DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الكلاسيكو» سيفقد الكثير من هويّته بعد اعتزال كريستيانو وميسي

«الكلاسيكو» سيفقد الكثير من هويّته بعد اعتزال كريستيانو وميسي
لا يكاد يخلو برنامج تليفزيوني في مختلف القنوات الرياضية حول العالم من المقارنة بين الأيقونة البرتغالية كرستيانو رونالدو والأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، حيث يراهما البعض أفضل لاعبين في تاريخ كرة القدم نظير المستويات الكبيرة التي قدّماها طيلة السنوات الماضية.
فعلى سبيل المثال، طرح البرنامج الإسباني الشهير «التشرنجيتو» في حلقته التي سبقت كلاسيكو الأرض الأخير بين ريال مدريد وبرشلونة حول قوّة الكلاسيكو في الفترة القادمة التي لن يتواجد فيه اللاعبان بعد اعتزالهما كرة القدم، ومدى تأثير ذلك على حدّة المنافسة بين الفريقين وعوائد النقل التليفزيونية الضخمة التي حصلت عليها الليجا الاسبانية في العشر سنوات الماضية بسبب تواجد الغريمين الأزليين في الدوري الاسباني، حيث ذكر البرنامج أن الكلاسيكو سيفقد الكثير من هويّته- بلا شك- بعد انتهاء المسيرة الكروية لكليهما.
فبالرغم من صعود العديد من النجوم الصاعدة إلى سماء الإبداع في مختلف الدوريات الكبرى، ووجود الثنائيات المشابهة للصراع الأزلي بين ميسي ورونالدو، إلا أن أوجه المقارنة بين تلك الصاعدة وما يحدث بين نجمي برشلونة ومدريد تكاد تكون معدومة، فصلاح وكين في البريميرليج وإيكاردي وهيجوايين وغيرهما، ثنائيات لا يمكن من خلالها مقارنتها مع ما يحدث بين الأسطورتين وما يفعلانه من تحطيم لكافة الأرقام القياسية في عالم كرة القدم.
ففي هذا الموسم على سبيل المثال، نجد ليونيل ميسي متفوّقاً على رونالدو من حيث تحقيقه للقب هدّاف الليجا الاسبانية، بينما نشاهد كرستيانو متصدّراً لذات المشهد في بطولة دوري أبطال أوروبا، كما أن اللاعبين استطاعا إحراز هدف لكل فريق في الكلاسيكو الأخير الذي احتضنه ملعب الكامب نو الأسبوع الماضي.
وحول إمكانية قيادة أحد هذين الأيقونتين لمنتخبي بلادهما للحصول على لقب كأس العالم القادمة في روسيا، اختلفت تلك الآراء حول إمكانية حصول الأرجنتين أو البرتغال على لقب كأس العالم من عدمها، في ظل تطور العديد من المنتخبات والمرشّحة بقوة للفوز باللقب في نسخته الحادية والعشرين، إلا أن الجميع قد أجمع على أن النسخة الحالية قد تشهد الظهور الأخير لصاروخ ماديرا، والبرغوث الأرجنتيني مع منتخبي بلادهما على الأقل في نهائيات كأس العالم، وبالتالي فإن العد التنازلي قد بدأ لوداع كرة القدم لهذين الاسمين الأكبر في تاريخ المستديرة بعد تخطّيهما حاجز الثلاثين، لكنه من المؤكّد أنهما قد صنعا من السنوات العشر السابقة أحد أجمل حقب تاريخ كرة القدم وأكثرها إثارة على الإطلاق من حيث اقتسام البطولات الفردية والجماعية وكسرهما للأرقام القياسية.
وقد حقّق اللاعبين 10 كرات ذهبية بالمناصفة بينهما منذ عام 2008 ، بالإضافة إلى تحقيقهما لقب دوري الأبطال 8 مرّات بالتساوي أيضاً ، وكذلك اقتسامهما لجائزة الحذاء الذهبي أربع مرّات لكلٍ منهما ، ناهيك عن الأرقام الأخرى مثل هدّاف الدوري أو هدّاف دوري الأبطال أو أفضل لاعب في أوروبا أو الليجا الاسبانية والذي يشهد كل عام تنافس حقيقي بين اللاعبين في مختلف البطولات عبر الإنجازات الفردية أو الإنجازات الجماعية.
فعلى سبيل المثال ، تجد ميسي الهدّاف التاريخي للدوري الاسباني ، ورونالدو هو الوصيف ، وعندما تتّجه إلى عصبة الأبطال تجد كرستيانو هو المتصدّر وميسي هو الوصيف، وهو ما اعتبره النقاد الرياضيون التنافس الأكبر في مختلف الرياضات الجماعية على مرّ العصور.
وقلّما شاهد التاريخ صراعات ثنائية كتلك التي يشاهدها العالم حالياً بين حارس قلعة برشلونة، وحامي أسوار مدريد، حتى أن وجه المقارنة في الصراع التاريخي الحاصل بين الأرجنتيني مارادونا والبرازيلي بيليه ، وبينهما بات يفتقد إلى لغة المنطق، فمارادونا وبيليه لم يتواجها لمرّة واحدة في أي مباراة رسمية، بالإضافة إلى أن هناك بونا شاسعا بين المستوى الكروي التي كانت عليه في الستينيات والسبعينيات وأواخر الثمانينيات، وبين كرة القدم التي نشاهدها في أواخر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
ولم ينته التنافس بينهما إلى هذا الحد، فقد اقتسما عقود الرعاية من الشركات الرياضية الكبرى بالمناصفة، بالإضافة إلى راتب اللاعبين الذي شهد صراعاً في السنوات الخمس الماضية، فما إن ترفع إدارة برشلونة راتب ميسي حتى ترد إدارة ريال مدريد الصاع صاعين بمضاعفة الراتب وحقوق الرعاية، التي بدورها تقوم إدارة برشلونة بالرد برفع راتب ميسي.. وهكذا دواليك.
وبالرغم من التنافس الشديد بين ميسي ورونالدو، وما يثيره التعصّب الأعمى من نقاشات وأمور تتعدى إطار الذوق العام، بل تصل إلى الكذب والإدّعاءات الباطلة بين عشّاق النجمين، إلا أن اللاعبين يكنّان الاحترام المتبادل لبعضهما، وقد ظهر ذلك جليّاً في العديد من المناسبات، منها تهنئة ميسي لكرستيانو وعائلته بعد حصول الأخير على الكرة الذهبية عام 2014، والتّأكد من سلامته بعد إصابة رونالدو في كلاسيكو الإياب عام 2013، كما أن الدون بادله نفس الشعور، حينما توجّه إلى ميسي سائلاً إيّاه عن الإصابة التي لحقت بوجهه في الكلاسيكو الأخير للمدرب السابق لويس انريكيه عام 2017.