عبدالرحمن إدريس ـ جدة

«برد العجوز» يدخل أجواء الشرقية نهاية الأسبوع

يستمر تأثير الكُتلة الهوائية الباردة في الساحل الشرقي بانخفاض درجة الحرارة بشكل نسبي، وتستقر حالة الطقس اليوم "الأحد"، وتتراجع سرعة الرياح تدريجيا، كما تنتهي حالة عدم الاستقرار الجوي، وتضعف موجة الغبار التي ضربت المنطقة في 3 أيام متوالية، فيما تشير التوقعات الى استمرار هبوب العواصف الترابية خلال 30 يوما، وتتفاوت في مدى قوتها ومساحة انتشارها، وتسجيل الرطوبة أعلى ارتفاع حاليا، فيما تعاود درجات الحرارة الانخفاض ابتداءً من نهاية الاسبوع، وتسجل أقل معدلاتها تزامنا مع دخول منزلة «سعد بلع» سابعة فصل الشتاء وآخرها، والثالثة والعشرين من منازل القمر، متمثلةً بنجمين من القدر الرابع في المجرة أحدهما خفي والآخر ظاهر، وسمي بلعا كأنه قد بلع قرينه الخفي وأخذ ضوءه، ويبلغ متوسط الحرارة الصغرى في أيامه 5 ـ 9 درجات مئوية، ونهارا 20 ـ 22 درجة، مع هبوب الرياح المثيرة للغبار، وفي اليوم الثالث من هذه المنزلة تدخل أيام برد العجوز السبعة، التي كثيرا ما يكون فيها البرد قارسا، وموعدها السنوي 23 فبراير وفق الحسابات الفلكية، فيما أعطت مؤشرات الموسم الحالي تقريبها في نهاية هذا الاسبوع ـ ان شاء الله ـ ويتضح ذلك في تسارع انخفاض الحرارة.وبحسب خبراء الطقس، يكون الطقس معتدلا في معظم مناطق المملكة اليوم، وتظهر السحب المتوسطة والعالية في الأجزاء الشمالية والشمال الغربي، مع احتمال هطول الامطار المتفرقة ـ بمشيئة الله ـ خلال منتصف الاسبوع، وتكون الرياح خفيفة السرعة الى متقلبة الاتجاهات الى شمالية شرقية في الاغلب، والأجواء معتدلة وتميل للبرودة في ساعات الليل، وخاصة في المناطق الشمالية حيثُ يُتوقع استمرار تدني درجات الحرارة، نتيجة بقايا من تأثير الكُتلة الهوائية الباردة، التي شملت مناطق الوسطى والشرقية، وما زالت الرياح متوقعة في معاودة النشاط دون استقرار، باعتبارها طبيعة الحالة في منتصف فبراير بشكل سنوي متكرر، والذي يعني امكانية اثارة الغبار والاتربة بين وقت وآخر، مؤديةً الى انخفاض مدى الرؤية الافقية، وخاصة على الطرق بين المدن والمحافظات، وارتفاع الامواج في البحر الاحمر والخليج العربي الى اكثر من مترين ونصف المتر.وفي سياق متصل، أوضح خبير الطقس البروفيسور علي عشقي، استاذ علم البيئة، لـ"اليوم" ان هبوب العواصف الترابية يتزامن مع نهاية فبراير عادة، حتى منتصف إبريل، فيما يعد دخول فصل الربيع، مرتبطا بدلالة خاصة بالنسبة للمملكة ودول الخليج في اجواء الغبار، وخلال فترة الانقلاب الربيعي في 21 مارس تصل الشمس في رحلتها إلى منتصف الكرة الأرضية، أي إلى منطقة خط الاستواء، وفي هذه الفترة يتساوى طول الليل مع النهار، مما يتسبب في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بالمناطق القريبة من خط الاستواء، ومنها الصحراء الكبرى في افريقيا، مؤديا الى رفع درجات حرارة الرمال السطحية، وبالتالي تسخين الهواء الملامس لهذه الرمال، ومن ثم رفع درجة حرارته والتقليل من كثافته وزنه، فيتصاعد الهواء إلى الأعلى، محملا معه بكميات كبيرة من الغبار والأتربة، وهذا ما يطلق على اسم المنخفض الجوي، الذي يمر فوق الاطراف الشمالية من المملكة، دون امكانية التعمق نتيجة للضغوط الجوية المرتفعة، ولكنه يؤثر على المساحات الصحراوية (الربع الخالي والنفود والدهناء)، ممتدا الى الشرقية ومنها الى منطقتي الرياض والقصيم.وأضاف: ان تأثير هذه العواصف الرملية على العراق والكويت، سيكون قويا في هذا الموسم، وفي حالة انخفاض معدلات الضغط الجوي في بعض الأحيان خلال فترة الانقلاب الربيعي، فان المتوقع ان يعبر هذا المنخفض إلى المملكة عبر البحر الأحمر.