فاطمة علي - الدمام

«السكينة»: السعودية تحول دون انجراف اليمن إلى «عراق جديد» يتحرك فيه الإرهاب

خصصت حملة السكينة لتعزيز الوسطية على موقعها الإلكتروني صفحات تبين الموقف الشرعي الداعم لعاصفة الحزم، التي قادتها المملكة العربية السعودية مع دول التحالف الإسلامي ضد الخطر الحوثي. وأوردت «السكينة» في تقرير خاص بها، موقف السعودية في منظومة الدول الإسلامية للتصدي للخطر الإيراني؛ أن الفضل يعود - بعد الله - إلى المملكة العربية السعودية في أمرين أساسيين:أولهما: صمودها في وجه التمدد الإيراني، خاصة منذ ثورة الخميني التي دعمها الغرب ومكّنها من قلب نظام الشاه في ظرف قياسي. وقد أسس الخميني نظامه على معاداة العنصر العربي وتصدير عقيدة “ولاية الفقيه” إلى العالم العربي بهدف قلب الأنظمة وإقامة أخرى موالية له وتدور في فلكه، وتخصص إيران إمكانات مالية ضخمة لنشر هذه العقائد داخل البلدان العربية وفي أوساط الجاليات المسلمة في أوروبا. ثانيهما: تشكيل تحالف عربي عسكري تحت اسم “عاصفة الحزم” للقضاء على الخطر الإيراني الذي يتمدد في اليمن وبات يشكل تهددا مباشرا للمصالح العربية وأمن الدول، خصوصا إذا علمنا سعي إيران للتحكم في المضايق البحرية التي تشكل المنافذ الرئيسة للملاحة البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر، وهما شريان الاقتصاد العالمي.وحسب محللين، فإن إيران تحيي “دولة الطائفة” وتقتل “دولة المواطنة” القائمة على التعايش السلمي بين الديانات والأعراق والقبائل، حيث جربت هذا النموذج في لبنان ونجحت فيه، وتمارسه الآن في العراق، وكادت تمزق البحرين، وحينما فشلت اتجهت إلى اليمن. كل هذا في سبيل استعادة ”إمبراطورية فارس” على أنقاض العرب، وبالتالي كان لا بد من التصدي للمد الإيراني في اليمن، لأن اليمن دولة إستراتيجية من حيث موقعها في عبور شحنات الطاقة والتجارة لدول العالم.من هذا المنطلق، انطلقت “عاصفة الحزم” لتضع “ميليشيات الحوثي” الموالية لإيران، بين خيارات الانحياز إلى مستقبل اليمن والقبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، أو ارتكاب الخطأ السابق نفسه، وهو الاستمرار في التمرد على الشرعية وزرع الفوضى وتمزيق اليمن وتحويله إلى فضاء مفتوح للإرهاب.فإيران التي تعتمد عليها “ميليشيات الحوثي” مشغولة في الوقت الراهن بمفاوضات “الملف النووي” في سويسرا، حسب توقعات خبراء غربيين، يشيرون إلى أن طهران ستضحي في الغالب بالحوثي في سبيل المصالح المادية الضخمة التي تأمل أن تجنيها من رفع الحظر المالي والاقتصادي على تجارتها وطاقتها، فـ ”الحوثيون” هم في النهاية يمنيون وسيدفعون “الفاتورة الباهظة” وليس إيران.وفي الجانب الخليجي، يجب أن يفهم أن الهدف الرئيس للسعودية وشركائها في الحملة الجوية هو منع تحول اليمن إلى “عراق جديد”، أو فضاء مفتوح يتحرك فيه الإرهاب وتتمدد فيه إيران لتحقيق أطماعها في الخليج، والسيطرة على ممرات الطاقة والتجارة. والعملية برمتها يجب أن تسير في إطار مساعدة “الحل السلمي عبر المفاوضات” وليس هزيمة هذا الطرف أو ذاك وإنما حملة من أجل “استقرار اليمن”. إذ دون الاستقرار السياسي، لن تتمكن اليمن من تحقيق النمو الاقتصادي وحصد ثمار الثورة الشعبية العارمة ضد نظام المخلوع، علي عبد الله صالح، الذي أفقر خلال عقود المواطن اليمني ونهب ثروات البلاد وتركه عالة على الهبات والمعونات وتحويلات أبنائه في دول الخليج.