فوزية الحربي

أحترمك ولكن؟

اللسان أعتبره أداة نقيس بها اتزان العقل.. هنا أتحدث باللهجة العامية المبسطة، ولا أتحدث وفق تقارير طبية أحياناً إخوتي.. صادفت اشخاصا كثيرين وكنت أراهم عن ُبعد، فكان لهم احترام وإعجاب لا يمكنني وصفه، وعندما جالست هؤلاء وخالطتهم ودارت عدة أحاديث بيننا، بعدها تغيّرت أفكاري ورؤاي عنهم، فحديثهم لا يرتبط بشخصياتهم الظاهرة، والتي كنت يوماً ما مُعجبة بها. فشتان بين ظاهرهم ومنطقهم، إذاً من هنا اسمحوا لي أن اقول: أنا أحترمك ولكن، فعندما تحدثت أصابني ذهول، فالنطق وسيلة اتصال بيننا نحنُ البشر، ويُعبر عن الشخص وحدود تفكيره، ورجاحة عقله من عدمه. إخوتي، تتولد لدينا صدمة حِينما نرسم لأُناس شخصية مثالية، وعندما نجلس معهم ويتحدثون ويفرغون ما تحتويه اوعية قلوبهم نندم لمجرد أننا احترمنا مثل هؤلاء.هذه هي الوجوه المُقنّعة، فهي مُزيفة، تظهر عكس ما تبطن، ليس باستطاعتي الحكم عليهم إلا لو عملنا استبيانا، وألممنا بإحصائية قائمة على أُسس علمية، وبالطبع سوف نُلِمُّ بتلك الإحصائية من حقيبة سجلات الأطباء النفسيين الذين تابعوا وسجلوا تلك الحالات المرضية لديهم بملفاتهم الطبية، لذلك انا لا أستطيع تحليل نفسياتهم، فلستُ أخصائية اجتماعية.ولكن تحدثت من منطلق الحيثييات لهؤلاء، فقد مررت بهم والتقيت معهم، فأنا في حالة ذهول. فتارةً أقول عنهم: «ممكن مارسوا النصب والاحتيال في حياتهم»، وتارة أُخرى أقول: «ممكن اكتسبوا ذلك من بيئاتهم المُحيطة بهم»، حيث أورثتهم ذلك السلوك السيئ، او من خلال احتكاكهم بشريحة مُعيّنة بالمجتمع أثرت بهم، إخوتي، خلاصة القول: لا تولوا ثقتكم وانبهاركم بأي شخصية مهما تكن إلى أن تُجالسوها وتحكموا على أنماطها من خلال مُعاشرتكم لها؛ فالبشر كُتب مُغلقة لا تعلم مُحتواها إلا عندما تفتح صفحاتها وتقرأ ما تحتويه، لُتُلِم بما في داخلها.. وفق ذلك تبني أحكامك على من أمامك.