صالح بن حنيتم

بنت الخمسين تحتفل

قبل ايام احتفلت دار اليوم للصحافة والنشر بمرور 50 عاما على تأسيسها، احتفلت وهي في اوج وريعان شبابها، لقد شدني ما قاله المدير العام في الدار الاستاذ صالح الحميدان عندما كتب مقالا بهذه المناسبة بعنوان (شابة في الخمسين) نعم شابة في صفحاتها وصفاتها، شابة عزفت وما زالت تعزف لحن النجاح الاعلامي في الشرق الحبيب، من يعرف المنطقة الشرقية ودار اليوم جيدا لابد ان يكون على دراية بقصة الحب والوفاء بين المنطقة والدار بين الناس والانجازات بين الشركات والمؤسسات بين البحر والساحل بين الاذاعة والتلفزيون.من زار المنطقة الشرقية في السبعينات والثمانينات، لابد ان يبقى في ذاكرته من تلك الحقبة العديد من الذكريات الجميلة التي لا تمحى, وإن محيت من الذاكرة فسوف نجدها في ارشيف (دارنا) اليوم! الجميل في المنطقة الشرقية انها مكان جاذب وجذاب وملبية للعديد من الرغبات والهوايات فمن يبحث عن العمل، يجد امامه عملاق صناعة النفط وانتاجه المتمثل في شركة ارامكو السعودية ومن يبحث عن الترفيه يجد البحر والسيف واهازيج (اليامال) والقنوات التلفزيونية المتعددة التي تعتبر في ذلك الوقت ترفيها بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فيما يلي بعض الامثلة الجميلة في المنطقة الشرقية التي لا يخلو منها ارشيف الدار. قبل ثورة التقنية وانفتاح الفضاء على مصراعيه, كان سكان المنطقة الشرقية يتمتعون بمشاهدة ما يزيد على عشر قنوات تلفزيونية بما فيها قناة تلفزيون ارامكو السعودية القناة الثالثة, وهذه القناة لم تكن قناة رسمية بل قناة خاصة تابعة للشركة واوقاتها محدودة لكن لو نقارنها بعشرات القنوات في هذا الوقت فسوف تتفوق لجودة برامجها وتنوعها واحترامها للجمهور!, وحكاية احترام الجمهور ينطبق على كل القنوات في ذلك الوقت دون استثناء، يا زين عبارة (نتوقف للصلاة) كنا نتدلل على اقاربنا وزملائنا من خارج المنطقة ولا غرابة ان يحسدنا البعض على هذا التنوع في القنوات.الميزة الاخرى الجميلة في شرقنا الحبيب, وجود البحر وما زاده جمالا ورونقا تسمية (نصف القمر) يعني من لا يجيد الرومانسية عليه فقط ان يأخذ زوجته للبحر ويقول لها بصوت دافئ الان اكتمل القمر الخ!! لا اعتقد ان هناك من يجهل جمال البحر وقيمته والاستمتاع بشواطئه, التناقض ان القنوات التلفزيونية تضاعفت ومساحة نصف القمر تقلصت! ضاعت بين التشبيك والدفان وأصبح حنيننا للبحر من الماضي، زمان نقول الله ما اطولك يا ساحل وكم كنت جميلا، وتبقى المتعة ما بقي الشاطئ فإن طار الشط او اندفن او تقلص في طوله حتما ستطير الفرحة وتتقلص الاحلام وتندفن المشاعر كذلك!امر اخر لا يقل روعة ولا اهمية عما سبق- هل نستطيع الحديث عن المنطقة الشرقية دون الحديث عن ارامكو السعودية وقصة نجاحها في كتابة اكبر واجمل وأروع ملحمة عندما تجمع موظفيها أو أتى إليها المواطنون من شتى المناطق وانخرطوا في عملية البناء والانتاج والصيانة وكانت ميزة التعايش بين الشمالي والجنوبي والغربي والشرقي ومن أتى من المنطقة الوسطى، يا لها من من ايام جميلة وذكريات لا تنسى نسمعها دائما ممن سبقونا حول الود بين (عمال ارامكو) والتفاني فيما يسمى روح الفريق الواحد, ما اجملك يا لون الخاكي على عمال ارامكو ممزوجا بشحوم الطاقة وزيوت الانطلاقة.كل ما ذكر اعلاه مر من خلال الزمان والمكان ويبقى في ارشيف الدار الصرح الاعلامي الكثير حول من عاش وتعايش مع المنطقة الشرقية واهلها مع الناس واحداثهم مع التاريخ والجغرافيا مع الشرقية وتضاريسها وسهلها وساحلها مع الشركات والمؤسسات مع رجل الاعمال والمواطن, انها لسان وبصر الجميع (اليوم) وكل يوم دون مبالغة..يا دار اليوم ماذا عسانا ان نقول لك وانت تبحرين هذه الايام في عباب البحار والمحيطات الاعلامية مسجلة الرقم خمسين من عمرك المديد وما زلت والحمد الله تتطلعين الى اليوبيل الماسي والمئوي بكل اقتدار وحرفنة بحول الله وقوته. وحتى تكتمل الفرحة نريد الاستمرار في مثلث المصداقية والشفافية والحرية المسئولة بين الصحيفة وكتابها وقرائها.