عدنان عبدالله النعيم

ريادة الأعمال.. ممارسة تحتاج الى توضيح

تنامى في العقد الأخير والعقد الحالي مفهوم ريادة الاعمال، وأصبح يمثل أمراً استراتيجياً للكثير من الدول، لما يمثل هذا الدور من أهمية بالغة في المحافظة على تقدم الأمم وتنميتها إيماناً منها بأهمية الطاقة الكبيرة المتوافرة لدى الشباب وسعة الإنتاج المتوقعة، ويتبقى توفير الموارد وإدارتها الجزء والهم الأكبر، الأمر الذي قد يتسبب في إعاقة أو تعطيل التوسع في دعم التوجه نحو ريادة الأعمال، وهنا قد نحتاج إلى تعريف أكثر لتحديد ما هي ريادة الأعمال، فقد نتفق أو نختلف أو يكون هناك تعريف آخر لهذا المفهوم نحتاج إلى معرفته، والأهم أن يكون مفهوم الريادة هو أمراً استراتيجياً دائماً وأبداً. في وطننا نعرف رواد الأعمال بالشباب (الشابات) الذين يقومون بممارسة الأعمال التجارية أيا كان نوعها سواء كان طبيعة العمل تجارياً أو صناعياً، وقد يكون المعيار الوحيد هو أنه بدأ ممارسة العمل التجاري في سن مبكرة دون أن يعتمد أو ينتظر الالتحاق بأي وظيفة وأن يكون العمل التجاري هو مهنة له، وبجانب هذا التعريف فيتم أحياناً تعريف رواد الأعمال، وفي كل الأحوال، أن يكون من فئة الشباب وأيضاً بنفس طبيعة العمل المشار إليها، ولكن يضاف إليها تقديم القيمة المضافة لهذا النوع من العمل الذي أقدم عليه رواد الأعمال بإحداث الفرق وأن يمتلك بعض المزايا التنافسية لدعم ما يقدمه من خدمات ومنتجات إلى السوق، مما أعطى استقراراً ونمواً متوقعاً لهذا العمل في السنوات اللاحقة. ويتبقى التعريف الأهم لرواد الأعمال وهو المبتكرون والمخترعون، وهذه الفئة التي استطاعت تغيير العالم بأسره والتي تعتمد على المعرفة لأحداث الفرق والقيمة المضافة، والتي تعتمد على التطوير وبحوث التطوير في احداث الميزة التنافسية للمنتجات والخدمات المقدمة من قبلهم، وأمثلة هؤلاء من هذه الفئة كثير فتقدم ألمانيا وريادتها عالميا للصناعة في العالم تعتمد على هؤلاء وشركة مايكروسوفت وابل وقوقل وفيسبوك وغيرهم هم من هذه الفئة، وعندما سلطنا الضوء اكثر لدراسة عوامل النجاح في تلك البلدان وتوافر المبتكرين والمخترعين في تلك البلدان، شاهدنا ان هناك منظومة متكاملة تدعم هؤلاء الرواد، سواء من الناحية المعرفية أو المادية أو البحثية، وقد يكون هذا النموذج هو الأصعب ولكن هو المطلوب وبإلحاح في بلدنا في هذه الفترة. استبشرنا خيراً عندما قرر مجلس الوزراء قبل عدة سنوات تأسيس الأودية التقنية التابعة لبعض الجامعات السعودية في كل من الظهران والرياض وجدة، ولكن وبعد مرور هذه السنوات، بدا لنا أن النتائج المقدمة ليست بمستوى الطموح، وعليه نأمل من تلك الجامعات أن تعمل على نهضة وتنمية هذه الأودية لتجنب أي إحباطات قادمة، وفي الجانب المقابل، أشاهد ما تقدمه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لدعم رواد الاعمال وابتكاراتهم واختراعاتهم، عمل يستحق كل الثناء والتقدير رغم حداثة هذه الجامعة، فنموذج العمل الذي تعمل به الجامعة لدعم هذه الفئة نموذج متطور وحديث وشامل، وسيصل بنا بإذن الله في ان نشاهد قريبا طفرة في الابتكارات والاختراعات التي ستغير من المشهد العام وأن يكون مدعاة للفخر والاعتزاز لأعمال يتم تقديمها من أيادي أبناء بلدي.