سيف الرويبعي

راس الحيّة يا موسى!!

الحيّة تختلف عن جميع الزواحف فمكمن خطورتها الوحيد في رأسها، فمصنع غدد السم ومصدر نفثه وأنياب النهش واللدغ جميعها موجودة في رأس الحيّة، لذلك قالت العرب كناية عن التخلص من شخص: استفحل أذاه واستطار شره (راس الحيّة يا موسى)؛ وأفعى زماننا هو النمر الكرتوني (نمر النمر)، الذى أراد الفتنة وسعى للإفساد من خلال نشاطه السياسي وسلوكه العدواني، ففي كل يوم له نهشة لثوابتنا ولدغة للحمة الوطنية، تجدها في خطابات مستفزة تكشف حقيقة تكوينه واتجاه ولائه، فأنيابه الناهشة السامة لم يسلم منها أحد، ابتداء برموزنا الدينية مرورا بعلمائنا وانتهاء بولاة امرنا.حلم ولاة الأمر عليه وإمهاله ومنحه مساحة حرية تعبير تفوق حجمه، جعلته يتضخم ويتطاول حتى ظن أن لن يقدر عليه أحد، عمل طويلا وكيلا محليا لتنفيذ مخطط صفوي، فاصطف مع أعداء الوطن والملة ضد مصالح الوطن ووحدته، فمارس الإرهاب وغرر بالشباب فحملوا السلاح في وجه رجال الأمن.(15)، خمس عشرة جريمة بشعة نسبت له مثبتة بأدلتها وقرائنها وشهودها، ختمت باعترافه وتصديق أقواله، فجريمة واحدة كفيلة بنفيه من الأرض. هذا الكم الإجرامي لم يكن مقنعا لعائلة الأفاعي من حولنا، التي تنادت لنجدة أفعاها عندما علمت بدنو قطف رأسه، فمنابر الإعلام المأجورة جردت قضاءنا من العدالة وشككت في إجراءاته، ثم تباكت على المجرم وصورته ضحية ومظلوما بريئا، ونادته بالرجل الإصلاحي وتارة بالمعارض السلمي.ونتساءل باستغراب: متى أصبح المجرم الشرير، خادم عصابات الشر والإجرام، المؤيد لسفك الدماء، الداعي لضرب الأمن في البلد الآمن رجل إصلاح سلمي؟ لكنه إعلام تسيس الطائفية، والتلبيس والنفاق وقلب الحقائق الذي لا يرى جرائم سادته اليومية ضد الآلاف من أبناء إيران والمعارضين لنظام ملاليها، وتعامى عن اعدام (ريحانة جباري) السنية لدفاعها عن شرفها، هؤلاء لا بواكي لهم في الإعلام الصفوي مزدوج المعايير!!.النمر الكرتوني كائن متورم بالحقد والكراهية والعمالة، يبحث عن مجد بين أكوام أوهامه وخيالاته، وهو ظاهرة صوتية بلسان مستعار وحنجرة مستوردة، صدى صوتها الجهوري يشد الانتباه بشتائمه وبذاءاته وبلبلته المؤججة، لذلك لم يكن نمر إيران الكرتوني يوما ما إلا دمية على هيئة إنسان منزوع الولاء والوطنية والمروءة، يتراقص على مسرح الوطن باستعراض متقن، والمتوارون في الخلف يحركونه بخيوط نايلون غير مرئيّة، اذا تتبعتها وجدتها ممتدة خارج الوطن تنتهي بك لأصابع الملالي وجنرالات الشر، شياطين إنسية تتحكم في تحريكها بإبداع كيفما تشاء ووقت ما تشاء، وتشكلها بذكاء بارع حسب الظروف والأحوال لخدمة مصالحها ومطامعها السياسية، هكذا هي الدمى العمياء الصماء بحركات شفاهها وأيديها تلفت النظر وتبهر جمهور المسرح المشدوه حتى ظن بسريان الروح فيها، وغفل عن المحركين من وراء الغطاء؛ فغاب عن وعيه خطورة المقامرين بأمن الوطن والمغامرين بكيانه ومستقبله ومكتسباته!!.الحكم القضائي الصادر بحق أي مواطن سعودي مهما بلغت حيثياته، يبقى شأنا سعوديا داخليا يخضع لأنظمة دولة مستقلة ذات سيادة، والمزايدون والطاعنون والنابحون خلف الحدود لن يكونوا أرحم من دولتنا بأبنائها، فكم من مسيء فاقت إساءاته عنان السماء استقبل بالصفح والغفران، وما مشروع مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية إلا شاهدٌ انسانيٌّ على تقديم الوردة قبل السيف، فالاستصلاح قبل الانتقام الذي يمارسه مجرمو الحروب من حولنا ضد معارضيهم ليحاكوا أحكام دول القرون الوسطى!!.حماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره والتعايش فيه بسلام لا يمكن تحقيقه، وهناك رؤوس أينعت بالشر والفتنة تنفث سمومها بكل اتجاه، ففي قطافها حياة وردع وبسط هيبة!!.