فهد بن عيسى الغريب

«منتخبنا ما يكفي الحاجة»

يبدو أن منتخبنا السعودي أصبح بمعزل ومنأى عن مشاعر بعض الجماهير السعودية، التي بدأت تهتم بشؤون ناديها أكثر من منتخبها، وكأن منتخبنا أصبح لا يكفي الحاجة، وكل ذلك بسبب التعصب الكروي الذي طغى على المشجع السعودي، الذي بدأ يفكر بمصلحة ناديه أكثر من مصلحة منتخب وطنه، فما أن خرجنا من مسألة اختلافنا في تشجيع أنديتنا في المشاركات الخارجية هل هي من الوطنية أم لا، حتى وصل بنا الحال واستفحل في اختلافنا في تشجيع منتخب الوطن هل هو من الوطنية أم لا، فماذا نسمي من يتجرد من تشجيع منتخب وطنه، هل نسميه وطنيا؟!!كنا نتهافت ونفرح لمن ينضم من لاعبي أنديتنا التي نشجعها للمنتخب، إلى أن تغير الحال حتى أصبحت المفاهيم تنقلب رأسا على عقب لدى بعض الجماهير، وأصبحوا يسقطون على إداريي ومدربي المنتخب بأنهم يتعمدون ضم لاعبي أنديتهم ليفيدوا أندية أخرى، حتى يفقدوا تجانسهم، وسبحان الله تجد النقيض في جماهير أخرى تقول إن إدارة المنتخب أخذت لاعبي أندية أخرى لتعدهم لمنافسات الدوري، ولا تعلم أنت مع من وترضي من؟المهم أن الكابتن الخلوق فيصل البدين أمامه مهمة كبيرة وهي ليست اللاعبين ولا المنتخبات المنافسة، بل هي ذائقة جماهير لا ترحم، فإذا أراد النجاح خلال فترة تكليفه بصفة مؤقتة، فعليه أن يضع في أذن طينا وفي الأخرى عجينا، ويدرك تماما أنها لو دامت لغيره لما وصلت إليه، ونحن جربنا مدارس مختلفة ولم تنجح مع منتخبنا خلال الخمسة عشر عاما الماضية، ونحن نعلم تمام العلم أن أول انجازات منتخبنا كانت بكوادر سعودية، فما المانع أن نعود للمنصات والمنافسة على يدك أنت يا كابتن فيصل البدين؟ شريطة - كما اسلفت - أن تجعل هتافات الجماهير ورغباتها خلف ظهرك، ونتمنى لك التوفيق في مهمتك الوطنية، والجميل ما اقدمت عليه من إجبار الكابتن فيصل الحسيني أن يكون من ضمن الجهاز الإداري، وتكون بذلك اختصرت على نفسك مسافة بعيدة؛ كونك اخترت هذا الرجل المتمرس والضليع بخوافي الأمور ومستجدات الأحداث على ساحة الكرة السعودية.وأنا أتتبع مباريات المنتخبات الإعدادية التي سوف تنافسنا في المعترك الآسيوي، رأيت العجب العجاب، تجد منتخب البحرين يلعب مع كولومبيا، وقطر مع الجزائر، والكويت ستواجه كولومبيا يوم الاثنين، ولا اعلم عن البقية، ونحن نلعب مع منتخب الأردن، ولا أقلل من منتخب الأردن الشقيق، ولكن أليس من المفروض أن نجلب منتخبا قويا وتصنيفه متقدم في التصنيف العالمي، من أجل أن تكون الاستفادة أفضل وأقوى، ومن أجل إكساب لاعبينا خبرة من خلال الاحتكاك بمنتخبات لها باعها في عالم المستديرة، ومن أجل جذب الجماهير للعودة لمؤازرة المنتخب، نعلم أن معظم المنتخبات الأوروبية مشغولة بتصفيات أوروبا، ولكن هناك منها منتخبات لا يوجد لديها مشاركات هذا الأسبوع والأسبوع القادم.وأنا هنا أضع الكرة في مرمى الكابتن فيصل البدين.. عليك بالتنسيق مع الإخوان في الاتحاد السعودي لكرة القدم، باختيار منتخبات ذات صيت قوي، خاصة في أيام الفيفا من أجل الاحتكاك معها، ويجب ان يكون للجهاز الإداري في منتخبنا وقفة في ذلك الشأن.نتمنى لأخضرنا عودة سريعة لمنصات التتويج، مللنا ونحن نخرج من المنافسات صفر اليدين، ندخل مرشحين ونخرج مخذولين.