DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«ما نقاومه يستمر»

«ما نقاومه يستمر»
«ما نقاومه يستمر»
لمى الغلاييني
«ما نقاومه يستمر»
لمى الغلاييني
تُكرر كتب التنمية عبارة «قد يكون عدم الراحة إجباريًا، لكن المعاناة اختيارية»، وإذا أعدنا صياغة التعبير فيمكننا كتابتها كمعادلة (المعاناة = عدم الراحة * المقاومة).
وهي توضح أن عدم الراحة لا يستلزم المعاناة، لكن المعاناة تأتي في زيادة المقاومة لأي حدث جديد؛ لأننا إذا اخترنا عيش حياة نسعى فيها لتوسيع حدودنا والعثور على شغفنا، فسيزداد معدل عدم الراحة، ولا يعني هذا ازدياد المعاناة، فالمعادلة السابقة تشترط عاملًا اختياريًّا يزيد من الشعور بالمعاناة وهو المقاومة، فدرجة مقاومتنا للحدث توازي درجة ما نشعر به من توتر ومعاناة، وهذا ما قصده كارل يونج بمقولته «ما نقاومه يستمر»، فطبقًا لعمل الدماغ سنجد أننا إذا قاومنا أمرًا ما فإننا نصبّ تركيزنا عليه، ومحاولتنا عدم التفكير في الفيلة الوردية تجعلنا نستحضرها على شاشاتنا الذهنية فوريًا.
وقد تتخذ المقاومة العديد من الأشكال، كالقلق بشأن ما يجب أن تكون عليه الأمور، أو التحسّر المستمر عما كانت عليه سابقًا، وزيادة الاستياء بما آلت إليه بشكل لا يتفق مع توقعاتنا، أو القلق بشأن ما سيحدث، وربما الحكم بعنف على ما نمر به وردّة فعلنا الساخطة عليه.
من أولى الخطوات العلاجية في تخفيف المقاومة: الإنصات للجسد واكتشاف طبيعة المشاعر المتواجدة، وهذه العملية تخدم أمرَين، فهي تبعد الناس شيئًا ما عن الانغماس في دوامة أفكارهم، وتساعدهم على ملاحظة التوتر المصاحب للمقاومة.
عندما يكون هناك توتر في أجسادنا، فذلك دلالة على أننا نقاوم ما يحدث بشكل معيّن، فامنح بعض الوقت لتأمل ما يحدث داخلك، واشعر بتحوّلات جسدك، وحاول تحديد منطقة التوتر دون التخلص منه، فذلك يشكّل مقاومة ستزيد من تواجده، ثم راقب بانفصال حيادي ما يدور في عقلك من أحكام أو ردّات أفعال، هل تحاول التمسك بشيء؟ هل شعرت بوجود مشاعر لا تروق لك؟، جرّب الاستماع لها بهدوء وبدون أحكام، وستساعدك هذه الآلية في الانتقال من نطاق المقاومة نحو التقبّل؛ الأمر الذي سيؤدي تلقائيًا لتخفيف المعاناة.