محمد ماهر - القدس المحتلة

سلوان.. قلب الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة

توعدت البلدية والداخلية الإسرائيلية أهالي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، بهدم حي البستان، وفق ما يسمى بالبناء غير المرخص، وفق قانون عنصري جديد "محاكمة الحجر". وشرعت الحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع بلدية القدس والمؤسسات الإسرائيلية المختلفة في تنفيذ قانون 212 (محاكمة الحجر) خاصة في المناطق الحساسة والمستهدفة في مدينة القدس، ومن بينها: منطقة "البستان" في سلوان أو ما يسميها بـ "حديقة الملك.. البستان.. مدينة داود.. وغيرها من التسميات التوراتية التهويدية الاستيطانية"."اليوم" زارت منطقة "البستان" في سلوان لتطلع على معاناة عدد من المواطنين في هذه المنطقة، الذين تلقوا انذارات بالهدم أو حوكموا وغرموا بمبالغ باهظة تمهيدا لهدم نحو 92 منزلاً في منطقة "البستان" وحدها، مع العلم بأن هناك نحو 213 منزلاً آخر بمنطقة سلوان جرى تبليغ أصحابها بنية السلطات الإسرائيلية هدمها.وقال الشيخ موسى عودة عضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان لـ (اليوم): "إن البستان الذي تبلغ مساحته نحو46 دونماً فيه 92 منزلاً تلقى أصحاب سبعة منها أوامر هدم إدارية وفق قانون 212 "محاسبة الحجر" ثلاثة منهم شيدوا هذه المنازل في سنوات الأربعينات والخمسينات أي قبل الاحتلال عام 1967 للمدينة أما الباقون فشيدوها قبل سنوات.وأوضح الشيخ موسى ان بعض المنازل المهددة بالهدم تقع قرب الشارع الرئيسي المؤدي الى "البستان" أما باقي المنازل فتقع داخل وفي قلب البستان وهي محاولة إسرائيلية لتفريغ وضرب هذه المنطقة التي تقع في قلب بلدة سلوان.وأشار إلى أن ما يحاك ضد أرض "البستان" يأتي في سياق ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد واستيطان، إذ أن المنطقة مستهدفة منذ سنوات من المستوطنين والجماعات الاستيطانية اليهودية؛ لاعتقادهم بان بلدة سلوان وهذه المنطقة بالذات "مدينة داود".وقال: "ان المستوطنين يسيطرون على عدد من المنازل القريبة جداً من ارض البستان وخاصة البؤرة الاستيطانية المعروفة بـ "بيت بنحاس" التي استولوا عليها في العام 1992؛ بهدف التوسع والسيطرة على هذه الارض وبناء المزيد من البؤر الاستيطانية فيها، خاصة وانها قريبة من النبع الرئيس لعين سلوان ".وأكد الشيخ: "ان ملكية ارض البستان الـ46 دونماً لجميع عائلات سلوان وقال ان هناك بعض العائلات التي قامت بتسجيل ملكيتها في "الطابو".واضاف الشيخ: "ان العائلات التي تم تبليغها بأوامر الهدم سارعت بالعمل من خلال محامين لوقف اوامر الهدم خاصة وان البلدية تقوم بتعقيد اجراءات الترخيص ناهيك عن المبالغ الباهظة المطلوبة للترخيص والضرائب التي تفرضها والإجراءات البروقراطية التي تتطلب وقتاً طويلاً؛ للحصول على الرخصة.ووصف الشيخ عوده وضع سكان أرض البستان بانه عبارة عن حالة من الترقب والقلق على جهد ومدخرات العمر، والقلق الشديد على منازلهم وأراضيهم في اوسع عملية هدم منذ سنوات في القدس، رغم ان بعض المنازل قائم قبل قيام إسرائيل واحتلال المدينة المقدسة.