DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هذا الكلام سخيف لعقلك

هذا الكلام سخيف لعقلك
طبيعة الإنسان وطبيعة عقله هي البحث، وأن يطوف دومًا ساعيًا نحو شيء ما أو إجابة ما، في حين أن الجواب الذي يحتاجه موجود حوله، فكل شيء يتواجد بجانبك، وكل الإجابات تكمن بداخلك؛ لأن الكون مبني على هذا الشكل، ولذلك ستطوف بلدانًا بعيدة ساعيًا وراء شيء ما، ظانًا أنك ستجد ضالتك في تلك الأماكن، لكنك في النهاية ستعود إلى نفسك، وإذا أدركت هذا الأمر، فستوفر سنوات من البحث الفارغ والهدر العبثي للقوى وللوقت.
لابد أنك واجهت هذا المفهوم من قبل عدة مرات، ورغم ذلك كنت تعود لتركض نحو مكان ما أو امتلاك سلعة ما، وعقلك هو الذي يركض وأنت تتبعه، ولهذا تأتي أهمية التأمل الموجّه تحديدًا نحو تهدئة العقل، والذي سيحتاج منك صبرًا ووقتًا للتدرب لتحقيقه، وتعلم الجلوس باسترخاء ومراقبة تنفسك ورؤيتك وسمعك، مع شعورك بكل ما يحدث في عقلك في نفس الأوان، ولن يكون ذلك هدرًا فارغًا للجهد والوقت، فكل دقيقة تأمّل ستودع الكثير في خزينة كنوزك النفسية.
يبدو هذا الكلام بالنسبة لعقلك سخافة بحتة، لأن العقل موجّه دومًا نحو البحث وتحقيق الهدف، بينما أنت هنا لا تعرض عليه شيئًا، وهذا الأمر سيثير استياءه ويدفعه لزرع الشك فيك، ويهمس لك بأنك لستَ على حق في قيامك بهذا العمل.
لمزيد من التوضيح، يمكننا أن نصف التأمل بالعملية التي تسمح فيها لعقلك بالتنزه وتبقى أنت مراقبًا لتحركاته ليس أكثر، فأنت من جهة تحاول أن تحافظ على عقلك فارغًا وهادئًا، ومن جهة أخرى تسمح للأشياء بالظهور فيه، وعندما تخطر ببالك فكرة ما فإنك تنظر إليها ببساطة وتراقب ظهورها واختفاءها، وإذا ظهرت مخاوف فإنك تتأملها دون تدخّل أو رغبة باتخاذ إجراء ما تجاه الأمر، فلا تزله ولا تقاومه، بل اسمح له بالتواجد، وستلاحظ أنك عندما تنظر إلى الخوف فإنه يتحوّل أو يصغر، فهو لا يهدف لشيء غير استرعاء انتباهك للرسالة التي يريد إيصالها، وستصل لهذه النتيجة بعد زمن من ممارسة التأمل وتهدئة ذلك العقل المتأرجح بأفكاره بلا توقف كالقرد بين الأشجار.