عبد اللطيف الملحم

شواطئنا آمنة

في البداية، الكثير يسأل عن معنى قوات بحرية يطلق عليها قوة مياه زرقاء وخضراء. وقواتنا البحرية تعتبر قوة مياه زرقاء وخضراء. والمياه الخضراء تعني القوات البحرية العاملة في المياه المتاخمة للدولة. وكلمة المياه الزرقاء تعني القوات البحرية العاملة في كل البحار والمحيطات. وقبل عدة أيام، شاركت سفن تابعة للقوات البحرية الملكية السعودية في التمرين البحري (إتحاد 17) بمشاركة من دول مجلس التعاون، والذي تم تنفيذه في دولة الإمارات العربية المتحدة. وإضافة للسفن فقد شارك عدد من طائرات الهيلكوبتر ووحدات الأمن البحرية الخاصة في واحد من التمارين التي تنفذها قواتنا البحرية، بصورة مستمرة؛ لرفع كفاءتها وتطوير المهارة القتالية لضباط وصف ضباط وجنود قواتنا البحرية. وتعتبر القوات البحرية إحدى أربع قوى تابعة لوزارة الدفاع، والتي أنيط بها مهمة الدفاع وحماية مقدرات هذا الوطن الغالي. وقد استطاعت قواتنا البحرية ومنذ زمن طويل، تطوير قدراتها القتالية عبر التدريب المستمر، واقتناء أحدث الأسلحة المتطورة، والتي تكفل للمملكة -بإذن الله- حماية شواطئ هذه البلاد الطاهرة. وتم ذلك عبر برامج وخطط إستراتيجية مدروسة استطاعت من خلالها اقتناء أحدث الأسلحة، ووسائل تدريب تعتبر من الأفضل على مستوى العالم. وفي خضم الأحداث الجارية التي تمر بالمنطقة، وكذلك أهمية المسطحات المائية التي تحيط بالمملكة، وهي الخليج العربي والبحر الأحمر أو المياه المتاخمة والتي تعتبر الأهم إستراتيجيا في العالم، فقد عكف قادة وضباط قواتنا البحرية على وضع خطط تنموية إستراتيجية، ستشمل تطوير جميع المرافق التابعة للقوات البحرية، وسيتم من خلال مشاريع التطوير زيادة كبيرة في أعداد السفن القتالية المتطورة والزوارق والطائرات وصواريخ بعيدة المدى مضادة للسفن والطائرات وأنظمة أسلحة مضادة للغواصات. وكذلك تطوير وبناء أرصفة أكبر لرسو السفن. وستكون هناك نقلة نوعية في تطوير الأجهزة المساندة، كمراكز القيادة والسيطرة، والاتصالات واقتناء أفضل الأنظمة الرادارية، وزيادة كبيرة في قدرات مراكز الإمداد والتموين ومراكز الصيانة. ناهيك عن تطوير أهم العناصر لكل قوة مسلحة، وهي المدارس والمعاهد التابعة لها، والتي تعتبر الأكثر تطورا في المنطقة، والتي تديرها أياد فتية سعودية من ضباط وأفراد تلقوا أفضل العلوم والدورات داخل المملكة وخارجها. وتكمن أهمية القوات البحرية الملكية السعودية في أنها تتواجد باستمرار خارج الحدود في المياه الدولية؛ لتكون الخط الأول في الدفاع عن أرض الوطن. وكما هو معلوم فإن الممرات البحرية هي الشريان الحي للاقتصاد في المملكة. فنرى ناقلات النفط وهي أهم ناقل للثروة الوطنية إضافة لسفن البضائع التي تقوم بعملية التصدير والاستيراد لكل البضائع من وإلى المملكة. ولهذا يشعر الجميع بالأمن والطمأنينة لتواجد قوة مثل قواتنا البحرية. والشيء الأهم هو أن هذه القوة لديها الاستعداد ومقومات الردع لكل من يحاول الاقتراب من شواطئ المملكة.