وأكد رئيس لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان سليمان العباسي، أن المساحين شرعوا بمسح الأرض، وكذلك هناك طاقم من المحامين يعمل في هذه المرحلة على متابعة القضايا المختلفة من هدم وغرامات تمهيداً لوقف كافة الإجراءات الإسرائيلية.وقال: "ان جزءاً من البؤر الاستيطانية الموجود في المنطقة وقرب ارض البستان تم الاستيلاء على المنازل فيها بالقوة، والجزء الثاني تم شراؤه من مستأجرين وليس من أصحابها الأصليين والاستيلاء عليها بحجة أنها أملاك غائبين.واضاف أن المنطقة مستهدفة بحجج دينية واستيطانية، وكما هو معروف فالمنطقة أثرية قديمة وقامت وزارة الآثار الإسرائيلية بعملية تنقيب واسعة غرب منطقة البستان وقرب العين وتم كشف مدرج وبعض الآثار الإسلامية المتأخرة.وأشار العباسي إلى أنهم بحجة ان تلك المنطقة "مدينة داود" شرعوا في عملية لكشف المعالم والتنقيب عن الآثار وتتردد على المنطقة المجموعات الاستيطانية وكذلك البلدية والداخلية؛ لترويع المواطنين وتوزع بين الحين والآخر أوامر الهدم والغرامات والبلاغات الصادرة عن المحاكم الإسرائيلية والبلدية.وأشار إلى الكثير من التسميات التي تطلقها المجموعات الاستيطانية على هذه المنطقة وعلى أرض البستان، فمنهم من يسميها بـ «مدينة داود» ومنهم من يسميها بـ «عين تابه».وتابع: "بعد احتلال المدينة عام 1967 قسم كبير من المواطنين لم يعد يعتمد على الزراعة فقامت بعض العائلات ببيع حصصها الى عائلات مجاورة فأصبح البستان يعود اليوم الى 150 عائلة تقريباً منهم من قام بالبناء فيه ومنهم من احتفظ بأرضه وزرعها وحافظ عليها. وأكد هشام محمود عقيل أحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم في منطقة البستان أن المنزل قام والده بتشييده في العام1961، وقال: إن البناء والأرض ملك للعائلة، ويتم دفع ضريبة الملكية عليها من قبل 1948 مشيراً إلى انه صدم هو وشقيقه عندما تسلم اخطارا بهدم المنزل المشيد منذ 58 عاماً.وأردف قائلاً: "على الفور قمت أنا وشقيقي بالتوجه الى احد المحامين لوقف هذه الإجراءات التعسفية التي بجرة قلم سوف تحولنا الى مشردين دون مأوى". ومن جانبه قال صلاح أبو شافع كان لإنذار الهدم وقع خاص على نفسه إذ تعرض منزله قبل 11 عاماً إلى الهدم بحجة عدم الحصول على ترخيص ولكون المنطقة غير منظمة.وقال أبو شافع الذي يعول أسرة مكونة من ثمانية أفراد لقد كررت العملية وشيدت المنزل مرة أخرى من دون ترخيص لأني طرقت كل الأبواب للحصول على ترخيص دون جدوى.أضاف انه فوجئ مؤخراً بموظفي البلدية يطرقون الباب ويسألون عن الرخصة مع انه شيد المنزل قبل 6 سنوات.وتابع أبو شافع يقول قدموني للمحكمة التي غرمتني بمبلغ105 آلاف شيكل ومهله لمدة سنة ونصف السنة لاستصدار رخصة من البلدية، وإلا سيتم هدم المنزل مرة ثانية، عقب ذلك شرعت في إجراءات الترخيص مرة ثانية ونأمل أن يتم الموافقه مع انه لم يشجعني أحد على ذلك من الأهل والمجاورين وقد أحضرت محاميا وطاقم مهندسين وجلسنا في البستان أكثر من مرة ولكن من دون جدوى أما اليوم فنشعر بأن هناك جهدا جماعيا لذلك هناك أمل.ولفت الى أن جمعيات استيطانية تعمل في سلوان وخاصة جمعية العاد الصهيونية تقوم بالبناء في سلوان من دون ترخيص وتعمل على اقتلاع اصحاب الارض الشرعيين بالتعاون مع البلدية والداخلية الإسرائيلية في عملية عنصرية واضحة أمام سمع وبصر العالم.