محمد يحيى الشهراني

أضاء نور الشمس فاحترق الهلال!

زاد التنافس الرياضي على أرض الملعب وعلى صفحات الجرائد وشاشات التلفاز بين قطبي العاصمة الهلال والنصر، وكان بودي أن تكون المنافسة بينهما قوية في ميدان اللعب فقط، حتى يستفيد منها المنتخب السعودي من خلال تغذيته باللاعبين المميزين والابتعاد عن التعصب الأعمى والتشجيع بمثالية واحترام المنافس.النصر، أو الشمس كما يحلو لعشاقه أن يسموه أضحى بطلاً بلا منازع ومتصدراً للدوري في فئاته (الممتاز والناشئين و الشباب) حتى الآن وبجدارة، تجمعت أفراح عشاق الأصفر ، ولم يكن ذلك مستغرباً مع رئاسة فيصل بن تركي الذي أعاد للعالمي هيبته ومكانته بعد عمل شاق طوال 5 سنوات فكل شيء في النصر هذه الأيام يدعو إلى الفرح والتفاؤل والأمل، بعد أن أسهمت المستويات الفنية العالية والنتائج الإيجابية في تصدر الفريق الأول لدوري جميل حتى اللحظة بفضل الله ثم بالعمل الجاد والدعم المالي من كحيلان، الذي ابتعد عن الإعلام وتفرغ للعمل والتركيز على استقرار الفريق فنياً وإدارياً فأضحى النصر قوياً مُتماسكاً، ورسم لوحة من الإبداع ترجمها بعودة جماهير الشمس ليُعيد لنا ذكريات الزمن الجميل للعالمي بصولاته وجولاته وعلاقته بمنصات التتويج، وعلى النقيض تماماً زعيم البطولات وهلال المعجزات ومعشوق جماهيره الذين اختلط لونه الأزرق بدمائهم وأصابهم الإحباط واليأس، الهلال تغير في خطابه وتماسكه وتلاحمه والتفاف محبيه حوله، وتغير في ثوابته التي اعتادها والتي لا تخرج عن أن الهلال كيان يجمع ولا يفرق، مشاكله تحل داخل البيت الهلالي ولا تطفو على السطح، الهلال لا يمكن أن يقارن بغيره، فهو نبراس ومثال في الدعم واجتماع الكلمة والتلاحم والتماسك والقدرة على حل جميع الصعوبات بين الإدارة وأعضاء الشرف، إدارة الهلال تغيرت، أعضاء الشرف تغيروا، إعلام الهلال تغير، اللاعبون القدماء والحاليون تغيروا، الجمهور كذلك تغير، هذا لا يعني أنهم لا يحبون الهلال، لكنهم خرجوا عن ثوابت غرسها مُحبو الهلال منذ زمن مؤسس الهلال - رحمه الله - مروراً بالإدارات الهلالية السابقة والذي كان الهلال فيها كوكباً مضيئا في سماء البطولات، إدارة الهلال الحالية لها أخطاء إدارية أضرت بالزعيم، مثل فشل اختيار بعض تعاقدات اللاعبين المحلية والخارجية وافتقاد الفريق للانضباطية داخل الملعب وخارجه. يجب أن يُدار العمل الإداري في الهلال باحترافية عالية في وسط رياضي اختلط به الحابل بالنابل وكثرت فيه أبواق الإعلام المدفوعة الأجر، الهلال ليس الفريق الذي يعاني مالياً بوجود الرعاة وأعضاء الشرف المؤثرين أمثال الوليد بن طلال وأحمد بن سلطان وغيرهم من مُحبي الكيان، ولكن مشكلته الأساس في الإدارة فإما أن تتفرغ للعمل والتخطيط وترك التصريحات والتبريرات المكررة لإخفاقاتها عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وإما الرحيل لتأتي إدارة مُحترفة تستطيع حجب نور الشمس ليضيء الهلال مجدداً في سماء العاصمة؟!.