سعيد اليامي

منتخبنا ليس هو من يمثلنا!!

نشجع كرة القدم لأنها لعبة عالمية لها محبوها وعشاقها. ونشجع منتخب بلادنا لأن للنصر والتفوق طعمه الخاص المحفز ونشوته الرائعة.كثير من الدول تهيئ منتخباتها وتصرف عليها المبالغ الطائلة!! وتعمل على أن يتحقق الإنجاز بالفوز.. والهدف من كل ذلك هو الدعاية الاعلامية والمعنوية. ولأن الكرة مدورة كما نقول ونردد دائما عندما (نعزي) انفسنا بعد كل إخفاق ونجعل من التبرير واللوم والتغاضي عن كل تقصير وتخبط وقصور عذرا يحفظ ماء الوجه!!. دعونا نتجاوز كل ذلك (بروح رياضية).. ونقول: أيها الأحبة الوطنيون المتحمسون والمندفعون لكل ما هو وطني. لا تجهدوا انفسكم كثيرا بما تكون ردة فعله سلبية على صحتكم وعلاقاتكم وكل ما يمثلكم عند الغير... فبغض النظر عن الفوز أو الخسارة فلنروض عقولنا ونتحكم في كل تصرفاتنا .. ولنثق ونؤمن ونقر بأن المنتخب لا يمثلنا فيما نملك من اخلاقيات.. ولكننا نحن من يمثل بلادنا من خلال تصرفاتنا وسلوكنا ورضانا بالفوز وتقبلنا للخسارة واحترامنا للنظام والتقيد به.. للأسف واقعنا يقول: إننا نتعصب لدرجة التأزيم والتأزم في شوارعنا وإعلامنا وحواراتنا بكل ما ليس له علاقة بالرياضة واهدافها السامية، وكأننا ننفس عن طاقة مهدرة لا نعرف أن نستغلها أو نوجهها للجانب الإيجابي. استفيدوا من غيركم فليس من العيب أن نتعلم.. المشجع الياباني في مباراة منتخبه مع المنتخب العاجي وبالرغم من الخسارة إلا انه حقق إعلاميا الفوز والإشادة والتقدير والرقي عالميا.. وإعلاميا ايضا تجاوز كل ما يمكن ان يحققه منتخبه لو حقق الفوز وذلك خلال تقبله للخسارة وسلوكه الرصين وتنظيفه للملعب وتقيده وتمسكه بالنظام.. وهو بذلك قلب الموازين ومثل بلاده ورقي مجتمعه بما تناقلته وسائل الإعلام على مستوى العالم بوعيه وحصافته وفاز اخلاقيا ..وتفاعل الجميع معه واشادوا بتصرفه تقديرا واحتراما له بما عاد على وطنه ومجتمعه بالسمعة الطيبة. وَعْيُنا أيها الشباب الأحبة هو ما يمثلنا عند الآخرين. وكلنا نمثل وطننا بغض النظر عن إن كنا لاعبين أو مشجعين.. فلنشجع الصفات الحميدة والتصرفات العقلانية.. فهي ما يترك الانطباع ويوثر في الآخرين.نحن بحاجة أن نستغل الكثير من الأمور لتحويلها لمصلحتنا.. فقط بشيء من الإدراك والوعي والمعرفة.. ليس في المجال الرياضي.. ولكن في الكثير من الأمور.. بقي أن نقول إن كان الفوز هو الغاية والهدف فإنه من الواجب واللازم والمفروض أن نستفيد من الأخطاء، وان تكون المحاسبة والشفافية والعقاب لكل مقصر ومتهاون سواء كان مشجعا أو لاعبا أو مسئولا .. ليس المهم فقط ما يحققه أحد عشر لاعبا في الملعب الأهم تحقيق الانطباع الجميل والمتزن في أذهان العالم. * اعلامي