محمد الصويغ

أهمية انعقاده بالمملكة

افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الرابع للاعاقة والتأهيل بالمملكة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بالمضي قدما في الاهتمام بفعاليات هذا المؤتمر وأدواره الحيوية منذ انعقاده لأول مرة، لاسيما تلك المتعلقة بأبحاثه العلمية المطروحة في أعماله المنفرطة وعمله الحالي، وتلك الرعاية الكريمة تؤكد اهتمام قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بهذه المؤتمرات الدولية لما لها من مردودات ايجابية سوف تعود بالنفع على شرائح هامة من شرائح المجتمعات البشرية لا يمكن أن تكون اعاقة أفرادها عقبة في سبيل تأهيلهم واعدادهم لخدمة مجتمعاتهم.المؤتمر الرابع عقد باشتراك أربع وعشرين دولة وبلغت المشاركات البحثية فيه أكثر من مائة مشاركة طرحت ضمن جلساته الرئيسية وورش عمله وحواراته المستفيضة، وقد حرصت اللجنة العليا المشرفة على تفعيل جاهزية لجانه التحضيرية واخراجه بالصيغة المهنية العالية.اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بالبحوث المتعلقة بالاعاقة وسبل تأهيل المعاقين ينطلق في أصله من مبدأ انساني يقوم على احترام المعاقين وتأهيلهم للرقي بمجتمعاتهم، فالاعاقة لم تكن في يوم من الأيام حجر عثرة أمام تقدم المجتمعات ورقيها ونهضتها، والشعوب المتحضرة هي تلك التي تحترم شريحة المعاقين وتأخذ بيدهم لاشراكهم في عمليات التنمية والبناء، فالمعاقون هم جزء لا يتجزأ من المجتمع ولا بد من مراعاة ظروفهم كواجب من أهم الواجبات الانسانية والوطنية.ورعاية المملكة للمؤتمرات الدولية التي تبحث في هذا الشأن دليل واضح على اهتمامها بشريحة المعاقين واحترام كافة البحوث المطروحة لتأهيل أفرادها وتشجيعهم على الانخراط في خدمة وطنهم، وهي بهذه الرعاية منقطعة النظير تؤكد باستمرار على أن الرعاية الممنوحة للمعاقين لا يمكن أن تكون شعارا مرفوعا للاستهلاك الاعلامي بل لابد أن تتحول تلك الرعاية الى خطط موضوعة تسهل على فئة المعاقين طرائق التأهيل والاستفادة منها، فهذه الفئة تستحق المساندة والدعم لأداء واجباتها على أفضل وجه.ان المواقف المشرفة للمملكة ازاء دعم فئة المعاقين في المجتمع السعودي واضحة للجميع، فثمة اهتمام بها غير خاف على أحد، فذوو الاحتياجات الخاصة يتمتعون في المملكة بفضل الله سبحانه ثم بفضل قيادتها الرشيدة باهتمام خاص ورعاية بالغة يبرزان في كل منتدى ومحفل، وقد أثبت أفراد تلك الفئة من فئات المجتمع السعودي جدارتهم بعد تأهيلهم فانخرطوا في أعمال استفادوا منها وأفادوا مجتمعهم والأدلة على ذلك كثيرة للغاية تكاد هذه العجالة لا تحصيها أو تعددها.لقد شعرت كافة الأجهزة المعنية بالمملكة بحجم المسؤوليات الملقاة عليها فانبرت لتقدم كافة الخدمات المطلوبة لفئة المعاقين، ولعل أكبر دليل على ذلك ما تقوم به الجمعيات الخيرية من خدمات جليلة لتلك الفئة وما تقوم به الجهات الحكومية ذات الاختصاص وما تقدمه من برامج مختلفة تستهدف أولا وأخيرا خدمة تلك الفئة والسهر على راحتها واطمئنانها والبحث عن الوسائل الممكنة المؤدية لانخراطها في خدمة مجتمعها.تلك الفئة من المعاقين ليست عالة على وطنها وعلى أسرها، وهذه حقيقة واضحة تترجمها مختلف الفعاليات التي تصب كلها في خدمة تلك الفئة وتدريب أفرادها وتأهيلهم لخدمة مجتمعهم وأسرهم، وما زالت كل الجهات الحكومية والأهلية بالمملكة تتحرك باستمرار لبذل كل ما في وسعها لخدمة أفراد تلك الفئة وضمان حقوقهم، وضمان تأهيلهم وتوفير فرص العمل لهم بما يتوافق مع امكاناتهم وقدراتهم.ويتضح بجلاء أن الأجهزة الحكومية والأهلية بالمملكة تقف داعمة ومساندة للمعاقين أو ما تم تسميتهم بـ «ذوي الاحتياجات الخاصة» فهم يمثلون فئة غالية وهامة من فئات المجتمع السعودي، وما زالت تلك الأجهزة تبذل قصارى جهدها من أجل دعم تلك الفئة ومساندتها وضمان حقوقها لتنال حظها من العيش الكريم كبقية أفراد المجتمع، ومن الواضح للعيان أن أفراد تلك الفئة وفقا لمسارات تلك الرعاية الفائقة يتمتعون بمميزات خاصة في العلاج والتعليم والخدمات المزجاة لهم من كافة الجهات الحكومية والأهلية.ان المعاق ليس عالة على وطنه ومجتمعه وأسرته، وهذه حقيقة ترجمت الى أعمال مشهودة على أرض الواقع ترى بالأعين المجردة من خلال الدعم الكبير والمساندة اللامحدودة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- لتلك الفئة الغالية في المجتمع السعودي، فذوو الاحتياجات الخاصة يتمتعون في وطن الاستقرار والطمأنينة والأمن بكل أسباب الرعاية والعناية.وإزاء ذلك كله جاءت عناية القيادة الرشيدة باستضافة المؤتمر الدولي للاعاقة والتأهيل على اراضي المملكة لدراسة كافة البحوث العلمية ذات العلاقة بتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة واشراكهم في خدمة مجتمعاتهم والنهوض بها، فهم ليسوا عالة على أوطانهم بل لا بد من تحويلهم الى شركاء يساهمون بجدية في تنمية شعوبهم وازدهارها ورقيها. * إعلامي سعودي