ومنذ ان بدأ انقلاب الحوثيين على الشرعية، خسرت اليمن معظم دخلها النفطي، حيث انخفض الدخل بحوالي 892 مليون دولار في أول 11 شهراً من عام 2014 إلى 1.580 مليار دولار مقابل 2.472 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2013، حسب بيانات حكومية.كما أن أعمال التخريب المتواصلة - التي تعرض لها أنبوب النفط الرئيس الواصل بين حقول الإنتاج في مأرب ومصفاة التكرير في محافظة الحديدة، في غرب البلاد - تسبب في ضائقة الوقود في مدن اليمن. وفقدت اليمن - منذ انطلاق الفوضى - حتى الدخل القليل الذي كانت تحصله من النفط، حيث غادرت الشركات النفطية الأجنبية البلاد. وتعتمد اليمن بنسبة 63% في الدخل على النفط.تزداد آمال الشعوب العربية في وجود قوة عربية قوية لمواجهة خطر التمدد الإيراني وخطر التطرف والإرهاب، ولعل الحكومات العربية أدركت جيدا أن التفرقة بينها يضعفها ويقوي خصومها ويزيد خطر الإرهاب الذي يتهدد كيان الدول والأنظمة معا.المواطن وعاصفة الحزم ونشرت عن دور المواطن في هذه المرحلة أن كل واحد منا يتساءل: عن واجبه تجاه هذه الأحداث وكيف يستطيع أن ينصر دينه ووطنه وإني استعين بالله - تعالى - في التنبيه الى ما يجب علينا وأسأل الله - تعالى - السداد والتوفيق وحسن القصد في العلم والعمل :يجب علينا الدعاء لإخواننا المرابطين على حدود بلادنا والمجاهدين لنصرة اخواننا باليمن بالنصر والتأييد والتثبيت والتمكين من أعدائهم، وأن ندعو على عدونا بالهلاك ورد كيدهم إلى نحورهم، وأن نتحرى في ذلك أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة، ووقت إفطار الصائمين ودبر الصلوات.أن نعرف من هو عدونا وما هي عقيدته وأهدافه ومطامعه، فقد قص الله - تعالى - لنا في كتابه عن الأمم السابقة ما فيه عبرة وعظة، فمن هو عدونا الذي اعتدى علينا؟أعداؤنا ينكرون العمل بالسنة، ويؤولون القرآن الكريم تأويلاً باطلاً لا يقبله نقل ولا عقل ولا لغة، يطعنون في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويكفرون خيار الأمة من أصحاب النبي يطعنون في علماء الأمة وقادتها، يستحلون دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، أعداءً لله ولرسوله وللمؤمنين، مفسدون في الأرض، جهادهم شرف لمن جاهدهم، فواجب علينا معرفة ما هم عليه من عقيدة فاسدة وبيان ذلك للناس.علينا أن نعلم بأن ما تقوم به قواتنا العسكرية واجب شرعي يمليه عليهم دينهم وشرعهم، فجنودنا قاموا بواجبهم الشرعي، وهم يدافعون عن الضرورات الشرعية الخمس: الدين والعقول والنفوس والأموال والأعراض، لأنهم يجاهدون فرقة تحمل عقيدة فاسدة هدفها إفساد العقيدة الصحيحة والعقول السليمة، بالأفكار الفاسدة والمخدرات والسحر والشعوذة، واستحلال الدماء المعصومة ونهب الأموال وانتهاك الأعراض.فهنيئاً لجنودنا ما هم فيه من شرف عظيم ومقام كريم لدفاعهم عن ضرورات الشرع ومقدسات المسلمين وبلاد العقيدة وديار المسلمين، فهم في عبادة لا يبلغها صائم الدهر ولا قائم الليل، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم .... )وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ).يجب علينا الإشادة بما حققه جنودنا البواسل من نصر وتضحيات والذب عن أعراضهم والرد على كل مرجف متصف بصفات أهل النفاق.