صحيح أن التعنت الإسرائيلي كان عصا غليظة في دولاب كل الحلول الممكنة والمعقولة، ولكن الرؤية السعودية، كانت ولا تزال ترى أن السلام الشامل، لا بدّ أن يسبقه إنهاء كامل لكل الاحتلالات الإسرائيلية لأي أرض عربية، وهذه تحتاج بالمقام الأول، لزعيم إسرائيلي «شجاع» على قدر الشجاعة العربية التي مدت أيديها للسلام أكثر من مرة.
كانت المملكة ـ ولا تزال ـ عبر كل المواقف، الخيمة الحاضنة للقضية الفلسطينية، تقدم كل الدعم والجهد، رغم «الجعجعات» المتناثرة المثارة حاليًا حول ما توصف بأنها «صفقة القرن» على حساب القضية والشعب الفلسطيني الشقيق، من قبل جهات هي أول من فرطت في «القضية» وأقامت علاقات بأشكال متعددة مع الكيان المحتل، بل كانت أبواقها وأذرعها الإعلامية، أول من أدخلت قادة ومسؤولي هذا الكيان إلى بيوتنا العربية، وعلى الهواء.!
وهنا، كان ما كشفه سفير فلسطين في الرياض، مؤخرًا، من أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد للرئيس محمود عباس، أن المملكة لن تقبل أبدًا إلا ما يقبله الفلسطينيون أنفسهم، وسترفض ما يرفضونه هم أولًا، وأن المملكة لن تقبل أي خطة سلام، تهمل الموقف الفلسطيني بشأن وضع مدينة القدس المحتلة، وعودة اللاجئين، دليلاً آخر، وبلسان فلسطيني رسمي، يدحض كل المزاعم والأكاذيب التي يتم الترويج لها لتشويه الموقف السعودي الناصع تاريخيًا وأزليًا.
سياسة المملكة لا تعرف المساومة، ولا اللعب من تحت الطاولة، وقادة المملكة منذ تأسيسها يعرفون جيدًا كيف تكون المواقف المبدئية، التي ربما لا يسمع عنها بعض الصغار.!