لاكتشاف الإجابة بشكل أعمق استحضر تلك الأوقات التي تنتابك فيها حالة من الهدوء الداخلي التام، وحينها ستدرك أن العالم الخارجي مهما استمر صخبه، ومهما ازدحمت المشاعر الداخلية، فأنت الثابت الوحيد الذي يختبر كل ذلك، ويبقى على مساحة مراقبة واعية بكل ما يمر به.
الفيلسوف ديكارت قال يومًا: «أنا أفكر إذن أنا موجود»، ولكنك حين تمر بتجربة السلام الذهني السابقة ستعي بعمق أن وجودك لا يقتصر على فعل التفكير كما أسلف ديكارت، فالأفكار بإمكانها أن تتوقف، أو أن تكون مفعمة بالضجيج، فبعض الأحيان تنتابك حالة صخب فكري تجعلك تتذمر صائحًا «عقلي سيقودني للجنون، عقلي لايصمت»، فمن الذي يرصد تلك الأفكار؟.
مادمت تسمع صدى أفكارك في الداخل، فذلك يعني أنك مدرك لوجودها، وبإمكانك التخلص من طنينها، فما هي علاقة الفاعل بالمفعول الموجودة بينك وبين أفكارك؟.
أنت الفاعل والأفكار عبارة عن شيء تستطيع أن تنفصل عنه لتعي وجوده، ولهذا فأنت لست أفكارك، بل أنت ببساطة مدرك لأفكارك، وأنت لست مشاعرك لأنها تأتي وتذهب وأنت من يختبرها، وفي النهاية ستصل لنقطة في داخلك تكتشف معها أنك أنت المجرب لكل ذلك، وحينها ستخطو الخطوة الأولى في وعي ذاتك الجوهرية.