فإن بعض الناس يقع فيما وقع فيه أهل النفاق من حيث يعلم أو لا يعلم، فالحذر الحذر عباد الله من الإرجاف الذي وصف الله به أهل النفاق وتوعدهم بأشد الوعيد، قال تعالى: { لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً{60} مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً {61} الأحزاب. ومن الإرجاف: تلقف الأخبار المكذوبة من بعض المواقع الإلكترونية وبعض الفضائيات، ومن مجالس الناس، ونشرها والترويج لها. ومن الإرجاف: التهويل والتضخيم لعدد العدو وعتاده وخططه. ومن الإرجاف: التخويف للناس ونشر الرعب بينهم بما لا صحة له.فمن لم يستطع النصر للمسلمين بلسانه فعليه الصمت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).يجب علينا التحري والتثبت مما ينقل من أخبار لا نتلقف كل ما يذاع، فإن أهل النفاق يستغلون الفتن لبث الفرقة والاختلاف والنزاع.يجب علينا أن نخلف جنودنا المجاهدين والمرابطين في أهلهم وديارهم خيراً، فنتفقد أهلهم وديارهم بالزيارة والسؤال عن أحوالهم وقضاء حوائجهم، وعلاج مريضهم ونثبتهم ونبين لهم بأن أبنائهم في شرف عظيم ومقام كريم، وقال (صلى الله عليه وسلم):( ومن خلف غازياً في أهله خيراً فقد غزى ).يجب علينا الرد على من ينشر الأخبار المكذوبة، فنحن في خير عظيم وأمن وإيمان وعدونا مدحور، وجنودنا من نصر إلى نصر - بفضل الله ورحمته - فهم أصحاب حق وقد وعد الله أهل الحق بالنصر والتمكين.ألا نغتر بالشعارات المكذوبة والمقالات المعسولة من قبل عدونا فيما يبثونه في مواقعهم وفضائياتهم وعلى ألسنة أذنابهم لا يعدو ما ذكره الله عن أسلافهم من أهل النفاق.علينا أن نشغل أنفسنا بما يعنينا مما نحسنه ونتقنه وندع ما لا يعنينا، قال (صلى الله عليه وسلم): ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) فينشغل كل واحد منا بما يحسنه ويسخر ذلك في نصرة دينه ووطنه وولاة أمره وبذلك تتكامل الجهود وتتضافر ويتحقق النصر ويدحر العدو.يجب علينا التعاون مع الجهات المسئولة في التبليغ عن كل مفسد ومريب، وألا نؤي محدثاً لننجو من الوعيد الذي في قوله (صلى الله عليه وسلم): ( لعن الله من آوى محدثاً ).وأخيرا علينا أن نشتغل بإصلاح أنفسنا والتوبة والاستغفار من ذنوبنا ومحاسبة أنفسنا عما سلف منا، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله ).التمدد في أفريقيا وبعض الدوليقول الباحث في الفكر الإسلامي والقانون عسكر العسكر: في عام ٢٠٠٥م قام الرئيس الإيراني محمد خاتمي بتفعيل العلاقات الإيرانية الأفريقية، حيث زار خلال جولته كلا من نيجيريا والسنغال وسيراليون ومالي وبنين وزيمبابوي وأوغندا، ضمن وفد رفيع المستوى ضم وزراء الخارجية والصناعة والمناجم والتجارة، ضمن مخطط له منذ توليه الرئاسة في عام ١٩٩٧م وسياسة الانفتاح والتحرك الدبلوماسي وتعزيز القواسم المشتركة لمواجهة المتغيرات، لبناء موقف مدروس يقدم فيه رؤية إيرانية للنظام العالمي وغرس دورها فيه، وكانت من نتائج الزيارة استخدام بعض دول أفريقيا كسوق لتسويق المنتجات الايرانية خاصة في مجال النفط والطاقة والمعونة الفنية، وإنشاء سوق تجاري بين الدول الإفريقية والآسيوية تكون ايران طرفاً فيه.