صفاء قرة محمد ـ بيروت

وزير لبناني: «داعش» وحش ينتشر في المنطقة

أكد وزير الاقتصاد اللبناني آلان حكيم، المحسوب على حزب «الكتائب» اللبنانية، تماسك قوى 14 آذار، مشدداً على أنه «لا شيء يزعزعها». وأثنى على خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال والده «شكل مصدر ارتياح كبير جداً إن كان على الصعيد السياسي أم الاجتماعي، ويؤثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي في البلد». ورأى في عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية «مسؤولية تخص جميع اللبنانيين ولا يجوز تحميل المسيحيين مسؤولية عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد، فهذا الاستحقاق هو لبناني شامل»، مشدداً على ضرورة «استعادة لبننة هذا الاستحقاق الذي هو شأن لبناني مائة بالمائة». وأوضح في حوار مع «اليوم» أن «أولوية بكركي والفاتيكان هي رئاسة الجمهورية»، مرحباً بالعشاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في بيت الوسط، مؤكداً أن «الانفتاح والتحاور ينعكسان ارتياحاً في الداخل اللبناني»، قائلاً: «لا يسعنا إلا أن نبارك هذه الحوارات التي هي هدية لجميع اللبنانيين بعد خصامات وسجالات ضايقت الجميع ولم تخدم سوى العدو». وشكر حكيم المملكة العربية السعودية على «المكرمات التي تساهم في تقوية القوى المسلحة والجيش اللبناني لمكافحة الإرهاب»، مشدداً على ضرورة إنشاء استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب لمحاربة «الوحش» الذي ينتشر في المنطقة.وهنا نص الحوار: تماسك 14 آذار شدد وفد نواب «الكتائب» اللبنانية الذي زار الرئيس سعد الحريري على ضرورة الاستمرار بالروح التي قامت على أساسها ثورة الأرز، والتمسك بوحدة قوى 14 آذار، فما الذي قد يجعل هذه القوى غير متماسكة يوماً ما؟ـ بكل تأكيد ان مبادئ قوى 14 آذار لا تزال موجودة وهي مبادئ سيادية ووطنية ولا شيء يزعزع هذا التماسك، إلا أن هذا لا ينفي وقوع بعض الخلافات التكتيكية في طريقة التداول أحياناً في ملفات معينة وأمور سياسية، إلا أن الرؤية تبقى واحدة وموحدة ومتماسكة.*لوحظ أن خطاب الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده كان سياسياً بامتياز، وشد صفوف 14 آذار، هل هذا صحيح؟ـ لقد كان خطاباً مهماً جداً على الصعيدين الوطني والعربي، كما أنه شكل رافعة كبيرة للاعتدال السني خصوصاً واللبناني عموماً، لناحية التأكيد على أهمية الدولة اللبنانية ووحدة الجيش اللبناني وتمسك اللبنانيين به. أما لجهة شد صفوف 14 آذار، فلقد أبلغت الرئيس الحريري بأن وجوده في لبنان يشكل مصدر ارتياح كبير جداً، إن كان على الصعيد السياسي أم الاجتماعي ويؤثر بشكل مباشر في الوضع الاقتصادي في البلد، فعلى الرغم من مواكبته ومتابعته قضايا لبنان في الخارج وحركته المكوكية في هذا الإطار، إلا أنه يبقى لوجوده داخل الأراضي اللبنانية انعكاس متميز وواضح لجهة رفعه معنويات الشعب اللبناني، وجعله يشعر بالأمان إن على الصعيد الحزبي أو على الأصعدة السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية. الشغور الرئاسي بعد تسعة أشهر على الفراغ في سدة الرئاسة.. هل الأمل لا يزال موجوداً بإنجاز هذا الاستحقاق في القريب العاجل؟ـ هذا أمل الجميع وإنها مسؤولية تخص جميع اللبنانيين ولا يجوز تحميل المسيحيين مسؤولية عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد، في حين أنّ هذا الاستحقاق هو لبناني شامل، لهذا يقع على الجميع المسؤولية في إيجاد حل لهذا الموضوع الحيوي، فلا يجوز بقاء السلطة من دون رأس الهرم، خصوصاً أن هناك انعكاسات سلبية تحصل من وراء هذا الشغور على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي. من هنا تأتي ضرورة أن ننجز الاستحقاق الرئاسي حتى يبقى هذا الوطن مستقراً وبعيداً عن كل الاحتمالات غير المحمودة التي يكيدها له أعداؤه. هل لا تزال الفرصة متاحة لاسترداد لبننة الاستحقاق الرئاسي؟ـ طالما أن هناك إطالة في إنجاز هذا الاستحقاق، فهذا يؤدي إلى مزيد من الخسارة على صعيد المحافظة على لبننة الاستحقاق الرئاسي، إلا أنه يبقى من الضروري استعادة لبننة هذا الاستحقاق الذي هو شأن لبناني مائة بالمائة.حركة الراعي بعد اللقاءات التي عقدها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الفاتيكان والتي تركزت بمعظمها على كيفية مقاربة الحلول لإخراج الاستحقاق من عنق زجاجة التلكؤ الداخلي والتجاذب الإقليمي، هل ستنحل هذه العقدة؟