نورة الخاطر

مشاعر باردة

ربما يفرح بعضنا بنغمة الجوال خاصة في مناسباتنا الدينية, معلنة وصول رسالة إلينا, تحمل (تهنئة إلكترونية) من أحد ما, بمناسبة ما, فنتقبلها بالترحاب, لكن عندما تكون من إنسان له مكان رفيع في قلوبنا ونظن أن لنا في قلبه ذات المكان فإن السؤال الذي يظهر على شاشات عرض فكرنا هو : لم لم يتصل بنا أو يحضر إلينا مادمنا نمر في ذاكرته ونحن بمناسبة تقربنا من الله أكثر؟قد نعذر البعيد الغريب, لكننا في الحقيقة لا نعذر القريب القريب, لأن رسالة إلكترونية باردة, تحمل كلاما معلبا لا تكفي لحمل المشاعر الدافئة, إن كانت حقا دافئة, إلى مشاعر من نحب, ولا حتى الباردة, فإن الصوت وتعابير الوجه, تكون أبلغ في توصيل المشاعر والأحاسيس, والأخبار أيضا, إلى من نريد أن نوصلها إليه. بعكس رسالة إلكترونية باردة, هامدة بلا حياة, لا تحمل معنى ما تضمه القلوب إلا الجليد ولا شيء غير الجليد، ونحن ننعم بالحب والتسامح تحت ظلال شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار, علينا أن نبادر للتواصل الحي بيننا وبين من نحب ونحترم لا أن نرسل لجهاز هاتفه الجوال رسائل فارغة من كل معاني الاهتمام. لكن كيف يكون التواصل في أسر وعوائل (غرباء) عن بعضهم البعض, وإن كان بعضهم يدعي أنه متبع لسنة الله ورسوله, ولا يكاد يعرف أفرادها بعضهم بعضا, وليس بينهم كبير يأمرهم بخير ويلم شعثهم, ويسد خللهم - إن وجد - ولا صغير مطيع يتجاوب مع دعوات الكبار ويمتثل لأوامرهم في الخير؟!الحياة مرحلة آنية, سبقتها مرحلة, وستليها مرحلة, فلم لا نستغل هذه المرحلة التي نعيشها الآن وسيكون مصير حياتنا المقبلة مبنيا عليها, فإن عشنا هذه بالخير على ضوء الكتاب والسنة, كسبنا, وإن تتبعنا أهواءنا بعيدا عن قوانين الشريعة الغراء, فحتما سيكون مصير حياتنا المقبلة سيئا, ولا ندري ما مقدار السوء فيه, ولا قتامة مستقبله لأرواحنا.ويحدث كثيرا - إلا من رحمه الله وساعد أن تكون نفسه من المقربين لله - أن يقايض بعضنا وصلا بوصل, وقطيعة بقطيعة, وخيرا بخير, وشرا بشر من غير أن يفكر في عواقب الأمور, وهل هي مطابقة لما يأمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف؟ أم أنها تحوي الكثير من المخالفات الشرعية؟عندما يبدأ الانسان بفهم نفسه ومساءلتها عن تصرفاتها, فإنه وقتها بدأ يمشي على طريق تصحيح مسار الذات وردها إلى الطريق الصحيح التي كانت انحرفت عنه من غير علم صاحبها.أما من يتبع هوى نفسه ويتركها تجرجره يمنة ويسرة, فإنه في خطر عظيم, وإن تبوأ أعلى المناصب وإن رفعه البشر إلى مقام رفيع, ابتغاء خير منه أو دفعا لشره أو لأغراض في نفوسهم وافقت هوى مريضا في نفسه وفرح بها.نافذة ضوء:دعوة من القلب من هذا الفنار المضيء, ليكن تواصلنا مع من نعرف خاصة أقاربنا خصوصا الأدنين منهم، في المناسبات الدينية, وكل مناسباتنا، خاضعا لسلطة الله وما يحبه ويرضى عنه، وليكن تواصلنا باللقاء صوتا وصورة ومعنى واحساسا بالمحبة، والعاقبة للتقوى.