلك يخبئ الماديون رؤوسهم في تلك النقطة، متعامين عن الأبعاد غير الملموسة، فكل ظاهرة تواجههم يخضعونها للميزان العلمي وينفون قوة ومصداقية المقياس الغيبي.
ترتكز عقيدتنا الإسلامية على قوة الإيمان بالغيب، والذي يضم بداخله إيمانك بالمادة، على أنها جزء ضئيل من الحقيقة اللامرئية، مما يمنحك مساحات لانهائية من الكينونة المتجددة، ويحرر طاقاتك من ضيق الحيز المادي، ويحذرك من مصير تلك اليرقة التي بقيت مرهونة بالحالة اليرقية، وخسرت بعنادها فرص التحليق عاليا كفراشة حرة في السماء.