ـ مما لاشك فيه أن أولوية بكركي والفاتيكان هي رئاسة الجمهورية، ولهذا نجد أن حركة البطريرك الراعي الداخلية والخارجية تتمحور في هذا الإطار، خصوصاً وأن رئيس الجمهورية اللبنانية هو الرئيس المسيحي الوحيد بين الدول العربية ويجب الحفاظ على هذا المكون والديناميكة، خصوصاً وأن لبنان مثال يقتدى به لناحية التفاهم والتعايش والتعاون في ظل مشاريع عنصرية وتفكيكية وإرهابية تلف المنطقة العربية بأسرها، لتنفيذ مخططات لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي. اليوم لبنان قدوة للجميع من حوله، فهو بلد التعايش بين الطوائف المختلفة وهوية فريدة ومجتمع متميز لطالما حسد عليه. من هذا المنطلق تصر بكركي والفاتيكان على إنجاز الملف الرئاسي بأسرع وقت ممكن لما لهذا الإنجاز من مصلحة وطنية. لقاء الحريري ـ عون  في أي إطار تضع لقاء العشاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والجنرال ميشال عون في بيت الوسط؟ـ إنه حوار مفتوح على جميع الأفرقاء اللبنانيين، فالانفتاح والتحاور ينعكسان ارتياحاً في الداخل اللبناني إن على الصعيد السياسي أم الشعبي، وهذان الأمران ينعكسان على الاقتصاد اللبناني، لهذا فنحن كـ«كتائب» لبنانية نرحب بهكذا حوار واجتماع يخدم البلد، وسبق لنا في اجتماعات المكتب السياسي أن أكدنا أن الأحداث التي تهدد لبنان تستدعي تعجيل الحوارات القائمة أو اختصار أجنداتها ببند واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية. ما موقفكم من الحوار بين تيار «المستقبل» و «حزب الله».. وهل تعتقد أنه قد يتجاوز أمر تنفيس الاحتقان المذهبي وصولاً إلى حل القضايا العالقة؟ـ إننا نعتبر الحوار الإسلامي ـ الإسلامي الذي يحصل بين «المستقبل» و «حزب الله» يتقاطع مع الحوار المسيحي ـ المسيحي الذي يحصل بين «القوات» اللبنانية والتيار العوني والذي لا بد أن يكون حواراً بناء يخرج بحلول للقضايا والإشكالات العالقة والتي أثرت وتؤثر على الجميع، إلا أنه لا يسعنا إلا أن نبارك هذه الحوارات التي هي هدية لجميع اللبنانيين بعد خصامات وسجالات ضايقت الجميع ولم تخدم سوى العدو. خطاب نصرالله  ما ردك على كلام الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، حينما قال: «لا تنتظروا أي شيء في المنطقة»، وماذا عن دعوته إلى إنشاء استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب؟ـ نشاركه الرأي بجهة إقامة استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، وهذا ما نعمل عليه، في ظل توحد لبناني حول المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية لدعم الجيش في مكافحة المجموعات الإرهابية والمتطرفة التي تحاول النيل من لبنان وزعزعة أمنه واستقراره، فهذا الخطر هو وحش ينتشر في المنطقة ونجده ينفذ جرائمه عبر النيل من البلدان العربية، مثل مصر وليبيا ولبنان وما إلى هناك. إلى أي مدى بإمكان المساعدات السعودية أن تساهم في تقوية الجيش اللبناني للنيل من هذه المجموعات الإرهابية؟ ـ هذه المساعدات الخيرة من مملكة الخير من المؤكد أنها ستساهم في تقوية القوى المسلحة والجيش اللبناني، وهي مشكورة بهذه المكرمات، فلقد اعتدنا من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه في أصعب المحن والظروف، لهذا فإن هذه المساعدة ترفع من معنويات الجيش اللبناني وقدراته كما وتجعل الشعب اللبناني يطمئن ويشعر بالأمان من خلال تسليح جيشه وتدريبه لحمايته وحماية التراب اللبناني. وحش «داعش» باعتقادك المجموعة الدولية لا تزال تتصرف بعدم مسؤولية تجاه تصرفات «داعش»؟ـ أصبح هناك يقظة دولية تجاه الخطر المتمثل بـ «داعش» إلا أنه أتى متأخراً لربما لحسابات معينة أم أنه أتى بعدما شعرت هذه الدول أن هذا الخطر لم يعد يطال العرب في المنطقة العربية بل أصبح يمس أمن واستقرار أوروبا وأمريكا، لهذا نأمل أن تكون هناك جدية من قبل المجتمع الدولي لإنهاء وجود هذه المجموعات المتطرفة.  ما رأيك بدعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتشكيل ائتلاف دولي خاص للأزمة في ليبيا، بعد إعدام 21 مصرياً قبطياً؟ـ لا يسعنا هنا إلا أن نهنئ الشعب المصري على هكذا رئيس بكل معنى الكلمة، وإني أعتبر دعوته في مكانها ومن هنا بإمكاننا أن نعلم أن دعم المملكة العربية السعودية له دلالة واضحة على حسن الأداء الذي يقوم به، ولهذا نحن نؤيد دعوته ونأمل أن يكون هناك ائتلاف عربي لمساعدة كافة الدول العربية.