وقال العسكر : سعت إيران إلى دعم علاقتها بأفريقيا عن طريق العضوية المشتركة بمنظمة المؤتمر الإسلامي. أما على المستوى الثقافي، فتتمتع القارة الأفريقية بالأغلبية المسلمة، فسعت إيران إلى دعم علاقتها ببعض الدول الأفريقية عن طريق العضوية المشتركة بمنظمة المؤتمر الإسلامي، وكسب تأييد هذه الدول للمواقف الإيرانية. وفي نيجيريا استعدت إيران للتعاون معها في المجالات العلمية والفنية والصناعية والتجارية، ودعت أتباع جميع الديانات في نيجيريا إلى بذل الجهود لتنمية بلدهم ورقيّه، حتى ان الرئيس النيجيري اوباسانجو أكد على ضرورة تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في مجال إنشاء السدود وصناعة السيارات والشئون المالية والمصرفية والكثير من العروض في مجالات التكنولوجيا والنفط ومجال صيانة معامل التكرير والغاز، بالإضافة إلى بروتوكول للتبادل الثقافي والتعليمي. وكان التغلغل الصفوي في نيجيريا منذ ثورة ١٩٧٩م يتزايد في الأوساط النيجيرية، حيث ركزت الاستراتيجية الإيرانية في البداية على الزعامات والقيادات الدينية ذات التأثير الواضح في المسلمين. وفي عام ٢٠٠١م بدأت حملاتها الإعلامية والتربوية والثقافية بكثافة.وأضاف العسكر: في السنغال بحث خاتمي مع رئيس السنغال عبدالله داود وشخصيات أخرى سياسية ودينية تعاونا وتنسيقا وعملا مشتركا على مدى طويل لإحلال السوق الإيرانية في كل من دول الغرب الأفريقي؛ لتستفيد ايران من السنغال في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتقدم الصناعي والاقتصادي، وتعزيز العلاقات مع دول جنوب أفريقيا ضمن أولويات ايران، لا سيما تمكين جنوب السودان من توقيع اتفاقية السلام.وكان يبين خاتمي من زيارته اقرار الامن والسلام ويدرس اوضاع العراق وفلسطين وشدد على موضوع حقوق الانسان.وأردف: في مالي ورئيسها أحمدو توماني تورة التقى خاتمي بعلماء دين وأعضاء الرابطة الإسلامية، وتفقد المركز الثقافي الإيراني في العاصمة باماكو الذي تأسس في ١٩٩٠م، ويوجد 10 مدارس تابعة له في ٧ مدن في مالي، يتخرج منها العديد من الخطباء والأئمة وتقدم فيها مساعدات تنموية.وأكد العسكر أن خاتمي قام بشراء ٧ دول أفريقية وزرع دعاة له، وأنشأ مراكز خاصة وسيطر على المجالات الحيوية، وقال: إن هذا الأمر مكّن إيران في إفريقيا منذ مارس ٢٠٠٥م، وقال: تنظم إيران علاقتها ومصالحها في إفريقيا من خلال أولويات واضحة يأتي على رأسها التقارب المذهبي والعرقي والديني بهذا الترتيب، ثم التقارب الاستراتيجي والنضالي، ثم احتياجات المصالح الإيرانية. وهذا كله تنفيذ لتوجهات عليا بالتقارب مع أفريقيا؛ لأن شعوبها تفهم رسالة الثورة الإسلامية، ووضع رفسنجاني النقاط على الحروف لهذه الرسالة وأكدها بعده خاتمي وسار عليها نجاد، والآن يتم الاستعداد لجني محاصيل ما ينتظره روحاني، من خلال ما يوجهه المجلس الأعلى لشئون أفريقيا بإيران من أجل مركزية التعامل مع هذه القارة. كما أنشأت بنك معلومات عنها لتعزيز عملائها في القطاعين الخاص والعام واجتماعات أسبوعية لدراسة الشأن الإفريقي.ويختم حديثه بأنه لا يخفى على المتابع للشأن الإيراني أن من آثار المد الصفوي جماعة الحوثيين في اليمن، الذين قاموا مؤخراً باستقبال 250.000 شخص من اليمنيين العائدين من السعودية عند الحدود، واعطائهم 1000 دولار للشخص الواحد مقابل انضمامهم للجماعة وتجنيدهم. ![image 0](http://m.salyaum.com/media/upload/84a910809f65fe30a510f1606f4f9099_SUPSUP02C-3.jpg)تجمهر شعبي في الباكستان تأييداً لقيادة السعودية عاصفة الحزم ضد الإرهاب