محمد هجرس، عبد الحميد السعيد - القاهرة

ليلة دامية في سيناء.. مقتل وإصابة 130 عسكريا و «داعش مصر» تعلن مسؤوليتها

قتل 44 جنديا مصريا "بينهم ضابطان برتبة عميد ورائد، و42 مجنداً"، فيما تجاوز عدد المصابين 85 شخصاً في هجمات وقعت الخميس في شمال سيناء، في اكثر يوم دموي تشهده شبه الجزيرة المصرية منذ ثلاثة اشهر، كما أفاد مسؤولون أمنيون ومصادر طبية، فيما قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قطع زيارته للعاصمة الاثيوبية اديس ابابا حيث يشارك في قمة الاتحاد الافريقي، واعلنت جماعة "انصار بيت المقدس" التنظيم الجهادي الرئيس في مصر الذي بايع مؤخرا تنظيم داعش، في تغريدة على تويتر مسؤوليتها عن هذه الهجمات التي ادت ايضا بحسب مسؤولين امنيين ومصادر طبية عن سقوط ما لا يقل عن 62 جريحا بينهم تسعة مدنيين، وفي القاهرة، طاردت قوات الأمن بالجيزة مسيرة لأنصار الإخوان نظمها العشرات عقب الانتهاء من صلاة الجمعة بمسجد عماد راغب بالحي الرابع بأكتوبر، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرة، مما أدى إلى حدوث حالة من الكر والفر بين عناصر الإخوان وقوات الأمن الأمر الذي أدى إلى حالة من الذعر بين المارة وسكان المنطقة. الهجوم الأكبر ووقع الهجوم الاكبر في قلب مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء واسفر عن سقوط 25 قتيلا غالبيتهم من العسكريين.واعلنت الجماعة عن «هجوم واسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح». كما ذكرت انها هاجمت ستة حواجز امنية في مدينتي الشيخ زويد ورفح الحدودية مع قطاع غزة.وصباح امس، افادت مصادر امنية ان ثلاث طائرات عسكرية نقلت جثث 30 من ضحايا هجمات الخميس الدامي. ولم توضح المصادر اماكن سقوط القتلى تحديدا.وبحسب مصادر امنية فقد بدأ الهجوم بقصف بقذائف الهاون على مقر قيادة شرطة العريش وقاعدة الكتيبة 101 العسكرية في المنطقة الامنية في حي السلام في قلب العريش، ثم تلاه انفجار سيارة مفخخة.وبعدها بدقائق سقطت قذائف في مجمع مساكن الضباط المجاور.وقال مسؤول طبي كبير في شمال سيناء طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان "الغالبية العظمى من القتلى والمصابين من العسكريين"، موضحا ان "عددا من المصابين في حالة خطرة وجار نقلهم بمروحيات عسكرية لمستشفيات في القاهرة".واعلن الجيش في بيان مساء الخميس ان "عناصر ارهابية قامت بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والاجهزة الامنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون".وارجع الجيش الهجوم الدامي الاخير "نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء".كما وقع هجوم اخر الخميس في شمال سيناء استهدف نقطة تفتيش للجيش في رفح على الحدود مع قطاع غزة واسفر عن مقتل عسكري واحد، بحسب مصادر امنية.ولم يعلن الجيش عن اي عدد للقتلى في صفوفه في هذه الهجمات. كما امتنع المسؤول الطبي عن اعطاء اي محصلة نهائية محددة، كذلك قتل شرطي في انفجار قنبلة في مدينة السويس.مقتل طفلينوقتل طفلان احدهما رضيع عمره ستة اشهر صباح الجمعة في مواجهات بين الجيش المصري وجهاديين في الشيخ زويد في شمال سيناء غداة هجمات متزامنة اسقطت 30 قتيلا معظمهم من العسكريين في شمال سيناء، حسب ما افاد مسؤولون طبيون.وقالت المصادر الطبية ان هذه المواجهات اسفرت عن مقتل طفل عمره ستة أشهر بطلق ناري بالرأس في قرية أبو طويلة بالشيخ زويد واخر عمره ست سنوات إثر تهتك بالبطن جراء سقوط قذيفة، فيما اصيب اثنان اخران احدهما طفل بطلقات نارية في حادث مماثل في قرية المطلة المجاورة.السيسي يعودمن جانبها، اعلنت الرئاسة المصرية صباح امس ان الرئيس عبدالفتاح السيسي سيقطع زيارته للعاصمة الاثيوبية اديس ابابا التي توجه اليها لحضور القمة الافريقية.