DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الردح وبضاعة الخاسرين

الردح وبضاعة الخاسرين
حينما كانت المملكة تتبع سياسة النفس الطويل، وتتأنى كثيرًا في ردود أفعالها، لم تكن تلك السياسة الحكيمة تعجب العديد من الأطراف التي تدّعي المقاومة والممانعة، وقد استثمرتْ بعض القوى الصغيرة والهامشية التي تحلم بدور أكبر من حجمها، وتحلم بارتداء ملابس الكبار، استثمرت حلم السياسة السعودية في التكابر عن صغائر القوم، فراحت تبني لذاتها مجدًا مزعومًا، ولكن على قاعدة من تراب، ولم تتصور أن يأتي اليوم الذي ستهب فيه عواصف التغيير لتحرك ذلك التراب، لتسقط من فوقه بالتالي أوهام قصور الكراتين، وأبنية الزيف الإعلامي الذي يشيد صروحه بصخب الحناجر. وحين دخلت المملكة مع سلمان الحزم مرحلة التجديد، وسياسات الحزم التي تتعاطى مع الأحداث والوقائع بمنطق القوة في الحق والصرامة في الأداء، أيضا لم تعجب هذه السياسة ذات التيار الذي كان بالأمس يطالب بها؛ لأنه في الأساس ما كان يريد دورًا سعوديًا لا متأنيًا ولا حاسمًا، بقدر ما يريد من هذه القوة أن تبقى في خانة بنك يمول أوهامهم، لأنه يدرك أن قوة المملكة في الحالين ستفسد طبخاتهم، وستضعهم في حجمهم الطبيعي حتى في أوساط جماهيرهم التي تنخدع بخطابهم الراديكالي الذي لا يعدو كونه صراخًا في واد.
لذلك عندما أخذتْ شخصية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مكانتها الدولية على ناصية الأحداث والمنجزات بوصفه عراب التحديث السعودي الذي دفع به خادم الحرمين الشريفين لتولي دفة التغيير في البلاد، وعندما تجاوز هذا الشاب بقدراته الفذة على الإنجاز، ومهاراته وبراعته في قيادة عمليات التحديث، وإدارة الدور السعودي بما يوازي مكانته العربية والإقليمية والإسلامية والدولية، أصبح حضور هذا الشاب الذي ملأ إطار الحضور السعودي بمنتهى الكفاءة هو الشغل الشاغل لتيارات المقاومة والممانعة الوهمية والإسلام السياسي والمرعوبين من إمكانية إعادتهم إلى أحجامهم الطبيعية، ودك حصونهم الواهية التي شيّدوها في ظل حلم السياسة السعودية وبالها الطويل، قبل أن يصل التمادي إلى غايته ليدفع سلمان الحزم إلى وضع الأمور في نصابها، وتسمية الأشياء بمسمياتها. واسترداد عنان القيادة، مما أوغل الصدور أكثر فأكثر، فلم تجد مقابل ما تشعر به من توهان الخطى سوى ركوب موجة الأضاليل، وترويج الأكاذيب عبر الحسابات الوهمية في مواقع التواصل، حتى بلغتْ التفاهة والخسران حد توظيف الشأن الرياضي في تصفية الحسابات السياسية، وهي بضاعة الخاسرين كما نعلم.