عبد اللطيف الملحم

حماية سيادة المملكة ومواجهة المعتدين

قبل عدة ايام افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المرحلة الأولى من مشروع السياج الأمني لحدودنا الشمالية والذي تمت إقامته على مسافة تبلغ (900) كيلو متر على طول الحدود. ويهدف هذا السياج لإحكام السيطرة الأمنية ودرء مخاطر أي أياد تريد المساس بتراب هذا الوطن. وبهذا المشروع تكون المملكة قد أنشأت ما يسمى بالحدود الذكية. فهذا السياج الأمني به انظمة معقدة تتكون من عشرات الرادارات وملايين الكيلومترات من الألياف البصرية. ويوجد على طوله الكثير من مراكز القيادة والسيطرة وأنظمة اتصالات متطورة. وزيادة على ذلك توجد العشرات من مراكز الاستجابة السريعة ومراكز لفرق التدخل السريع. ويحتوي السياج الأمني على مجموعة معقدة من الكاميرات التي لها القدرة على العمل سواء في وضح النهار أو ظلمة الليل, إضافة إلى أبراج المراقبة وعربات الاستطلاع والمراقبة. وفي الوقت الحالي فإن هذا المشروع يعتبر أطول مشروع حدود أمني في العالم.إن المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وهي دائما سباقة للتأكيد على أن حدود المملكة هي خط أحمر لا يسمح لأي كائن من كان أن يتخطاه أو يعتدي عليه. وقد بدا ذلك واضحا للعيان في الكثير من الأحداث التي مرت بالمنطقة. وعلم القاصي والداني ماذا يحل بأي معتد على أراضي المملكة سواء أكان التعدي عسكريا أو أي نوع من الاعتداءات التي هدفها المساس بنسيج المجتمع السعودي والذي يتمثل في المحاولات الدائمة لتهريب المخدرات والأسلحة والدخول لهذا البلد عبر طرق غير شرعية وغيرها. وحسب ما يتم تداوله هو أن نسبة هذه المحاولات وصلت إلى الصفر في حدودنا الشمالية وذلك في رسالة واضحة للجميع بأنه من الصعب اختراق هذه الحدود. وفي وقتنا الحالي وفي ظل الظروف التي تمر بها بعض دول الجوار جراء غياب الاستقرار فقد رأت المملكة أنه من الضروري أن تقوم بمشروع يهدف إلى عدم إعطاء الفرصة لجماعات أصبح واضحا ما هي أهدافها ونواياها السيئة تجاه المملكة. ولذا رأت المملكة أن تقوم بمشروع بهذه الضخامة وهذا التعقيد لكي تفوت الفرصة عليهم وتوضح لهم أن المملكة لن تتردد في استخدام كل الطرق والوسائل لتحمي أراضيها ومقدراتها. وما السياج الأمني إلا جزء مما تقوم به المملكة لحماية أراضيها. فقد بدا واضحا ما تمر به المنطقة من زعزعة في الأمن وتنقل واضح وعلى مستوى كبير لجماعات إرهابية بين بعض الدول التي لا يوجد بها في الوقت الحالي أي استقرار سياسي وبها انفلات أمني, فمن البديهي أن يؤثر على دول الجوار. ولذلك والحمد لله فالمملكة لم تبق فرصة أو ثغرة من الممكن أن تستغلها أي أياد تريد السوء لهذا البلد. ولهذا قامت المملكة بخطوات وإستراتيجيات استباقية لكي تفوت الفرصة على كل معتد. والمملكة لها كامل الحق في عمل أي مشروع هدفه حماية سيادة المملكة وحماية أمنها. ورغم ضخامة مشروع السياج الأمني على حدودنا الشمالي, إلا أن أكبر درع هو الوحدة الوطنية وتلاحم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وإيمان المواطن السعودي بأن هذا هو تراب وطنه الذي سيحميه ويدافع عنه.* نائب الرئيس- شركة سعود كونسلت