وقالت الرئاسة في بيان: "في اعقاب العمليات الارهابية التي شهدتها شمال سيناء قرر الرئيس السيسي قطع مشاركته فى اجتماعات القمة الافريقية بعد حضور الجلسة الافتتاحية وعاد إلى القاهرة لمتابعة الموقف".تنديد أمريكيونددت واشنطن بشدة بالهجمات الارهابية التي وقعت في محافظة شمال سيناء المصرية.واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان ان واشنطن "مستمرة في دعمها الثابت لجهود الحكومة المصرية من اجل مكافحة التهديد الإرهابي في مصر وذلك في اطار التزامنا المستمر ازاء الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا".ووصفت الصحف العالمية الهجمات، بأنها «الهجوم الأكثر دموية»، وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن الهجوم كان الأكثر دموية الذي يضرب سيناء – أكثر المناطق المصرية عنفًا وتعاني من انعدام القانون – منذ هجوم 24 أكتوبر على نقطة تفتيش للجيش المصري في «كرم القواديس».من جانبها، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن" قوات الأمن المصرية واجهت واحدًا من أكثر الأيام دموية في تاريخ أوقات السلام التي عاشها الجيش".وترى الصحيفة أن الهجوم أوضح أن الجيش يكافح لاحتواء التمرد الموجود في المنطقة، على الرغم من سلسلة تدابير مكافحة الإرهاب، التي من بينها وضع المنطقة تحت حالة الطوارئ، وفرض حظر التجوال، وتقييد حركة المرور، وهدم مئات المنازل في مدينة رفح الحدودية، بحسب الصحيفة.وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن "ماحدث كان الهجوم الإرهابي الأكثر تعقيدًا وتنسيقًا على نطاق واسع في مصر منذ سنوات، وانه كان الأكثر دموية في سيناء منذ هجوم 24 أكتوبر".أبرز هجمات سيناءوتبنت "أنصار بيت المقدس"، أو "ولاية سيناء"، والتي تُعد أكبر جماعة مسلحة في مصر، العديد من الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في شمال سيناء، بمحاذاة الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة، أبرزها:"مذبحة رفح" الأولىوقعت أحداثها أيام حكم مرسي، في الخامس من أغسطس/ آب 2012، حينما قام مسلحون بمهاجمة أحد الأكمنة الأمنية المشتركة للجيش والشرطة، قرب معبر "كرم أبو سالم"، أثناء تناول أفراد الكمين وجبة الإفطار مع غروب شمس أحد أيام شهر رمضان وأسفر الهجوم عن مقتل 16 من الضباط والجنود، كما قام المسلحون بالاستيلاء على مدرعتين حاولوا الدخول بها الجانب الآخر من الحدود، إلا أن الجيش الإسرائيلي أكد أن قواته تصدت للمجموعة المسلحة، وقتلت ثمانية منهم."مذبحة رفح" الثانيةفي 19 أغسطس/ آب 2013، قام "مسلحون مجهولون"، تبين لاحقاً أنهم من عناصر "بيت المقدس"، باستيقاف حافلتين تقلان عشرات الجنود كانوا في طريق عودتهم من إجازاتهم إلى معسكراتهم، ثم قاموا بإنزال الجنود وقتل 25 منهم."مذبحة رفح" الثالثةفي 28 يونيو/ حزيران 2014، أولى ليالي شهر رمضان، نصب مسلحون "كميناً وهمياً" على أحد الطرق بمنطقة "سيدوت"، قرب الحدود مع إسرائيل، وقاموا بتفتيش السيارات المارة وإنزال عناصر الأمن المركزي منها، وأسفرت عن مقتل أربعة مجندين بينما كانوا في الطريق لقضاء إجازاتهم مع أسرهم.هجوم "كرم القواديس"في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، قام مسلحون من جماعة "بيت المقدس" بمهاجمة أحد المواقع الأمنية بمنطقة "كرم القواديس"، بعدد من السيارات المفخخة والقذائف الصاروخية، ما أسفر عن مقتل 31 من ضباط وجنود الجيش.في أعقاب ذلك الهجوم، أعلنت الحكومة المصرية حالة الطوارئ وحظر تجول ليلي في بعض المناطق بشمال سيناء، كما عمدت إلى إنشاء "منطقة عازلة" بعمق 1000 متر على الحدود مع قطاع غزة.هجوم العريشمساء الخميس 29 يناير/ كانون الثاني 2015، قام مسلحون بمهاجمة "الكتيبة 101"، ومواقع أمنية وعسكرية أخرى في ضاحية "السلام" بمدينة العريش، بعدد من السيارات المفخخة، وقذائف "الهاون"، وأشارت تقارير أولية إلى أن الهجوم أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 20 قتيلاً.