عبد اللطيف الملحم

يا شيخ عبدالعزيز .. فقدناك في المجلس

قبل عدة أسابيع غيب الموت أحد رجالات أسرة الملحم وأحد أكبر رجال الأعمال في المملكة ممن كانت لهم بصمات على نمو الحركة التجارية وصاحب الأيادي البيضاء في العمل الخيري بأعمال قد لا يعلم عنها حتى أقرب المقربين له. إنه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الملحم والذي عرف عنه ليس حب الخير فقط, بل وحب العلم وتشجيعه عبر مساعدة كل طالب علم أو حافظ قرآن كريم. إضافة لحرصه على مساعدة كل شاب مقبل على الزواج من أبناء الأسرة ليكون بذلك قد ساعد المجتمع ليجمع بين قلوب على سنة الله ورسوله. وقبل وفاته بفترة بسيطة وكالعادة قام بالتكفل بجائزة للتفوق العلمي للحفل السنوي للاحتفال بتكريم المتفوقين من الأسرة من البنين والبنات من صفوف المرحلة المتوسطة إلى مراحل الدراسات العليا سواء من الأحساء أو المنطقة الشرقية أو الرياض. وهذه ليست المرة الأولى التي يساهم فيها ويتبنى حفلا للمتفوقين دراسيا, بل دأب على ذلك منذ بدء حفلات التفوق العلمي التي بدأتها الأسرة منذ (19) عاما لتكون من أوائل إن لم تكن أول أسرة تقوم بهذا التكريم لأبناء وبنات أسرتها على مستوى المملكة ليصل عدد من تم تكريمهم منذ ذلك الوقت لأكثر من خمسة آلاف من بنين وبنات من المتفوقات في المدارس والجامعات والكليات العسكرية. ولكن حفل هذا العام كان مختلفا لأن صاحب الأيادي البيضاء لم يكن موجودا... فيا شيخ عبدالعزيز .. لقد فقدك مجلس أسرة آل ملحم.لقد لعب مجلس الأسرة وغيره من مجالس الأسر في الأحساء دورا كبيرا في إظهار الحب والعرفان لكل متفوق أو موهوب ولكل من خدم العلم ولا ننسى كل من خدم تراب هذا الوطن الغالي. وفي حفل التفوق الذي أقيم في مجلس أسرة الملحم يومي مساء الخميس للطلاب ومساء يوم الجمعة للطالبات فقد كان جماله بأنه تم ضخ دماء شابة لخدمة هذا الوطن. وفي حفل الأبناء من الطلبة لم تخل كلمة عميد أسرة الملحم الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الملحم من كلمات جميلة تحدث فيها عما كان عليه الشيخ عبدالعزيز الملحم من خلق وتواضع وحب الخير للغير ويد لا ترد من يطلبها. وبالطبع تشرفت كلمة عميد الأسرة بأن تكون أيضا فيها سطور من كلمات الحب والوفاء لولاة أمرنا وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز. وحث في كلمته أبناءنا على ضرورة الجد والاجتهاد لمن لا يزال على مقاعد الدراسة والإخلاص والتفاني لخدمة هذا الوطن للخريجين من الدراسات العليا والذين أصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم. لقد كان الحفل جميلا بتنسيقه بواسطة لجنة متطوعة ولكن ما رأيناه يعتبر عمل شباب محترفين عملوا لشهور طويلة لإخراج الحفل بهذه الروعة والذي شرفه الكثير من الضيوف ومن أعيان أحسائنا الغالية. ورغم الفرحة العارمة بالاحتفال فلم يخل من الذكر الطيب للشيخ ذي الأيادي البيضاء الذي فقدناه في مجلسنا ليقوم أبناؤه البررة بالتواجد في الحفل ليكملوا مسيرة خير لخدمة العلم وليتحدث في الحفل أكبر أبنائه (عبدالله) بكلمات معبرة لم يستطع الكثير مقاومة دموع حزن على فراق إنسان عزيز على قلوبنا... فنعم فقدناك في المجلس يا شيخ عبدالعزيز.