عبد اللطيف الملحم

الهيئة العامة للسياحة والآثار وبيوت الطين

قبل عدة أيام استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر الهيئة بالرياض، الأعضاء المعينين لذواتهم في مجلس إدارة الهيئة في دورته الخامسة والذي أحد أعضائه سعادة رئيس التحرير بجريدة (اليوم) الأستاذ عبدالوهاب الفايز. وفي اللقاء تم الحديث عن مهام المجلس وأساليب التطوير لدورة المجلس الجديدة والتي أهمها التطوير الشامل لقطاعات السياحة والاستثمار والتراث الحضاري عبر خطط الهيئة خلال الثلاث السنوات القادمة. وفي الوقت الحالي بدأ الجميع يلاحظ بصمات الهيئة العامة للسياحة والآثار وبدأ الكثير يعي أهمية السياحة الداخلية ويدرك معنى الاهتمام بالآثار. وفي مناسبات ماضية تم تسليط الضوء على أشياء كثيرة ومهمة سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، فقد رأينا مثلا تنظيم معارض للآثار السعودية في عواصم عالمية مثلما حصل في العاصمة الأمريكية عندما رأى العالم ما تحويه أرض المملكة من تاريخ وحضارات تمتد لآلاف السنين عبر عرض بعض النحوتات والآثار في أكبر المتاحف الأمريكية. إلا أن الكثير من المواطنين دائما ما يسأل عن إمكانية الاستفادة من بعض ما لدينا من بيوت شبه قديمة تم بناؤها من الطين منذ عقود أو بعض البيوت التي كنا نسميها (مسلحة) وذلك بعد أن بدأ المجتمع باستخدام الاسمنت والطابوق والحديد وخاصة ما تم بناؤه في الخمسينات من القرن الماضي ولكن لا تزال بحالة جيدة ومن الممكن أن تكون جزءا من التراث الذي من الممكن المحافظة عليه ولتكون مرآة للأجيال الجديدة لترى أسلوب الحياة أيام الماضي. وهذا شيء معمول به في الكثير من الدول وخاصة في الغرب، لأننا في الوقت الحالي من الممكن أن نرى اختفاء كاملا لكل بيوت الطين التي تم بناؤها في الماضي إذا لم يتم ترميمها أو إعادة تأهيلها. وقبل فترة بسيطة كان لي حديث مع عبدالله العلي الملحم والذي كان أحد موظفي شركة بترومين ممن قضى معظم حياته في الرياض حول البيوت القديمة في الرياض التي قضينا فيها طفولتنا والتي تقع في حارة الريس الواقعة بين شارع الملك فهد وشارع السبالة ودوار دخنة. وفي تلك الحارة لا تزال هناك بيوت لم تتأثر بعامل الزمن، وحسب ما نعلم فمنها ما كنا نسميه (قصر دليل) ومسجد أم ماجد القريب من بيت الشيخ عبدالرحمن الهويمل وبيت الشقري وهو من أحد أقدم البيوت المبنية من الاسمنت أو كما ذكرت التي نسميها (المسلحة). وبالطبع هناك بيوت أخرى في الرياض وغيرها من المناطق والمدن ما يمكن الحفاظ عليه أو تأهيله. لأن مثل هذه البيوت تعكس ذكريات جميلة للكثير. وفي كل مرة أذهب فيها للرياض أقوم بجولة على تلك البيوت في الحارة التي بدأت فيها طفولتي. ولهذا إنه شيء جميل أن يبقى في كل مدينة وقرية في مملكتنا الحبيبة جزء من التاريخ وجزء من الماضي حتى لو كان عمره عدة عقود. وبعض طراز البناء لبعض بيوت الطين تم بشكل يعكس نوعا من فن العمارة يختلف من منطقة إلى أخرى. لذا نأمل من الأعضاء المعينين الجدد أن يكونوا أصحاب مبادرة للحفاظ على ما تبقى من بعض الحارات القديمة عبر تواصلهم بكل أمانة أو بلدية لمعرفة أي بيت طيني من الممكن المحافظة عليه... فبيوت الطين لها شاعرية مختلفة. كاتب ومحلل سياسي